Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/08/2009 G Issue 13477
السبت 01 رمضان 1430   العدد  13477
تفطير الصائمين
أ.د. أحمد بن عبدالله الباتلي

 

يعد تفطير الصائمين في رمضان غنيمة من غنائم هذا الشهر المبارك إذ يحظى من فطر صائماً بالأجر الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية للطبراني (من فطر صائماً أطعمه وسقاه كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً) فدلت رواية الطبراني على فضل تفطير الصائم بالطعام والشراب.

فهنيئاً لك أيها الصائم تنال مثل أجر من فطرته، فكيف بمن فطر عشرات بل مئات الصائمين.

إن تفطير الصائمين فيه أجر عظيم، وثواب جزيل، وإطعام جائع، ومواساة مسكين فينال مثل أجر غيره من الصائمين، فيشعر الفقير بالمواساة والرحمة من إخوانه المسلمين الذين يحققون جانباً من جوانب التكافل الاجتماعي بين الصائمين حينما نراهم في المساجد مجتمعين لتناول طعام الإفطار، فيأكل مثل ما يأكل غيره، ويشرب مثل شرابهم، فكأنهم سواء في تراحمهم.

وأوصي إخواني عند تفطير الصائمين الحرص على الإخلاص وابتغاء وجه الله تعالى في تفطيرهم للصائمين، وعدم المباهاة والرياء فإن ذلك يحبط العمل.

والمسلم في كل عباداته مخلص لله، قال عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.

ويرجو ثوابه في إطعامه للصائمين قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا}، بالإضافة إلى الحرص على تقديم الأطعمة والأشربة الجيدة التي تناسب الصائمين، ليكون قد قام فعلا بتفطير الصائمين.

أما ما يفعله بعض الناس - هداهم الله - من إرسال بقايا الطعام أو تقديم وجبات غذائية ليست من الطعام المعروف في البلد أو يقدم الأطعمة التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء فهذا أمر لا يجوز، (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، و(إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)، وقد قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون}.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد