Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/08/2009 G Issue 13481
الاربعاء 05 رمضان 1430   العدد  13481
مركاز
هم جميل
حسين علي حسين

 

الكتابة تحتاج إلى مخزون معرفي، لا يوجد كاتب موهوب وجيد، لا يقرأ لغيره، بل إن قصة جيدة يفردها قاص، قمينة بأن تدفعه لكتابة قصة أو رواية هذه حقيقة يؤمن بها كل مبدع، فالنص الجيد يشعل النار في نفس قارئه إذا كان مثقفاً أو مبدعاً، ولا يوجد نص جيد دون عناء ومكابدة، كافة الأعمال الكبيرة، وليدة المعاناة الكبيرة، معاناة الكتابة والمراجعة والقراءة، الذي لا يقرأ بجدية وحب لا يستطيع أن يكتب شيئاً جيداً؛ الموهبة وحدها لا تنتج شيئاً ملموساً ومهماً، نص أو أكثر، ثم ينضب المعين!

لقد قرأت مبكراً للعديد من الكتاب، الصغار والكبار، وفي جميع الفنون، كنت في بعض الأحيان أنهي رواية أو مجموعة قصص في جلسة واحدة قد تستمر لساعات متواصلة، لكن ذلك لا يعني أنني كنت أمسك القلم بمدة توازي تلك التي أقضيها قارئاً، القراءة تأخذ جل وقتي ولا أكاد أكتب في اليوم الواحد، أكثر من ساعة واحدة.

لم أهجر القلم أو الكتابة بتاتاً، كانا أمامي باستمرار، لأنهما مصدر سعادتي، فأنا أرتاح للقراءة والكتابة، ولو كان في القراءة والكتابة ما يؤمن لقمة العيش لما اخترت شيئاً يمكن التفرغ له مثل القراءة والكتابة!

إن الموجه الوحيد لمن يريد الكتابة، موجود في الكتب والشوارع والأحياء، لكن كل ذلك بدون موهبة لفن معين، لا أهمية له، الموهبة أولاً، ثم القراءة، المزيد من القراءة، وبعد ذلك الكتابة بدأب وإصرار، وفقاً لأوقات محددة ومبرمجة، فالكتابة ليست بنت المزاح فقط، لكنها بنت التخطيط والنظام أيضاً، إن الكاتب يضم في إهابه: المهندس والمعلم والمصلح والموجه والمحلل وكل هذه التخصصات أو المتطلبات تحتاج من الذين يتبوءها أن يكون على قدر من المسؤولية لذلك فإن مسؤولية الكاتب يجب ألا تترك للمزاج والهرجلة!

إنني أكتب منذ سنوات طويلة، لكنني أحس كلما أمسكت بالقلم بأنني أبدأ من جديد وأكتشف جديداً، وكلما قرأت كتاباً أحس بأنني بحاجة إلى كتاب آخر، للحد الذي بت أستخسر إعادة القراءة لرواية أو بحث جيد من كثرة الكتب الجديدة أو التي لم أقرأها بعد!

ليس ما كتب أعلاه شهادة أو تجربة، لكنها ملاحظة صغيرة مجرد ملاحظة دونها قارئ لديه هموم كثيرة أبرزها هم جميل اسمه القراءة والكتابة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد