هل الدوام الرمضاني هو عبارة عن إجازة مستترة؟ هل يكتفي الموظف أو الموظفة , أن يشغل المقعد الذي هو فوقه فقط ليستوفي متطلبات العمل؟
من يعمل في رمضان يدرك أنّ هناك سحابة من الفكر الذرائعي تخيم على جو العمل في نهار رمضان , تختبئ في تلافيفها العديد من المسوغات والمبررات التي تجعل الجودة والإنتاجية في الأداء الوظيفي تتقلص حتى مراتب دنيا.
- بداية صادف رمضان في فصل الصيف وتزامن مع العطلة المدرسية وبالتالي اختار قطاع كبير من الموظفين أن تكون إجازتهم السنوية في هذا الشهر , فأصبحت المؤسسات الحكومية خاوية مهجورة عدا أفراد من الموظفين.
- من هم على رأس العمل يتورطون في حالة تذمر وشكوى ونقمة طافحة كونهم ليسوا من الفرقة الناجية التي استطاعت أن تنتزع إجازتها السنوية في شهر رمضان.
- ويبدأ الالتفاف ومخاتلة الدوام عبر عدد من المخترعات السعودية التي منها: تقسيم العمل - نظام المناوبة، أي تقسيم العمل بين عدة أفراد فتتقلص أيام الدوام - الاستئذان - التوقيع والخروج - وبما أنه لا يوجد مدارس يتذرع بها الموظف لإحضار الأولاد بعد صلاة الظهر، فإنها تستبدل بمواعيد المستشفيات والإجازات المرضية.
- القطاع الحكومي يئن ويشكو من الترهل الوظيفي وتكدس وظائفي وبطالة مقنعة على حساب الخبرات والإنتاجية والجودة النوعية, ومن هنا يعري الموسم الرمضاني ملامح هذه البطالة, فهناك شبه شلل في الفاعلية والإنتاجية حيث الجميع يعمل بطاقته الدنيا.
- يتوقع منك الموظف أو الموظفة الذين تتعامل معهم في نهار رمضان أن تكون عالماً بالاتفاقية السرية وأهم بنودها هو: 1- أن تسعى إلى تأجيل العمل إلى ما بعد رمضان 2- أو تسوفه 3- أو ترضى بالحد الأدنى فيه.
- ولو اختارت مؤسسة حكومية ما أن تعاند هذا الواقع وتقفز فوقه بحس استشهادي, وتكثف أعمالها في هذا الشهر, فستحاصرها نظرات الاستهجان والريبة, وسيبقى نتاجها في حدودها الضيقة ولن تستطيع أن تمرره إلى أرض الواقع, لأنّ القطاع الوظيفي في رمضان اختار أن يدخل إجازة مقنعة طوال الشهر.
- العمل عبادة, وإعمار الكون هو أس التكليف الإلهي, وفي الموسم الديني الذي تتضاعف فيه الحسنات لا نجد في مواقع العمل سوى التثاؤب والملل والرسالة الخفية التي تمرر إلى صاحب الحاجة أنا صائم فليؤجل عمل اليوم إلى ما بعد رمضان.