Al Jazirah NewsPaper Friday  18/09/2009 G Issue 13504
الجمعة 28 رمضان 1430   العدد  13504
المؤرخ الرياضي (القدادي) بالمعلومات الثرية والصور النادرة يواصل عبر (الجزيرة) كشف أوراق من تاريخ الحركة الرياضية بالمنطقة الغربية (الحلقة الثانية)
الأميران (منصور بن عبدالعزيز) و(عبدالله الفيصل) تكفلا بأول رحلة خارجية للأندية السعودية..!!

 

لقاء: خالد الدوس :

** في الأسبوع الفائت وعبر الحلقة الأولى تحدث المؤرخ الرياضي الكبير الأستاذ (محمد القدادي) عن أبرز ملامح قيام الرياضة بالمنطقة الغربية وكشف في لقائه التاريخي الذي خصّ به (الجزيرة) والمدعم بالوثائق التاريخية والصور النادرة والمعلومات الثرية أن البدايات الأولى للرياضة كانت في مكة المكرمة وتحديداً في حقبة الأربعينيات الهجرية من القرن الفارط عبر الجالية الإندونيسية وأن الحركة التأسيسية للأندية كانت في مدينة جدة، كأول مدن المملكة تشهد بناء وقيام أول فريق من الوطنيين سُمي ب(فريق الرياضي) وهو أول نادٍ تأسس داخل دهاليز عروس البحر الأحمر عام 1346ه ما لبث وأن حصل الانقسام الأول وإعلان ولادة نادي الاتحاد عام 1347ه على يد رموزه الكبار ورجالاته الأفذاذ ومنهم بالتأكيد العم حمزة فتيحي -رحمه الله-، واليوم وعبر الحلقة الثانية يواصل المؤرخ الرياضي المعروف الزميل محمد القدادي حديثه التاريخي الذي خصَّ به الجزيرة، يكشف من خلال أبحاثه العلمية ودراساته التاريخية الرياضية، وتخصصه الدقيق في هذا الحقل الخصيب.. أوراقاً من تاريخ الحركة الرياضية بالمنطقة الغربية.. مؤكداً اعتزازه وتشرفه بالحديث لها.. إلى حصيلة اللقاء التاريخي:

التنظيم الرياضي

تعهد زهران إسماعيل بإحضار هذا الشعار بواسطة إبراهيم حمودة (أحد موظفي الكيبل البحري بين بورتسودان وجدة)، وكان الشعار الأسود والأصفر جاهزاً في حدود عشرة أيام وقد استهوى هذا الشعار قلوب الاتحاديين بعد أن اتخذ لاعبو الاتحاد ملعباً خاصاً لهم يزاولون فيه تمارينهم اليومية.

ومع استمرار الفريق في اللعب مع الفرق الموجودة في جدة مثل الجالية الصومالية والجاوية والعدنية وتميزه بشعاره الجديد زادت شعبيته في الوقت الذي كان فيه الفريق الأم (الرياضي) يراقب تطور الفريق المنفصل الاتحاد حتى كان بين الفريقين مباراة تحد؛ لما كانا يمتلكان من لاعبين جيدين، وانتهت المواجهة الأولى بفوز الاتحاد بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وتعتبر هذه المباراة أول مباراة جرى التنظيم الدقيق لها في جدة، وكأنها مباراة كأس ترقبتها جدة كلها.

انحلال الرياضي

شكلت هذه المواجهة بين الرياضي والاتحاد عاملاً حاسماً في تاريخ الاتحاد ومسيرته بينما كانت ذات مفعول عكسي ضد فريق الرياضي الذي ضعف وتهاون لعدم استمرار لاعبيه في تمارينهم اليومية لانشغالهم وراء طلب القوت.

تجربة مثمرة للعميد

في شهر ذي الحجة من عام 1350هـ وصل الطرد الحربي البريطاني (هيستنج) إلى جدة فلعب مباراتين الأولى مع منتخب البواخر التجاربة الراسية في ميناء جدة والثانية كانت مع الاتحاد، وكانت تجربة الاتحاد في مباراته مع البارجة البريطانية ذات أثر عظيم في اكتساب أفراد الاتحاد مهارات جديدة وخططاً حديثة، فكما كان يروي لي - والكلام للقدادي - حمزة فتيحي: (كان لهم من الدراية واللياقة البدنية والمهارة الفائقة ما كان يفتقر إليه لاعبو الاتحاد أشد الافتقار).. وقد اشترك الاتحاد في هذه المباراة بأبرز لاعبيه، وفي عام 1351هـ كان في جدة ما لا يقل عن (ثمانية) فرق هي - بحسب الشعبية والقوة -: الاتحاد، الرياضي، الفلاع، الإخاء، التآلف، الاتفاق، النجاح، المختلط، البحري.

مرحلة مجهولة

تعتبر المرحلة من عام 61 - 1367هـ في مدينة جدة مجهولة رياضياً؛ فقد توقفت صحيفة صوت الحجاز مع اشتداد رحى الحرب العالمية الثانية 1942م أي عام 1361هـ نتيجة شح الورق على المستوى العالمي ولم يستمر في الساحة الصحفية يرصد الأحداث سوى جريدة أم القرى وهي الجريدة الرسمية للدولة، وهذه السنوات السبع - كما أبلغني شهود الأحداث - تعرضت فيها الرياضة للوهن والضعف لكنها لم تتوقف نهائياً؛ فقد ظل (حمزة فتيحي) - على سبيل المثال - قائماً وحده على الاتحاد... بينما توفي صديقه حسن شمس الذي وضعه على الأهلي وكانت وفاته عام 1363هـ بينما ظل عدد من الفرق قائمة وأخرى انهارت.

ومع تباشير عام 1369هـ كانت الرياضة قد وقفت على أقدامها تماماً في مدينة جدة بدعم من رائد الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل الذي كان يرعى الرياضة بشكل مباشر ويشرف عليها بعد نهاية الحرب العظمى أي منذ عام 1364هـ وقد عادت ممارسة الرياضة في مكة قبل جدة بثلاث سنوات على الأقل.

الفتيحي ورفاقه

لم تستطع الرياضة أن تنطلق مرة أخرى إلا من خلال نادي الاتحاد حيث عمل حمزة فتيحي ومحبو النادي عبدالعزيز جميل وعبدالرزاق عجلان وعبدالله زقر على عودة الرياضة للفرق المحلية بقوة، وتركزت محاولاتهم عندما جاءت إلى جدة البارجة الإنجليزية (جوت هاوارد) وعليها فريق كرة القدم للبحارة.

وعزم الاتحاديون على الدخول على سمو وكيل النائب العام لجلالة الملك بالحجاز الأمير عبدالله الفيصل الذي اتخذ قراراً تاريخياً بالسماح للاتحاديين باللعب مع الفريق الإنجليزي؛ وبالتالي السماح لجميع الفرق الأخرى.

غزو اللاعبين الأجانب

كتب حمزة فتيحي إلى الأمير فيصل بن عبدالعزيز يطلب السماح بالعودة لممارسة لعبة كرة القدم وفق التعليمات التي يرتبها سموه متعهداً بأنهم سيعتنون بمراعاة آداب السلوك والأخلاق الرياضية وتجنب الاختلاط الذي قد تنشأ عنه بعض الأخطاء وعدم الإخلال بسمعة هذه الرياضة مستعرضاً في خطابه الذي سبقه خطاباً آخر في 22-3-1369هـ.

وتكرم سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز نائب جلالة الملك في الحجاز عندما شمل موظفي بنك الإندونسيين بجدة بعطفه السامي بالسماح لهم بمزاولة كرة القدم حيث أشار فتيحي في خطابه الأول إلى أن أبناء مكة والسودانيين مسموح لهم بمزاولة الكرة، وقد استجاب الأمير فيصل لهذا الطلب وعادت الرياضة مرة أخرى إلى جدة عام 1368هـ.

وإزاء ذلك القرار بدأ غزو اللاعبين الأجانب لملاعب جدة وكانت الجالية السودانية الأكثر؛ لأن الكرة السودانية كانت متقدمة جداً آنذاك، وقد أدى وجود الأجانب في نادي الاتحاد إلى اصطدامات بين المسؤولين؛ فكان فتيحي متزعماً الاتجاه نحو إعطاء الفرصة للاعب الوطني وتنمية مهاراته وعدم إعطاء الفرصة للاعبين الأجانب، بينما كان عبدالعزيز جميل في الاتجاه الآخر يشجع على أن يلعب كل فريق بلاعبين أجانب، وبين هذين الاتجاهين تأجج الصراع بين الاتحاديين خاصة فيما يتعلق بمشكلة اللاعب الأجنبي، وتبعاً لذلك قدم حمزة فتيحي استقالته من فريق الاتحاد في 27-12-1369هـ.

الاتحاد الوطني

بعد استقالة فتيحي لم يقف متفرجاً بعد خروجه من فريق الاتحاد العربي السعودي حيث اتجه إلى تأسيس فريق جديد يكون خالصاً من الوطنين؛ لأنه مؤسس وعميد للاتحاد؛ فقد أسماه فريق الاتحاد الوطني، وهو أول اسم أنشئ به الفريق وضم حوله الشخصيات البارزة من المجتمع ومنهم: محمد ملا، عمر عبد ربه، وعبدالرزاق عجلان، محمد سعيد عتيبي وأحمد قنديل، وتم تأسيسه يوم الجمعة 17-9-1370هـ بدار محمد ملا بمحلة اليمن، وضم الفريق الوليد ما يزيد على 40 لاعباً وطنياً يمثلون ثلاثة فرق للنادي، وكان أبرز لاعبيه زهران أبيض وعبدالعزيز حسام الدين، السري، باعثمان، التركي، عبدالعظيم، بكر عبدالشكور.

تأسيس الاتفاق

تأسس فريق الاتفاق بجدة (قبل حله) عام 1351هـ على يد أمين تونسي باقتراح ودعم من حمزة فتيحي للضغط الكبير الحاصل على فريق الاتحاد وبعد أن اكتمل تأسيس الفريق تقدم أمين تونسي ليلاعب الاتحاد الذي لم يكن يستطيع أن يلبي كل الدعوات التي تصله من الفرق.. فوافق المسؤولون في الاتحاد على ملاقاة الاتفاق ولكن بالفريق الثاني وتقابل الفريقان في 10-1- 1350هـ وفاز الاتحاد 1-0.

واصل الاتفاق صموده في وجه المشكلات التي واجهت الفرق الرياضية في ذلك الوقت ومنها بعض التوقفات السريعة التي تعرضت لها بسبب المشادات والمشاجرات بين الفرق ومشجعيها.

اتحادي أسس الأهلي!!

يعتبر النادي الأهلي هو الفريق الثاني الذي ما زال قائماً حتى الآن وتأسس في عهد الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه).

وقصة تأسيس النادي الأهلي جاءت عندما تقدم بعض الطلبة من أبناء مدرسة الفلاح وفي مقدمتهم عبد الرؤوف بترجي بطلب تأسيس ناد لهم فاستجيب لرغبتهم في تأسيس النادي الأهلي، وكان حسن شمس رئيساً وكان في ذلك الوقت لاعباً في أشبال الاتحاد عام 1355هـ.

الفتيحي وشمس فقط

اختلف الكثير حول تاريخ تأسيس النادي الأهلي فمنهم من قال إنه في عام 1357هـ.. طبعاً النادي تأسس عام 1355هـ وأكد لي - والكلام على لسان القدادي - الأستاذ ناصر عبد المطلوب وهو أحد المشاركين في التأسيس تاريخياً قريباً من هذا التاريخ وهو عام 1352هـ لكن وجدت تصريحاً صحفياً منشوراً للشيخ محمد عبد الله الصائغ وهو أحد المؤسسين للأهلي يؤكد أن النادي الأهلي بجدة تأسس عام 1355هـ وفي رسالة من حسن شمس (رحمه الله) موجهة إلى حمزة فتيحي تؤكد اشتراك الاثنين في تأسيس الأهلي.. طبعاً شرح عمر شمس تفاصيل هذه الرسالة.. موضحاً أن الاتحاد كان يعتبر حسن شمس -رحمه الله- أحد لاعبيه والأهلي قد تأسس وصدفة اتفق الاتحاد على إقامة مباراة ضد أحد فرق جدة وكان (حسن) على يقين أنه سيشارك الاتحاد في هذه المباراة ولكن المسؤولين عن الاتحاد سلموه رسالة خطية وضعته أمام أحد خيارين.

1 - إما أن يقطع صلته كلياً بالأهلي ليشارك في هذه المباراة.

2 - أو يحرم من المباراة إذا أصر على بقائه في الأهلي.

وإزاء ذلك قرر شمس أن يبقى في الأهلي ويترك الاتحاد وكتب للفتيحي بصفته المؤسس لهذا الفريق والأب الروحي له يخبره بما حدث.

حقائق تنشر لأول مرة

كانت الرسالة السابقة من (شمس) إلى الفتيحي توضح عدة حقائق تنشر لأول مرة في تاريخ الرياضة والنادي الأهلي وعلاقة حمزة الفتيحي بالأهلي وحسن شمس حول علاقة الأهلي بالاتحاد.

فمن خلال شهادة المؤسس حمزة الفتيحي عام 1418هـ لي ومن خلال مذكراته التي وجدناها أخيراً وأهداني إياها والمكتوبة عام 1376هـ والأخرى المكتوبة عام 1386هـ يتضح الآتي:

وجدت ما سطره قلمه قبل أكثر من 50 سنة أن الأهلي تأسس عام 1355هـ وهذا ما يتفق مع عبد الرؤوف بترجي تماماً ومع تصريح أبو عبد الله الصائغ، وأيضاً خطاب حسن شمس المؤرخ في 1357هـ يظهر حقيقة أن حسن شمس الذي نصبه (حمزة فتيحي) الأب الروحي للنادي الأهلي عند تأسيسه كان لاعباً في نادي الاتحاد والفتيحي كذلك.. وبالتأكيد أشار إلى حمزة فتيحي أن حسن شمس لم يجد الفرصة الكاملة للعب في الاتحاد لصغر سنه فوعدته بتأسيس فريق جديد أضعه على رأسه كلاعب كما أسس الفتيحي عدداً من الفرق الأخرى.

رجال في الذاكرة

ومن أبرز الأسماء الأهلاوية التي شاركت في التأسيس ولعبت في أول تشكيل بعد أن أقام الفتيحي الفريق الوليد:

1- حسن محمود شمس (رئيساً ولاعباً).

2 - عبد الرؤوف بترجي (نائباً وأميناً للصندوق ولاعباً).

3 - عبد الجليل إبراهيم بترجي (عضواً).

4 - عمر محمود شمس (عضواً).

5 - عمر باقيس (عضواً).

6 - محمد عبد الله الصائغ (عضواً ولاعباً).

7 - إبراهيم صالح بكر (عضواً ولاعباً).

8 - إبراهيم بكر زهران (عضواً ولاعباً).

9 - حسين طه صابر (عضواً ولاعباً).

10- علي حسين صابر (عضواً ولاعباً).

11 - أمين مؤنس (عضواً).

12 - حسن إبراهيم بترجي (عضواً).

أما أبرز اللاعبين الذين كانوا ضمن حقبة التأسيس للنادي الأهلي فهم:

حسن جوهر، حسن خميس، صالح سلامة، محمد باديب، عبدالقادر باديب، أحمد محمد راجح، أحمد زقزوق، علي جاسر، بكر باناجه، عبدالرحمن صعيدي، ناصر عبدالمطلوب، برهان لجاوي، أحمد كلالي، زامل مهنا، وهؤلاء يعتبرون بلا شك أول جيل لعب للأهلي بعد تأسيسه.

لقاء القطبين

بعد استقرار أحوال النادي الأهلي، كتب رئيسه حسن شمس إلى فريقه الكبير (الاتحاد) طالباً أن يلاعبوه بفريقهم الثاني لأن أعمار لاعبي الأهلي صغيرة آنذاك قياساً بلاعبي الاتحاد، وكان هذا اللقاء في 24 صفر 1358ه ولعل وجود فرقة ثانية للاتحاد كانت أحد الأسباب القوية التي منعت أن يكون الأهلي فرعاً له لأنه لن يجد الفرصة الكافية للعب كفريق وسط سيطرة إدارية من متمرسين في العمل الرياضي والإداري لعب الفريقان الشقيقان لقاءهم وتعادلا على ملعب الاتحاد وفاز الأهلي في المباراة الثانية ب3-0 وذلك في 1-3- 1358ه على ملعب الأهلي.

الأولوية للأهلي!!

يعتبر النادي الأهلي أول فريق من جدة يغادرها ويلعب مباراة في مدينة أخرى.. فقد اتفق الأهلي والوطن من مكة المكرمة أن يلعبا مناورتين الأولى في جدة والثانية في مكة المكرمة وعندما وصل أفراد فريق الوطن إلى جدة لملاقاة الأهلي أقيمت المباراة الأولى في ملعب الأهلي لكن في المباراة الثانية في مكة رفض لاعبو الوطن إقامة مناورة وطلبوا إقامة مباراة رسمية وكسب الأهلي هذه المواجهة بهدف وانتهت المباراة قبل وقتها الأصلي بسبب الخشونة والشغب الجماهيري.

إيقاف الرياضة

توقفت الرياضة عام 1351هـ لفترة وجيزة لا تتعدى الثلاثة أشهر وذلك في حادثة تاريخية فقد أقيمت مباراة في جدة وسقط أحد اللاعبين جراء الاحتكاك مع لاعب آخر وتساقط عليه زملاؤه فانكسرت يده.. ولم تمض عليه أيام قليلة حتى توفي اللاعب وكتب رئيس بلدية جدة في ذلك الوقت للملك عبدالعزيز بهذه الواقعة مطالباً صدور قرار بمنع مزاولة كرة القدم نهائياً.. وكان القرار الحكيم والبعيد النظر من الملك عبدالعزيز.. القرار الذي حفظ الاستمرارية لكرة القدم خاصة وللرياضة عموماً لتواصل نموها ونشأتها حين رفض اتخاذ القرار وأمر رئيس ديوانه أن تحول هذه المعاملة المتضمنة طلب الإيقاف إلى مجلس الشورى للنظر في هذا الأمر ويقرر مدى صحة اتخاذ مثل ذلك القرار بوقف الكرة نهائياً.

المحافظة على الأخلاق!!

ففي يوم 17-7-1351هـ تداول مجلس الشورى بحضور أعضائه أوراق المعاملة الواردة من رئيس بلدية جدة (المطالبة بوقف كرة القدم حرصاً على عدم فساد أخلاق الناشئة في اختلاطهم بالبيئات والأوساط العامة، وقد درس مجلس الشورى بنظرة حيادية وعميقة تدل على حرصه على اتخاذ قرار سليم يخدم المجتمع دون النظر إلى حالة فردية.. طبعاً الموضوع بكافة جوانبه تم إحالته في 24-4- 1351هـ إلى مديرية الشرطة العامة لإبداء ملاحظاتها وأعادت ردها في 19-6-1351هـ أي بعد حوالي شهرين كانت البلاد خلالها تترقب صدور هذا القرار الذي يدعو لوقف الرياضة وكرة القدم تحديداً.

وجاءت إفادة شرطة جدة أنها لا ترى بأساً من هذه اللعبة الرياضية طالما أن ذلك لم يؤثر على الأمن الداخلي خصوصاً أن أوقات ممارستها تكون في غير وقت الصلاة.

الشرطة ومجلس الشورى!!

وبناء على هذا الرد من مديرية الشرطة العامة قرر مجلس الشورى بالأكثرية المطلقة ما يلي:

1- جميع الألعاب الرياضية مباحة ولا مانع منها مطلقاً.

2- يجب على إدارة الأمن ملاحظة ما يأتي:

- تكليف اللاعبين بتأدية الصلاة في أوقاتها.

- وجوب إشراف رجال الأمن على أي مباراة تقام لحفظ النظام خلال المباريات وتحفظ على هذا القرار من أعضاء مجلس الشورى محمد علي كتبي الذي سجل ملاحظاته في أربع ورقات مطبوعة تركزت على أن كرة القدم ليس فيها منفعة دنيوية أو دينية وهي أيضاً شاغلة على كسب العلوم والمعارف وكذلك أنها ليست من الألعاب المعروفة في البلاد وإنما وافدة.

3- مراقبة اللاعبين لعدم حدوث ما قد يؤدي إلى أي ضرر أخلاقي.

القرار التاريخي!!

حمل القرار رقم 223 في 22- 7-1351هـ وجهة نظر أعضاء مجلس الشورى التي لا تمانع في ممارسة كرة القدم وفق قرارها الذي اتخذته بالأغلبية المطلقة مع تحفظ الكتبي عضو مجلس الشورى في خطاب إلى سمو نائب جلالة الملك ورئيس مجلس الشورى مرفق به أوراق المعاملة وكتب الأمير فيصل بن عبدالعزيز (الملك فيصل - رحمه الله -) بخط يده على نفس المعاملة (نوافق على قرار مجلس الشورى) (التوقيع فيصل).. ومنذ صدور قرار مجلس الشورى في شهر رجب عام 1351هـ أوكل إلى الأمن العام الذي يعتبر من أجهزة وزارة الداخلية المؤسسة حديثاً التنظيم والإشراف على الرياضة ومن ضمنها كرة القدم ووجد الأمين العام عملية تنظيمية للفرق التي تريد أن تتبارى فيما بينها حتى يستطيع أن يرسل الجنود لحفظ النظام أثناء وبعد المباريات.

رائد الرياضة والعضوية الشرفية

كان الاتحاديون يرون أن الأهلي الذي أسسه الاتحاديان حمزة فتيحي وحسن شمس - رحمهما الله - يرون أن لهم حق الولاية عليه لكن الأهلي رغم ضعفه طوال 14 سنة على الأقل قبل عام 1369هـ ظل صامداً يضعف ويقوى إلا أن قلوب الاتحاديين تتوجس منه بشكل جعلهم يحاولون جعله أحد فرق الاتحاد عام 1357هـ ثم حاولوا أن يعيدوا الكرّة مرة أخرى عام 1369هـ فكتب أحدهم ضمن خطابات عدة لسمو الأمير عبدالله الفيصل بعد أن أصبح النادي يستعين باللاعبين الأجانب ومنها رسالة ملغومة القصد منها العمل على إنهاء هذا الفريق بأي شكل من الأشكال.

لكن العضوية الشرفية لسمو الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - للأهلي منذ 25-6-1369هـ حالت دون ذلك أي بضم الأهلي للاتحاد.

دعم منصور بن عبدالعزيز

لكن الاتحاد العربي السعودي الذي وقف ضد فريق الاتحاد الوطني الرياضي وضد فريق الأهلي اجتمع شملهم جميعاً وشكلوا فريقاً مشتركاً وسافروا إلى القاهرة ليلعبوا مباريات حبية مع الفرق المصرية حدث ذلك بعد أن فاز الاتحاد على فريق البارجة البريطانية شيفرن يوم الجمعة 2- 7-1370هـ بحضور الأمير عبدالله الفيصل.

وفوز الأهلي على منتخب البوارج الحربية البريطانية الرأسية في ميناء جدة (يورنيس ومرميد وسرابرايس) وفاز عليه 3-2 وعلى أثر هذا الفوز تبرع الأمير منصور بن عبدالعزيز - رحمه الله- بطائرة على حسابه لنقل اللاعبين إلى القاهرة وتبرع الأمير عبدالله الفيصل بتكاليف إقامتهم وتم تشكيل منتخب من فرق اتحاد جدة السعودي واتحاد جدة الوطني والأهلي السعودي.

توقف القلعة

بعد أن عاد الأهلي من القاهرة مع فريقي الاتحاد السعودي والاتحاد الوطني تشرف عمر شمس رئيس الأهلي بمقابلة الأمير عبدالله الفيصل وأقام مشجعو الأهلي حفل استقبال لفريقهم بمناسبة عودته ولعب الفريق الأول للنادي الأهلي مع فرقته الثانية نسور الأهلي يوم 12-4- 1370هـ بمناسبة عودته من القاهرة.

وكان منتصف شهر رمضان من عام 1371هـ هو آخر وجود للنادي الأهلي حيث اشتد الخلاف بين المسؤولين عنه خاصة فيما يتعلق بموضوع اللاعب الأجنبي الذي يصر البعض على إشراكه بشكل أكثر وغير محدد بينما يرى آخرون أن هذا الأمر يجب أن يكون محدداً ونشرت صحيفة البلاد السعودية يوم 19-9- 1371هـ خبراً يعلن انحلال النادي الأهلي.

تأسيس الثغر

لم يدم انحلال النادي طويلاً إذ قام محبو الأهلي مرة أخرى بتأسيس الفريق بعد عدة أشهر لكن باسم جديد وهو الثغر وبنفس اللون والشعار وكان ذلك في 9- 1-1372هـ وكان الرئيس الجديد حسن سرور الصبان وعضوية داود عبدالله كنوه وعلي جاسر ومحمد أمين تونسي وأسعد عبدالعزيز بخش ويوسف عبدالشكور ومحمد بخاري وعبدالباسط محمد حسين ومحمد صاع باعشن وعمر أديب الاعمى واستمر هذا المجلس حتى وفاة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد