Al Jazirah NewsPaper Friday  21/08/2009 G Issue 13476
الجمعة 30 شعبان 1430   العدد  13476
في زماننا طفيليون من نوع آخر

 

تطرق الأخ (يوسف العتيق) في زاويته بجريدة الجزيرة يوم الأحد 4-8- 1430هـ في تساؤله الكريم (هل انقرض الطفيليون في زماننا) وأورد في هذا الشأن إشارة إلى الأديب والكاتب المشهور الملقب (بالخطيب البغدادي) وعن كتابه الشهير (التطفل وحكايات الطفيليين وأخبارهم ونوادر كلامهم وأشعارهم) والمقصود بالطفيلي في زمان كاتبنا هذا والذي أشار الكاتب (يوسف العتيق) بقرب انقراضهم هو الشخص الذي يحرص على حضور المناسبات وهو لم يدع لها، وحضوره فقط لأجل الأكل والتلذذ بالطعام والشراب.

وتعقيبي على مقالة الأستاذ (العتيق) أنه فعلاً بدأ طفيليو الطعام بالانقراض ولكن ظهر طفيليون بل بالأصح (طفيليات جدد) في هذا الزمان وهذا النوع سمعت عنهن ثم رأيتهن بعد أن سألت عنهن وربما بعضهن قد اتصلت بي.... أظن قارئ هذه السطور قد تشوق بما فيه الكفاية لمعرفة أمر وجنس تلك الطفيليات (أنهن طفيليات الأعراس والحفلات) والتي انتشرت هذه الأيام من (ديجيهات كما يسمونها أعجميا) أو حفلات تخرج وما أكثر أنواعها وما كنا نعلم حفلة تخرج إلا من الجامعة ولكنه الزمان وبدعه حتى أطفال التمهيدي أصبحت تقام لهم حفلات تخرج يتعبون فيها ويُتعبون ذويهم وما يصاحب تلك الحفلات التي تقام في فنادق فخمة تجلب لها المطربات والمطربين وتصرف عليها الملايين (ولكنها النعمة كما يقال خمر جياش). وقد نجد هؤلاء الطفيليات بتطفلهن على مثل تلك الحفلات وأمثالهن ممن كان الردح والرقص أو الاستمتاع بذلك هدفهن وغايتهن يسلكن طرقاً مختلفة للحصول على بطاقات لمثل تلك الحفلات.

ولكن مصائب قوم عند قوم فوائد, فترى تلك الطفيلية التي لم تدع للحفلة وتعرف عن تلك التي لا تحب هذه الحفلات وقد دعيت لها تتوسل إليها وتتصل بها مراراً وتكراراً لتعطيها بطاقة دعوتها بدل ردها لأصحابها, بل إنني أعرف نساء من تلك الطفيليات شفاهن الله يذهبن إلى محلات طباعة بطاقات الدعوات ويزورن بطاقة تلك الدعوة المشهود لها ولأصحابها بالبذخ والونس, حتى أن الأمر حدا ببعض الذكيات من أصحاب الحفلات إلى تحذير تلك المحلات في حالة حضور الطفيليات لطباعة الدعوات المزورة وإلا فأنهم سيجازونهم.

(عافنا الله وإياكم من داء التطفل أياً كان نوعه).

فاطمة صالح الوهابي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد