Al Jazirah NewsPaper Friday  18/09/2009 G Issue 13504
الجمعة 28 رمضان 1430   العدد  13504
تعيين د.العطية امتداد لرؤية ملكية طموحة
فهد بن محمد أباالحسن

 

منذ تسنم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- مسؤولياته في قيادة هذه البلاد وهو ينقل طموحه من وزارة لأخرى ومن قطاع حيوي لآخر لايقل عنه أهمية؛ لم يشغله اهتمام عن آخر ولم يصرفه طموح عن مثيله؛ هذا الملك الذي حمل بين جوانحه هم الوطن وحياة المواطن؛ وجعل أهم أهدافه تحقيق التنمية الشاملة لكافة مناحي الحياة لأجل حياة كريمة لكل من يعيش على هذه الأرض المباركة.

وحينما نتأمل في مسيرة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة وهو جانب مهم في رقي الأمم ندرك مدى القفزة الهائلة (كماً وكيفاً ونوعاً) التي تحققت خلال فترة وجيزة من خلال الرؤية الرشيدة لدى خادم الحرمين الشريفين لتوطين التعليم العالي في كل مناطق بلادنا الغالية؛ وتوفير أدواته وتطوير مخرجاته؛ تلك الرؤية التي لقيت عناية وحرصاً شديدين من معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري؛ ليجيء تعيين معالي الدكتور علي بن سليمان العطية نائباً لوزير التعليم العالي كخطوة مكملة لتلك الرؤية الرشيدة لهذا الملك الفارس.

لقد جسّد تعيين الدكتور العطية في هذا المنصب عدة معانٍ ودلالات كبيرة؛ فهو ابتداءً أعطى دلالة كبرى على اهتمام الدولة بهذا القطاع من خلال استحداث منصب (نائب وزير) للتعليم العالي وهو المنصب الذي لم يكن موجودا في السابق وهذه بذاتها إضافة مميزة ستسهم بلا شك في بلورة كل الرؤى والأهداف لتتحول لواقع ملموس؛ ومعلوم مدى العمق الذي يمنحه وجود منصب نائب للوزير بأي قطاع من قطاعات الدولة عامة فما بالك بقطاع حيوي يمثل عماداً لبناء الأمم والشعوب ومقياساً لرقيها وتقدمها.

ومن الدلالات التي يجسّدها هذا القرار الرشيد هو الاختيار المتميز والرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة التي جعلتها تضع ثقتها في رجل المرحلة ليكون الرجل الأنسب في المكان المناسب وهو القرار الذي يعطي دفعة أخرى لفاعلية المنصب؛ والدكتور العطية رجل تحدثت عنه أفعاله دون أقواله وحقق اتفاق الكثيرين حوله وبالتالي فهو الشخصية التي يمكنها تحقيق رؤى وتطلعات المسؤولين في تحقيق أهداف توطين التعليم العالي والرقي بمخرجاته وهو ما أسعدنا به خادم الحرمين الشريفين بقراره المدروس.

ومن الدلالات التي جسّدها القرار الحكيم من لدن خادم الحرمين الشريفين هو الاستنتاج الذي يخرج به كل متلق لهذا القرار وهو أنه يعطي دلالة على رؤية خادم الحرمين الشريفين لمستقبل التعليم العالي؛ فبعد بلوغ التعليم العالي لكل مواطن ومواطنة في كل مناطق المملكة وفي فترة وجيزة وقياسية فإن الرؤية الملكية ترى أن العمل قد بدأ الآن لتحقيق الجانب (الكيفي والنوعي للتعليم العالي) ذلك أن اختيار رجل بمثل الدكتور العطية وهو الشخص الذي تميز ببعد رؤاه وعمق أفكاره وثاقب نظرته يجعل المراقب لمسيرة التعليم العالي ينتظر الأفضل والأميز في مخرجات التعليم العالي.

لقد عاصر معالي الدكتور على العطية تلك القفزة الهائلة لمؤسسات التعليم العالي برعاية مباشرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- ومتابعة وتوجيه معالي الوزير الأستاذ الدكتور خالد العنقري بل إنه كان إحدى أدوات التنفيذ التي أشرفت وخططت ونفذت بنجاح، ولعل المتابع لهذه المسيرة المظفرة للتعليم العالي يدرك البون الشاسع بين موقع التعليم العالي سابقاً والمكان الذي حققه حالياً ولغة الأرقام لاتعرف الخطأ فمن ثماني جامعات إلى مايقارب (30) ثلاثين جامعة بين حكومية وأهلية تزخر بمختلف التخصصات التي تلبي احتياج الوطن والمواطن؛ وفيما كان الرسم البياني لأعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم العالي يزاد بسرعة هائلة دون مواكبة في نمو الجامعات والكليات ليفرض أزمات القبول ويحرم أعداداً هائلة من الراغبين فيه؛ نجد اليوم أن الجامعات السعودية قد وصلت إلى استيعاب كل المتقدمين الراغبين في التعليم الجامعي؛ بل زاد الأمر إلى توفر ما لا يقل عن 12% من المقاعد المتاحة كفائض لقبول المزيد من الطلاب.

أما مايخص المشاريع الجامعية المنتشرة في مختلف المناطق فإن تلك المشاريع أضحت تسابق قرار صدور جامعاتها فضلا عن النمو السريع لأعداد البعثات الدراسية للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه ليحظى المواطن برخاء سيظل شاهداً قائما على مايقدمه خادم الحرمين لهذا الوطن؛ ولاننسى الإشادة بالدور الكبير الذي تضطلع به الوزارة في تنمية المجتمع المدني والرقي بمؤسساته وتسخير الإمكانات البشرية في التعليم العالي لتطوير مؤسسات هذا المجتمع.

إن قرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين الدكتور علي بن سليمان العطية نائباً لوزير التعليم العالي يمهد لمرحلة جديدة في العمل الجاد والمثمر لما عُرف عن هذا الرجل من همة وحيوية وبعد نظر؛ بل إن تطلعات ولاة الأمر ومن بعدهم الكثير من المثقفين ورجالات التعليم العالي والمواطنين ستجد طريقها بإذن الله إلى أرض الواقع الملموس في ظل هذه المنظومة المتناغمة مابين رؤية سديدة وعميقة لدى خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ووجود جهاز وزاري متميز ومتمرس بقيادة معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري ومعالي نائبه الدكتور علي العطية ومن ورائهم مديرو الجامعات الطموحة رجال الميدان فإلى الأمام نحو تعليم عالٍ أكثر تميزاً.

مدير ثانوية نعجان - عضو المجلس البلدي بالدلم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد