Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/09/2009 G Issue 13502
الاربعاء 26 رمضان 1430   العدد  13502
بلا تردد
الأسرة المفتوحة أو السلطوية
هدى بنت فهد المعجل

 

لامس مقالي (الذكور بين الانعتاق والتسلط) شيئاً في أنفس الذكور ولم يصلني ما يدل على ملامسته طبقة حس لدى الإناث!! فلماذا الأنثى دائماً تستعذب الصمت!!؟

المقال نافذة نطل منها على المجتمع بمن فيه.. أو أجدني هكذا عندما أكتبه..

وفي تعرضي للذكر منعتقاً أو متسلطاً لا يعني أني أنفي وجود الشخصية لدى الأنثى السعودية أو أنها ما زالت تعيش في العصور المظلمة..

.. كذلك ينبغي للقارئ أن يدرك أنّ ما نكتبه ليس بالضرورة ناتجاً عن تجربة شخصية ونحن نزامل، ونصادق، ونسيح، ونحتك، أو نتعرّف.

الذكر جنس بشري يقف جنباً إلى جنب الجنس البشري الآخر - الأنثى، وقوله: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى) لم يقصد به السلطة الذكورية.. والعبارة تصلح أن تأتي بصيغة أخرى، ليس الأنثى كالذكر.. ونحن نقول ليست السماء كالأرض، وليست الأرض كالسماء، وليس الليل كالنهار أو ليس النهار كالليل.. أو هكذا.. وبالتالي الرؤية حول (القوامة) يطول شرحها في اعتمادنا على آراء الفقهاء، والعلماء، والمفكرين بحيث لا ندري هل فعلاً (نحتاج إلى وقت كي تتغير الأمور عن ما هي عليه الآن بشأن الأنثى والذكر)..!!؟ أو أننا سنكتفي بالعزف على بيانو (بعض العادات تسيطر)!! والدكتور (طارق الحبيب) الاستشاري النفسي والبروفيسور ذكر في محاضرة له مؤخراً عنوانها (سيكولوجية المفجّر) أن التربية في البيئة السعودية تعتمد على العادات والتقاليد والأنماط السلوكية التي تتكرر عبر الأجيال أكثر من اعتمادها على فكر أو منهج تربوي محدد، وأن التربية الاجتماعية لم ترب النشء على الاستقلالية بل على تفعيل ثقافة الخوف وتقديم المفهوم الاختزالي للدين وعدم تفعيل الموضوعية في علاقة الفرد بالآخر ودعم فكر القولبة والعلاقة السلطوية والانطلاق من الانطباعات والظنون مما أدى إلى صراع الأجيال.. وهو رأي مهم ينبغي الانتباه له والالتفات إليه أو حوله كي نحمي المجتمع من الوقوع في هاوية التطرف ونحن نعي أن المجتمع قائم بأنظمته وقوانينه على الجنسين الذكر والأنثى ولا استمرارية لمجتمع، هذين الجنسين مسلوبي الإرادة أو مقموع أو مضطهد ومن ذلك الأنثى في سلبه شيئاً من ذاتها، أو حريتها، أو حركتها، أو سلطتها، وإن على نفسها!!

أعجبني تساؤل أسفل مقال (الذكر بين الانعتاق والتسلط) صيغته:

كيف نصل إلى الانفتاح الفكري؟ وسمّى خطوطاً متعددة يمكن أن تفتح الباب إليه:

التعليم، التربية، التنشئة، الثقافة، القانون، الحوار، التسامح، التعايش.

الانفتاح الفكري الذي يهذب علاقة الذكر بالأنثى.. يجعلها تجلس وأخوها على طاولة طعام واحد تتناول الوجبة معه وتتحاور أو تتناقش في مسألة أو قضية أو فكر أو معلومة.. الانفتاح الذي يهيئ لها إمكانية الشفافية مع ذلك الأخ أو الزوج أو الأب أو الابن، وبالتالي التعرض لهفواتها أو سقطاتها في الحياة وتطلبه النصح، أو الرأي، والتوجيه، أو المصارحة، بأن ما تقع فيه يقع هو فيه أيضاً أو عرضة للوقوع.. الانفتاح الفكري طريق رئيس يفتح على عدة طرق فرعية تشكل منظومة المجتمع المستقر، الواعي، المتفهم، المدرك، والمنضبط.. أو تغذي فكر الذكر تغذيته لفكر الأنثى، وبالتالي يعي أن الخالق سبحانه حينما أوجدنا هدانا إلى النجدين وجعل لنا الأرض والسماء، الليل والنهار، الشمس والقمر، الضحك والبكاء، الجنة والنار، أو النار والماء.. فهل ينبغي أن تكون كل أنثى ملاكاً طاهراً لا تفعل، أو ترتكب، أو تذنب، أو تخطئ، أو تزل قدمها والذكر يحدث منه ذلك كله..!! إذن ما حاجة الإناث إلى النجدين ونحن نصر على أن لا تلج الأنثى سوى بوابة واحدة كأنما الأشياء إلى البياض وحده..!!

نحن لا نبالغ في رؤية التسلط ووزيرة تكافؤ الفرص الإيطالية (مارا كارفانيا) ذكرت أثناء افتتاح المؤتمر الدولي حول العنف ضد النساء في روما في سبتمبر الحالي 2009م أن ما عدده 140 مليون امرأة في العالم يتم تعنيفهن من طرف أزواجهن ورجال من أقاربهن.. وأن 50 ألفاً عدد النساء القتلى اللواتي يرحن ضحايا العنف الرجالي كل سنة في العالم.. وأن الرقم سيتضاعف في المستقبل القريب في حال استمرت الأزمة الاقتصادية واستمرت حكومات العالم في تجاهل صرخات استغاثة النساء المعنفات.

علماً بأن العنف لا يقع على النساء ضعيفات الشخصية أو نحن لا نقول ذلك أو أن من ينالهن التعنيف لا شخصية لهن والعنف يقع أو وقع على شخصيات حفظ لها التاريخ مكانتها من ذلك الشاعرة الفلسطينية: (فدوى طوقان) وقد ذكرت أنه أثناء إيابها من المدرسة اقترب منها فتى وقدم إليها (زهرة فل) فابتسمت وقبلتها منه شاكرة ودخلت منزلها، وما علمت أن هناك عيناً تتلصص عليها فوصل الخبر إلى أخيها يوسف (شديد التزمت) الذي عقد لها محكمة كان هو الخصم والحكم فأصدر قراره الجائر بحرمانها المطلق من العودة إلى المدرسة والإبقاء عليها حبيسة الجدران... أيضاً تلافياً لأية إشكاليات عائلية نشرت قصائدها بأسماء مستعارة منها (دنانير).. إلا أنها انطلقت بحرية كما تقول (بعد أن نضجت وذاع اسمها وبعد أن تلاشت سطوة رجال الأسرة برحيل معظمهم).

وهنا نتفق مع الدكتور (طارق الحبيب) في أن الأسر أنواع.. (الأسرة المفتوحة) التفاعلية الحوارية الراقية حيث تتعامل مع السلطة ليست كسلطة بمقدار ما هي قيادة وتوجيه حيث يتربى الفرد على احترام الذات والتفكير الإيجابي الحر وداخل هذا النوع من الأسر تتوزع الأدوار وبالتالي يوجد فيها الحب واحترام الآخر.. بينما النوع الآخر وهو (الأسرة السلطوية) فهي تعني مركزية السلطة اتباع سياسة الكبت ومصادرة الحريات حيث ينعدم الحوار ومبدأ الشورى داخل هذه الأسرة ويتم التركيز على التخويف وليس التشجيع وبناء الثقة ويكون لدى الأولاد في هذا النوع من الأسر شعور دائم بالتهميش والظلم، لذا يلجأ الأولاد حينما تتوفر لديهم القدرة إلى وسائل منحرفة مثل التمرد والانحراف والتطرف.

فهل تستطيع الآن معرفة من أي الأسر أنت!!؟؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد