Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/08/2009 G Issue 13467
الاربعاء 21 شعبان 1430   العدد  13467
زيارة الحب والوفاء
د. عبدالرحمن بن سليمان الدايل

 

لقد ترجمت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله- لأخيه ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يحفظه الله- ترجمة لمشاعر الحب الصادق الذي يعيش في ظلالها أبناء هذا الوطن في دوحة الأمن والعطاء.

وإن كانت هذه الزيارة -كما يبدو- للاطمئنان على صحته -يحفظه الله- بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء إلا أن معانيها التي تتضمنها تتلاحق في صفحات الحب والمودة والتلاحم والمشاعر الإنسانية الفياضة، ونبل الأخلاق والصفات الحميدة، والأخوة الصافية الراسخة، وغير ذلك من الأحاسيس التي هي دروس يتعلمها الناس من مدرسة الأخلاق الفاضلة الراسخة أركانها، هنا على أرض المملكة العربية السعودية.

فلقد تابع المواطنون، ومعهم كل المحبين، زيارة قائد هذه الأمة لأخيه للاطمئنان على صحته الغالية وتهنئته بتمام الشفاء، فإذا بهم يستعيدون ذكريات الحب والوفاء التي يحملونها لهذا الوطن الذي تعلموا فيه ومنه: كيف يكون العطاء؟ وكيف تكون المشاعر الإنسانية النبيلة واقعاً وسلوكاً في حياتهم؟

لقد شاهدوا وشهدوا على أن بذور الخير والإحسان هي التي تثمر في هذه التربة الخصبة الحافلة بكافة أنواع الخير، ومختلف أنواع العطاء المتأصلة في مشاعر المواطنين وأحاسيسهم، وعلى قمة ذلك كله ذلك النهر المتدفق من مشاعر الحب بين القيادة الواعية والرعية المخلصة، التي تتوق لقيادتها، والتي تتشوق لصحتها وسلامتها، وتدعو الله سبحانه أن يديم عليها الصحة والسعادة والتوفيق ليستمر التلاحم وتتواصل المسيرة ومعها يزدهر الخير والعطاء.

لقد تابع الجميع وقوف القائد -وفقه الله- والاطمئنان على صحة ولي العهد الأمين -يحفظه الله- بكل معاني الحب والوفاء، ورأوا في ذلك ترجمة لمشاعرهم؛ فالقائد يطمئن على رفيق دربه وأخيه وساعده وعضده، وأبناء الشعب يطمئنون من خلاله -يحفظه الله- على من أحبهم وأحبوه، يطمئنون على من زرع في قلوبهم بذور الخير والإحسان، حتى ارتبط اسم الخير ومعناه في نفوسهم بشخصه الكريم، فما وجدوا صفة جامعة مانعة يطلقونها عليه - يحفظه الله - سوى صفة الخير، فجعلوها صفة ملاصقة له، فلا تكاد تسمع اسم سلطان إلا وينطلق الخير على لسانك، حتى أصبح اسم سلطان الخير يزين ساحات العطاء، ويملأ حقول الخير داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

وإذا كان الخير صفة متأصلة في أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فإن آثارها أصبحت متجددة على أرض الوطن، وامتدت خارجه في مختلف ميادين العطاء والنجدة والعون والمساعدة والإغاثة، في هذا العهد الميمون، حتى ارتبطت المملكة باسم (مملكة الإنسانية) لكثرة عطائها في حقول الخير المتعددة.

فلا غرو بعد ذلك، وفي هذا السياق الإنساني، أن تتوقد المشاعر الإنسانية لدى المواطنين وهم يشاهدون هذه الزيارة المباركة الاطمئنانية التي قام بها قائدهم لولي عهده الأمين يحفظهم الله لتثير لديهم - إلى جانب الاطمئنان على من أحبوه - كل المعاني الإنسانية النبيلة التي يعيشون معها ويستظلون تحت معانيها وممارساتها في هذا الوطن الوفي الذي يدرك ويقدر معاني الخير والوفاء، ويترسم دائماً سلوك الحب والعطاء، وهي علامة بارزة مضيئة في رحلات الحب والوفاء التي نشاهدها وبكل اعتزاز على هذه الأرض الطيبة المعطاء.

حفظ الله لهذا الوطن قيادته؛ ليستمر التلاحم وتتواصل المسيرة، ومعها يزدهر الخير والعطاء.

وبالله التوفيق

-وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام (سابقاً)



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد