Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/08/2009 G Issue 13482
الخميس 06 رمضان 1430   العدد  13482
هذرلوجيا
كدش.. خدش
سليمان الفليح

 

باعتباري مواطناً مطيعاً ومنفذاً للأوامر الحكومية بحذافيرها، وما أن سمعت بقرار وزارة الداخلية أو تعليماتها لا فرق، بشأن المظاهر الشاذة لشباب اليوم كقصات الشعر (المقززة) والملابس المتهدلة المتجعكلة والساحلة المائلة على الأرداف والتي لا تليق ب(رجل)، تلك التي اصطلح على تسميتها - واخزياه - (طيحني) مع أنني لا أعرف من سيطيح الآخر!!

اللابس أم الناظر إليه (؟!!) بل ولماذا يطيحه أصلا وكيف؟ ثم المصطلح الآخر لا أصلح الله من (اصطلحه) والذي يسمى (بابا سامحني) والذي هو الآخر أي المصطلح لا أعرف معناه ولماذا يسامحه (باباه) وعلى ماذا؟ إلا أنني أظن وبعض الظن إثم أنه يريد أن يسامحه على مواصلة هذا السلوك المخل والخادش للأخلاق والآداب و(المرجلة) وهذا مالا ترتضيه (مرجلة البابا) أصلاً.

وكذلك الأمر بقصة الشعر والتي اصطلحوا على تسميتها ب(الكَدَشْ) مما يجعلني هنا وانطلاقا من مدلولها اللفظي واللغوي (كدش يكدش كديش) والكديش أكرمكم الله هو (البغل) مما يجعلنا هنا نُخمن أن المفردة مأخذوة من (عرف الكديش) أو بالأصح (معارف الكديش) باعتبارها أقذر معارف حيوانات الركوب لدرجة أنها أسوأ من معارف الحمير (أجلكم الله) والتي تحوم حولها دائماً رفوف الذباب وتتشبث فيها القردان أكثر من غيرها من الكائنات.

***

أقول إنني حينما سمعت بقرار وزارة الداخلية جمعت أولادي على الفور وأجلستهم (بالمجلس) وأغلقت الباب لكيلا تسمع (الحريم) - عفواً - النساء - باعتباري مثقفا تقدميا أقول لكيلا يسمعن كلام (الرجاجيل) وطفقت أحاضر عليهم واقفاً وحاسر الرأس فقلت يا شباب: والله لو كان بهذه الصرعات أية مسحة جمالية أو فنية تسر العين لكنت أول من ازدهى بها. ولكنها بشعة ومُهينة وتثير الاشمئزاز وتلوث الحس الفني والاجتماعي والمشهدي وقد اتخذت هذه الأزياء (المهتملة) من ملابس السجناء المزمنين في السجون الغربية المهملة حيث تشي بالقذارة والاهتراء واللامبالاة، وكذلك (قصة الكدش) حيث تكون مرتعاً كثيفاً للقمل نتيجة للتجاهل والإهمال والنسيان في تلكم السجون المنسية، ساعتها أخذ الشباب يتغامزون ويتهامسون وكأن (أحرّ ما عندي أبرد ما عندهم) وهنا نهرتهم بغلظة وحزم ما بالكم تتغامزون فرفع أكثرهم جرأة يده وقال لي: (يا والدي سامحني - لم يقل: (بابا سامحني) إننا نضحك لأن شعرك كدش!) وهنا لمست رأسي ووجدت أن لي (كشّة) قد طالت بالفعل ولم أذهب إلى الحلاق منذ مدة طويلة صمت قليلاً أحاول أن أجد لي تبريرا فتذكرت موقف الشاعر الفرنسي فرلين حينما زاره صديقه الشاعر رامبو وكان شعره طويلاً وينوس بالقمل فانزعجت زوجة فرلين من هذا الضيف القذر فبرر ذلك فرلين أن صديقه الشاعر يُربي القمل ليلقيه على القُسس!! ولأننا هنا والحمد لله ليس لدينا قُسسا خاربين كقسس الكنائس الأوروبية آنذاك فقد نحيت العذر جانباً وقلت لهم يا أبنائي والله إنني قد عانيت طويلا من عقدة (الصلع) فحينما كنت طالباً كان المدرسون يفرضون علينا الحلاقة حتى الصلع التام وحينما أصبحت شاباً ودخلت العسكرية كان الضباط يفرضون علينا الصلع، ولم أتحرر من هذه العُقدة (الصلع) إلا حينما تركت العسكرية لكنني بالرغم من ذلك فأنا ذاهب للحلاق فوراً لأعود إلى عقدة الصلع من جديد وليسقط الكدش والمكدشون!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد