ليس سراً أننا شعب مسرف والمؤشرات كثيرة أحدها كثرة ونوعية النفايات- أعزكم الله- لذا فإنه ليس بمستغرب أن نفتقد لغة أغلق الماء أطفئ المصباح أو المكيف.. والتي نتعلمه عن كبر من تلقاء أنفسنا دون أي مؤثرات ثقافية سواء كانت دينية أو أسرية أو تربوية أو تعليمية فكل هذه المؤشرات القوية على شخصيتنا فصامها واضح مع مقدرات المجتمع مثل الكهرباء والماء ناهيك عن المرافق العامة فكلها تنتهي أهميتها بنهاية احتياجنا لها بغض النظر عن حاجة الآخرين لها من بعدنا.. فبرامج ترشيد الكهرباء والماء برامج غير عملية وبعيدة عن أعين ومسامع المواطن المستهدف فاختيار القنوات السمعية والمرئية خاصة غير موفق ولم ينظر إلى طبيعة تلك القنوات هل لها حضور شبابي أو اسري ولم يدرس سلوك أو وقت الذروة للمشاهد أو السامع حيث تلاحظ أن التركيز على قضية الترشيد على قنوات محدودة، وكان الهدف من الترشيد هو عرض جهود الترشيد بعيداً عن أثره على المستهدف فلا يمنع أن نستفيد من الدول المجاورة في حملاتها الترشيدية تجاه الكهرباء والماء مثل دولة الكويت التي حققت سبقا في ذلك حيث اخترقت حملتها الترشيدية عقل الصغير قبل الكبير من خلال اختيار المادة الإعلامية والوقت ونوع القنوات السمعية والمرئية الأكثر متابعة من الفئة المستهدفة فنحن نتألم عندما نشاهد الهدر للماء والكهرباء من المنازل والمحال التجارية على الرغم من فواتيرها الباهظة التي يشتكي معظم الناس من ارتفاعها دون أن يراجعوا أنفسهم ويبحثوا عن أسباب الخلل حيث أرى أن يشارك في هذه الحملة مع وزارة المياه والكهرباء والإعلام كل من وزارة التجارة والمالية والتربية والتعليم والشؤون الإسلامية والبلديات والصندوق العقاري بحيث يصبح لها أدوار بارزة من خلال:

1- الاستعانة بالقنوات المرئية والمسموعة ذات الحضور الجماهيري واختيار أوقات الذروة واختيار مواد إعلامية ورموز معروفة لتقدم مادة إعلانية حضارية أو كلمة مؤثرة عن أهمية الماء والكهرباء ويكون للاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين دور في ذلك.

2- التأثير على الطفل من خلال أغاني وأناشيد ومشاهد كرتونية موجهة للطفل لغرس ثقافة عدم الإسراف وهذا دور وزارة الإعلام.

3- استخدام أغلفة المناهج الدراسية بصور هادفة تجاه أهمية الترشيد وصور عن الجفاف في المجتمعات التي تشتكي الجفاف أو عدم وجود الكهرب إضافة إلى التعامل مع عقل الطفل عن أهمية الماء والكهرباء ومتى نطفئ الكهرباء ونغلق الماء عند انتهاء الحاجة منها وهذا الدور تقوم به وزارة التربية والتعليم.

4- تفعيل دور الخطاب الديني الذي لم يتعامل مع هذه القضية ولم يدرك خطورتها وكأن القائمين عليه يعيشون في كوكب آخر ولا تخصهم هذه القضية وهذا الدور تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية.

5- تشجيع البحوث والدراسات من خلال مشاريع الكراسي العلمية التي بدأت نواتها حالياً بكرسي للماء وآخر للكهرباء وهذا الدور تفعله وزارة المياه والكهرباء.

6- وضع جائزة الدولة السنوية لأحسن المناطق في ترشيد الماء و الكهرباء بعد دراسة نسبة حجم وعدد سكان كل منطقة تمنح لأمير المنطقة إضافة إلى وضع جائزة لكل منطقة عن أحسن (100) منزل في استخدام أدوات ترشيد المياه ومتابعة الأجهزة الكهربائية والبدائل المتاحة.

7- ربط صرف دفعات قروض الصندوق العقاري وتصاريح البناء باستخدام العازل الحراري ودعم الدولة لها.

8- دعم الدولة للمكيفات الصحراوية بحيث يصل الدعم إلى 50% لأن أسعارها الحالية مبالغ بها مقارنة بأجهزة التكييف الغاز ذي التقنية العالية حيث أثبتت الصحراوية جدواها في تخفيف استهلاك الكهرباء من خلال تبريد وتلطيف جو المنزل وذلك دور وزارة المالية ووزارة التجارة.

9- إلزام المواطن والتجار والمساجد والمرافق الحكومية العامة بتركيب وسائل ترشيد الماء ونظافة فلاتر وسلامة ترموستات التكييف كشرط لاستمرار خدمة الماء فقط وهو دور وزارة الماء والكهرباء.

10- الزيارة الدورية النصف سنوية للمنازل لكشف التسربات ومدى استخدام وسائل الترشيد المعتمدة من وزارة الكهرباء والمياه إضافة إلى الكشف على فلاتر وترموستات أجهزة التكييف بحيث تكون هذه الزيارة معدة مسبقاً وعند إخلال صاحب المنزل بوقت الزيارة يفصل عنه عداد الماء وسن عقوبات تتناسب مع كل متهاون ويستطيع القيام بهذه المهمة الشركات الخاصة المسؤولة عن قراءات عدادات الكهرباء والماء.

فنحن في منطقة صحراوية نحتاج إلى إدارة مواردها بما يتناسب مع طبيعتها واحتياج كل مواطن لأن الحروب القادمة أعاذنا الله وإياكم هي حروب مياه والخطر الأعظم أيضا مشاكل طبقة الأوزون والانبعاث الحراري.. لذا فإن الحل الأمثل هو الوقفة الجادة بتغيير سلوك المستهلك تجاه عنصر الماء والكهرباء عصب الحياة.