Al Jazirah NewsPaper Friday  18/09/2009 G Issue 13504
الجمعة 28 رمضان 1430   العدد  13504
الدكتور علي العطية.. والاختيار الأمثل
علي بن السليمان الحجي

 

لم يكن بالأمر المفاجئ لمن لديه معرفة لصيقة أو حتى معرفة عن بُعد بمعالي الدكتور علي السليمان العطية عندما صدر التوجيه السامي الكريم بتعيينه نائباً لوزير التعليم العالي، ولا سيما إذا كنا ندرك بأن قيادة هذا البلد تختار كبار مسؤوليها من منطلق معطيات ومعايير ومؤشرات لا تتوافر عادة إلا بذوي الكفاءات العالية والمكتسبات ذات التميز الإبداعي الخلاق، جنباً إلى جنب مع حب الوطن وحب العمل وفوق ذلك كله يأتي الإيمان العميق والقناعة المطلقة بأن المنصب يمنح من منطلق التكليف وليس التشريف سعياً إلى خدمة البلد والمواطن.

فهذا الرجل، وبما يملكه من عقل إداري متمكن، ومنذ بدايات حياته العملية جسّد مدرسة قائمة بذاتها من حيث اتساع الأفق الوظيفي، والإخلاص اللا محدود، والمهنية الراقية في العمل والتعامل، وبالتالي، فهو أقرب ما يكون إلى موسوعة إدارية وقيادية تستوعب زخماً عريضاً من الطموح والعطاء وحب الآخرين.

فلقد أبدع وبامتياز، وترك بصمات مضيئة عندما كان يعمل في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، ووجدناه أكثر إبداعاً عندما انتقل إلى وزارة التعليم العالي؛ حيث اختصر الزمن وتجاوز عوائق البيروقراطية والروتين الموروث في بعض دوائرنا الحكومية ليصل بهذه الوزارة ماليا وإدارياً وتنظيميا إلى أقصى حد ممكن من المثالية والتكامل وكسر الجمود، وهناك إشراقة أخرى قد يجهلها البعض ممثلة بالجوانب الإنسانية شعوراً وبذلاً وإسعاداً لكل من يصل إليه بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فهو يملك حساً إنسانياً يستوعب كل أحد وكل طيف، ومن هنا فله من الأيادي البيضاء الكثير والكثير في مجتمعه وغير مجتمعه فضلاً عن محيطه العملي.

وفي اعتقادي، وسوف يشاركني الكثير في هذا الاعتقاد، أن هذا الطرح سيصبح مبتوراً ما لم يتم التعريج، ولو بصفة مرور عابر، على ما حباه الله من سجية التواضع التلقائي والذي يزداد عمقاً واتساعاً كلما انتقل إلى منصب أعلى، وهو وبكل استحقاق تواضع يخجل جليسه ومحدثه، ونجده حقا مشاعا للجميع دون استثناء وليس حصرياً لفئة من الناس. ولعلي ومن خلال هذ السياق أستطيع القول بأن هذا الاختيار يبرهن -ودون تردد- بأن سياستنا القيادية العليا تتبنى وبكل دقة آلية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب عند التفكير في شغل مناصب الدولة، فبورك من اختيار لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وهنيئاً لمنسوبي وزارة التعليم العالي على هذا المكسب المتجدد، وهنيئاً لمحافظة عنيزة على هذا الابن الذي يترجم -وبكل أمانة- مدى ما يحمله أبناؤها من طموح، لا يعرف اليأس واجتهاد لا يشوبه الملل، وعزم لا يقف عند حدود.

وأخيراً، أتمنى لفارسنا المتألق دوماً المزيد من التوفيق والنجاح مع يقيني بأن هذه الأسطر لن تروق له بحكم تأففه من الإطراء والمديح، لكن عزائي في ذلك بأن ما تم إيراده يتشكل من مجموعة حقائق ووقائع رأيت صياغتها إلى حروف وكلمات.

- عنيزة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد