Al Jazirah NewsPaper Friday  11/09/2009 G Issue 13497
الجمعة 21 رمضان 1430   العدد  13497
حربنا المفتوحة!
رمضان جريدي العنزي

 

المتورطون (113) شخصا كونوا (14) عصابة من بينهم مسلحون، بحوزتهم (3) أطنان حشيش و(3) ملايين حبة و(10) كيلو هيروين، إن هؤلاء الشخوص الأوباش وهذه الكميات الكبيرة الهائلة من المخدرات المهلكة التي تم إحباطها من قبل رجال الأمن الأبطال الأشاوس كانت تستهدف المملكة شعبا وأرضا وكيانا..

يقيني التام أن هناك من يريد أن تبقى نار المخدرات مستعرة، كلما خبت لظاها حاول عبثا إحراقها من جديد لتحرق البلاد والعباد، إن هؤلاء العابثين تمردوا بطلاقة لتحقيق طموحاتهم ومآربهم وأحلامهم ورغباتهم الشاذة، إنهم متمردون جرذان يتحركون في عموم الأرض ويمارسون كل أنواع العنف والجريمة وبيع السموم، إنهم رعاع لهم وجوه سوداء ملثمة بالخزي والعار والذل، ومجاميع هشة وقوى مختلفة، لقد سرقوا بسمة الحياة وانتشاء النفوس، لا يشعرون بقيمة الحياة، منتشون ومسكونون بهاجس الطمع، يقذفون حممهم بلا هوادة ولا وجل، لهم وساخات وروائح نتنة تأبى أن تزول تزكم الأنوف وتتعارض بنشاز مع نسائم الطبيعة الخلابة، إن هذه الوساخات لم تعد طرفا بالنسبة لعصابات المخدرات بقدر ما أصبحت واقعا لا يستطيعون أو يرغبون العيش من دونها، لاعتقادهم الغريب بأن النظافة ومزيلات الروائح خطر على وجودهم مما حدا بهم التشبث بهذه الوساخات لحمايتهم كيفما يعتقدون، إنهم يتكاثرون كالدمامل ويتوالدون كالسلاحف وينمون كالفطر في الأراضي الخربة مزدانين بالقذارة والعفونة والخطورة، إنهم يعملون على فناء الآخرين وفق أيديولوجية بغيضة لها أسس وقواعد تعتمد في ديمومتها على نقاط سوداء عدة منها الإيمان المطلق بالجريمة لتحقيق الغايات والأهداف المريضة، إنهم وحوش يتبنون الموت والدمار والهلاك، عمادهم قتل الإنسان وتطويحه منتهجين سياسة الرعب المفضي للإذلال والعبودية، إن صرح الرمال الذي بنوا عليه أيدلوجياتهم سيتهدم وسيحال إلى رماد تذروه الرياح بسبب القبضة الأمنية الاستباقية، وستبقى الغربان الناعقة تحوم حول تخومها بغباء، إن لصوص الحياة النظيفة أخطأو كثيرا بتآمرهم العجيب على الوطن وإنسانة، بخطط مجنونة رسمها شذاذ وافاق تسلقوا فوق أكتاف الوطن وأهله في عتمات الليل البهيم، علينا جميعا كمواطنين ولدتنا أمهاتنا أحرارا إلا ندع هؤلاء يلدغوننا ووطنا مثنى وثلاث ورباع، وعلينا أن نرميهم في مزابل النفايات السحقية لانهم غير قابلين للحياة، وعلينا أن نعد العدة لهم ونهيئ أنفسنا وأجيالنا لحرب مفتوحة ليس لها هوادة معهم لانهم استفزونا بغباء وعلينا أن نسحبهم بذكاء سحبا إلى زاويا معتمة ليسهل علينا القضاء عليهم، وهو عمل مشروع أقرته لنا كل الشرائع السماوية والوضعية، ولن نبالي بنقيق الضفادع الصادرة من برك المياه الأسنة، إن المخدرات وأهلها والعاملون عليها ما هي وما هم إلا ظروف قابلة للزوال وليس واقعا كون المخدرات رحما لا يخرج إلا الولادات المشوهة، لكن علينا الانتباه والحيطة والحذر وان نجعل عيوننا دوما مفتوحة بحدقات واسعة وكبيرة، لتبقى أرضنا مهد الأنبياء وموطن الحضارات نقية طاهرة لا تعلق بترابها الطاهر وجنابها الزاهر رذيلة المخدرات، هذه الآفة المدمرة لا بد من أن نتكاتف جميعا لنخوض ضدها معركة مصيرية جماعية خطرة، لأنها تمس مجتمعنا وبلدنا وتشكل لنا مشكلة يجب بترها بقوة، إن التصدي لها يتطلب عملا جماعيا بطوليا فريدا ليس للحد منها بل لقطع دابرها وقطع حلقاتها المتصلة، لأنها مفتاح تهديم المجتمع وعامل من عوامل انتشار الجريمة، إن على المنابر الإرشادية والمؤسسات الدينية إعداد جيل رافض لرذيلة المخدرات وتقوية وترصين الوازع الديني لدى شرائح المجتمع، وعلى القانونين والمشرعين والقضاة فرض العقوبات الصارمة بحق كل من يروج لهذه الخبائث أو يسهل تداولها أو الدعوة إلى تناولها، إن القتل والخراب والدمار والابتزاز والسرقة والاضطهاد يدخل ضمن دائرة المخدرات البذيئة، وهي عوامل فعلية نتيجة تعاطيها وممارستها، إن علينا ألا نكون هادئين ورزينين مع عصابات المخدرات المسعورين، بل يجب علينا تنظيف بلدنا من (جربهم) المعدي وكنسهم بمكانس خشنة كما تكنس الطرقات العتيقة من الأتربة العالقة، جميعا نقرع الطبول الصاخبة لنعلن بدء معركة الصمود والتحدي ضد المخدرات وتجارها ومروجيها، لنغمض عيوننا بعدها وننام بهدوء وسلام كالأطفال.

ramadan.alanazi@aliaf.cim



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد