Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/09/2009 G Issue 13499
الأحد 23 رمضان 1430   العدد  13499

قضايا تاريخية

 

تأليف: حمود بن متعب بن سعد بن عفيصان

قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف (بنت الأعشى)

طبعة دار المأمون للتراث - سوريا - دمشق. ط1 لعام 1429هـ - 2008م

التاريخ له صلة وثيقة بالحياة الاجتماعية والحركة الفكرية ومدى تطور كل منهما، والتاريخ هو الذي مزج الحضارات، حيث إنه مزج حضارة المسلمين بغيرها من مظاهر حضارات الأمم المجاورة، فأثر هذا الامتزاج بين هذه الحضارات المتعددة ولا سيما في ناحيتين اثنتين مهمتين وهما: الناحية الفكرية أولاً والناحية العلمية ثانيةً، وواقع دراسة التاريخ في وقتنا المعاصر هو تركيزه على الماضي وربطه بالحاضر حتى يساعدنا على فهم حياة أجدادنا وآبائنا الاجتماعية والدينية والسياسية، وبين يدي كتاب يؤطر هذا المنهج ويدور حوله ومن الخير لنا أن نستمع إلى شيء من حديث المؤلف في مقدمته حيث يقول: (.. حتى يبقى أثراً لكلمة حتى نجعل من الكلمة شجرة، نتفيأ ظلالها، بين حين وحين.. أترك بين يدي القارئ الكريم كتابي هذا الذي ضمنته عدداً من مقالاتي وأبحاثي.. على مدار السنوات الماضية، ارتبط بعض منها بأعلامنا، وبعض بعددٍ من المواقع التاريخية وبعض بقضايا تاريخية ووطنية) والناظر في الكتاب يرى فيه وقفات جميلة، ومحطات بديعة، من ذلك إطالة الحديث عن شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - طيب الله أثره وثرياه - فقد نعته في فصل الكتاب الأول بأنه - سادن التاريخ - وأنا في رأيي أرى أنه - ابن خلدون - التاريخ، والمؤلف - حفظه الله - متيم بحب الأمير سلمان - رعاه الله - وله كل الحق في ذلك فهو يسير في كتابه بخطى ثابتة لكن حب الأمير ملك عليه حواسه فتارة يتحدث عن سمات وصفات الأمير المؤرخ، من هذه السمات حديثه عن منطقه فيقول: (سموه الكريم خطيب مفوّه، ومن فرسان الفصاحة والبلاغة وفي منطقه عذوبة جادة، تعزز في نفسك القناعة بما يريد من قوله، وحديثه يخرج من القلب فسرعان ما يصل إلى القلوب، وهو نبع لمن أراد أن يرتوي، ومرجع لمن أراد أن يوثق وحجة لمن أراد أن يواجه، وعنده القول الفصل لمن اشتبه عليه أمر).

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديارا

ثم يأخذك إلى جانب عناية سموه بتاريخ المملكة العربية السعودية، ثم إنسانيته ومقاله المنشور في جريدة الرياض، أطال الله عمره، وأمدّ مجد وسؤدد الوطن بطول حياته- آمين - هذا وقد طرق الكتاب مواضيع عدة منها: ما قاله فيلبي عن أسرة آل عفيصان، وموقف الأمير سعد بن عفيصان وما قاله حينما قتل ابنه الراحل (سليمان)، ومعركة الأصالة، والمقصود بالوطنية، وذكاء أهل نجد، وتفاعل الأمير سلمان مع ما يطرح في الصحف خصوصاً (وراق الجزيرة).

وأخيراً:

- يحق للتاريخ السعودي أن يفخر بهذا الكتاب لما فيه من أخبار سياسية تحكي أحداث عصر قد انصرم، وتنحته في العقول لتكون من تاريخها على بصيرة وإدراك.

- هذا الكتاب له سمات منها أنه يعين على دراسة الأحداث السياسية وهذا في حد ذاته أيسر بكثير من دراسة التاريخ السياسي والتعامل معه، وأيسر من النظر في المباحث السياسية وجزئياتها وتفرعاتها وتقسيماتها.

- في هذا الكتاب عناية بدراسة المجتمع الذي دارت فيه الوقائع الحربية، والنظم الإدارية، والنواحي الزراعية والمالية والصناعية حتى إن القارئ ليلمس هذه الأمور بصور جليّة واضحة.

- هذا المؤلف نافع جداً لأنه ينقل عن مصادر أصلية، ومراجع أساسية، تعوّد القارئ إلى الرجوع إلى هذه الكتب، والقراءة فيها والنهل من معينها، وهذا في حد ذاته قمة الفوائد، وذروة المنافع.

- اهتم الكتاب بتاريخ الحضارة السعودية في بحثه هذا، فالتاريخ السياسي وتاريخ الحضارة عاملان مهمان لفهم تاريخ الدولة وتراثها الماضي، وواقعها الحاضر، ومستقبلها القادم.

ص.ب: 54753

الرياض: 11524

فاكس: 2177739


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد