Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/08/2009 G Issue 13477
السبت 01 رمضان 1430   العدد  13477
يحجرون واسعاً!
مدعث بن فارس المقاطي

 

أصدرت وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قبل سنوات تعميماً إلى سائر منسوبي المساجد بوجوب الالتزام بما وجّه به سماحة مفتي عام المملكة في حينه من أن تكون المناداة لصلاة العشاء في شهر رمضان بعد مضي ساعتين من أذان صلاة المغرب رفقاً بالمصلين ومراعاة لمصالحهم وأحوالهم حيث يجدون الوقت الكافي الذي يتيح لهم أداء صلاة التراويح والقيام براحة وطمأنينة، إلا أننا نرى بعض المؤذنين -هدانا الله وإياهم- لا يلتزمون بذلك، بإلحاقهم المشقة بإخوانهم المصلين وإرباكهم في هذا الشهر الكريم وذلك بتفرقهم وتباينهم في النداء لصلاة العشاء قبل وقتها المحدد بتفاوت يصل إلى عشرين دقيقة أو تزيد أحياناً في الحي الواحد.

علماً أنه ليس هناك ما يدعو إلى هذا الاختلاف شرعاً لأن وقت صلاة العشاء يمتد من غروب الشفق الأحمر إلى نصف الليل، لما روى مسلم عن عبدالله بن عمرو (ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط).

ولحديث جابر رضي الله عنه (أن جبريل أمّ النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه في اليوم الأول فقال قم فصله فصلى العشاء حين غاب الشفق وجاءه في اليوم الثاني حين ذهب نصف الليل فقال قم فصله فصلى العشاء حين ذهب نصف الليل).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت (أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد ثم خرج فصلى وقال: إنه وقتها لولا أن أشق على أمتي).

ومن المقرر عند أهل العلم أن الأفضل في وقت صلاة العشاء التأخير ما لم يخرج وقتها ما لم يكن ثم مشقة حيث نصوا أنه إذا كان ثم جماعة في سفر أو بادية أو قرية فتأخير صلاة العشاء أفضل ما لم يشقوا على أحد إذا رأوا ذلك.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يراعي الأخف على الأمة، فعن جابر رضي الله عنه قال (والعشاء أحياناً وأحياناً إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطئوا أخر).

ولذلك فإن على الإخوة المؤذنين أن يلتزموا برفع أذان العشاء وفقاً للتعميم الصادر إليهم حتى لا يضيقوا على إخوانهم المصلين ولا يشقوا عليهم في أمر فيه سعة، وعلى أئمة المساجد مناصحة مؤذني مساجدهم المتعجلين حتى لا يشاركوهم في خطئهم لأن أمر إقامة الصلاة بيد الإمام ومن حقه -كما قال أهل العلم- فلا تقام الصلاة إلا بإذنه وهو المسؤول الأول في مسجده فينبغي له الإنكار على المؤذن في تقديمه الأذان عن وقته وعدم مجاملته وفي حال تقديمه الأذان عن وقته لا يأذن له بإقامة الصلاة إلا في الوقت المحدد لها بما يتفق مع التعميم المشار إليه سابقاً.

ذلك أن مراعاة حال المصلين والرفق بهم واجتماع أمرهم مقصد مهم يجب الاعتناء والاهتمام به. ولا شك أن توحيد الأذان والالتزام بما صدر عن الجهة المعنية التي تمثل ولي الأمر يندرج ضمن المصالح التي لا تخفى على كل ذي بصيرة.. وفق الله الجميع لم يحبه ويرضاه.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد