Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/08/2009 G Issue 13473
الثلاثاء 27 شعبان 1430   العدد  13473
حديث المحبة
تجاوب المسؤول.. نضج في التفكير
إبراهيم بن سعد الماجد

 

عندما يكتب الكاتب في الشأن العام ويثير قضية ما أو ينتقد مرفقاً ما من مرافق الدولة، أو عندما يطرح وجهة نظره في تنظيم اتخذ فإنه يأمل تجاوب الجهة المسؤولة، ولو من خلال إدارة العلاقات العامة.

ولكن للأسف فإن الكثير من الإدارات الحكومية تؤثر الصمت، مستلهمة ذلك من الحكمة القائلة: (الصمت حكمة).

ولكن جامعة الملك سعود ومن مواصلتها نجاحاتها العلمية فهي تحقق نجاحاً إعلامياً، أعتقد أن الكثير من الجهات الحكومية تفتقده، وشاهدي على ذلك هو تفاعل الجامعة مع مقالتي الأسبوعي الفائت حول القبول في الجامعة، حيث أسعدني معالي مدير الجامعة الدكتور عبد الله العثمان باتصاله الهاتفي شارحاً الوضع الذي أشرت إليه في المقالة، وأيضاً مبشراً بالكثير من المشروعات المهمة التي تصب جميعها في خدمة المسيرة العلمية لهذه الجامعة التي يحق لنا أن نطلق عليها الجامعة العملاقة، أشار مدير الجامعة إلى الدعم اللامحدود الذي تلقاه الجامعة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وكذا من سمو الأمير سلمان، وأشار باغتباط إلى نجاح الجامعة في مشروعاتها الوقفية التي حققت رقماً لم يكن متوقعاً خاصة في مثل هذه الظروف.

لقد أكد معاليه مقولتي إن الجامعة تحقق نجاحات شبه يومية بحديثه عن اتفاقيات أبرمت بالأمس وأخرى اليوم وثالثة غداً، وحديثه المستفيض عن حرص الجامعة على قبول جميع من يتقدم لها، وعلى أن يكون الجميع في التخصص الذي يرغبه أو على الأقل قريب منه، مؤكداً أن العام القادم سيشهد نقلة نوعية في مسألة القبول.

مثل هذا التجاوب السريع من لدن مدير الجامعة يعطي مؤشراً قوياً على أن المسؤول الأول في هذه الجامعة يهمه كثيراً أن يسمع رأي المواطن مهما كان هذا الرأي مخالفاً، وأنهم يسعون للتطوير دوما ويتطلعون إلى سماع النقد الهادف الذي يستثمرونه في تصحيح ما يمكن تصحيحه.

إننا مطالبون ككتاب رأي أن ننقل للمسؤول وجهات النظر سواء كانت موافقة أو مخالفة، وان على المسؤول أن يكون متفاعلاً ومتجاوباً مع ما يطرحه الكاتب، فهدف الجميع هو التوصل إلى ما يمكن أن يكون عامل تقدم ونهضة لهذه البلاد.

ولكن الذي يؤسف عليه بحق هو عندما نجد من بعض المسؤولين تجاهلاً تاماً لما نطرحه من قضايا مهمة وذات صلة بحياة المواطن، وخاصة المواطن الذي لا يصل صوته إلا عبر هذه المنابر وهم فئة الذين لا يسألون الناس إلحافاً.

إن الأمل الذي ننشده من المسؤولين هو فقط التجاوب مع ما نطرحه عبر هذه الأعمدة والزوايا التي هي في الحقيقة ملك للقارئ وليس للكاتب أو الصحيفة.



almajd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد