منذ زمن، وأنا أهم بالكتابة عن هذا الإنسان، عرفته قبل سنوات من خلال متابعته لأبنائه في مدرستي مدرسة (عمرو بن معد يكرب) والذي آثر حب هذه المدرسة على غيرها، وهو الذي يستطيع أن يسجل أبناءه في أرقى المدارس الأهلية. نعم، إنه معالي الدكتور: علي بن سليمان العطيه. رجل إداري محنك وتربوي بارع دمج في تخصصه بين السياسة الشرعية والتربوية، كان الرجل الوحيد الذي يدعم مدرسة أبنائه بسخاء، ولا أنقص دعم غيره.
اتفق الجميع ومن كل شرائح المجتمع على حب هذا الإنسان، دائمٌ هو باتصال معي رغم مشاغله يسأل عن أبنائه وعن احتياجات المدرسة، تخرج سليمان وحسام وعبدالعزيز وعبدالملك والجميع يثني عليهم، ولم نذكر لهم موقفاً واحداً أساؤوا فيه للطلاب أو المعلمين لماذا؟ لأن البيت هو النواة الحقيقية لتربية الأبناء وظل الابن المحبوب من الجميع (عبدالحكيم) في مدرسته.
نعم، ما لفت نظري بعد أن صدر القرار الصائب من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) بتعيينه نائباً لمعالي وزير التعليم العالي.
أن كتب كثير من الناس وبالأخص أبناء عنيزة ولا لوم عليهم، كتبوا (ابن عنيزة البار) لكنني أخالفهم الرأي وأقول إنه (ابن الوطن البار) كيف لا وهو الذي أشرف على جامعات المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
نعم، إن معالي الدكتور يعتبر من النوادر الذي وهبه الله حب الناس وحب العمل والتفاني فيه فمكتبه مشرعٌ للقاصي والداني، للذي يعرف والذي لا يعرف..
أذكر أنني بعثت إليه شخصاً ليشفع له ببعثة إلى خارج المملكة، وقلت لهذا الشخص اذهب إلى مكتبه في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً فستجده هناك فتفاجأ من قولي كيف أذهب في هذا الوقت.
نعم، هذه الحقيقه أنا متأكد أنه لم يلحظ زحاماً في طريق خريص وهو ذاهب إلى عمله.. لماذا؟ لأنه بكّر في دوامه (بورك لأمتي في بكورها) وحضر إلى مكتبه قبل وقت الدوام فتحاشى الزحام.
نعم، تسابق الناس لتهنئته، فهو الإنسان المتواضع، وهو الإنسان الذي خدم الجميع (خيركم من قضيت حوائج الناس على يديه) ففي كل مناسبة يسبقني برسالة تهنئة.
هنيئا لك يا معالي وزير التعليم العالي، فوالله إنك ذو بصيرة باستقطابك وباختيارك هذا الشخص ووجوده في وزارتك إنما وجود إنسان غير عادي.
هنيئا لكم أيها الطلاب والطالبات داخل المملكة وخارجها بهذا الأب التربوي والذي سيكون بعون الله أباً معيناً لكم. نعم، ما شاء الله، إنك يا معالي الدكتور: شمس ساطعةٌ ومعدنٌ نفيس وعملةٌ نادرة، إنك شجرة وارفة الأغصان ولن أبالغ بذلك لأنها حقيقة..
أخيراً، نيابةً عن منسوبي مدرسة عمرو بن معد يكرب الابتدائية والتي أحببتها مع أبنائك أزجي لك عبارات الثناء والتقدير، وأدعو الله أن يعينك على هذا الحمل في سبيل خدمة دينك ووطنك.
دمت لمحبك.
مدير مدرسة عمرو بن معد يكرب الابتدائية - الرياض