الأحساء - رمزي الموسى :
تصدر الحب الحساوي (الفصفص) بذور نبات دوار الشمس قائمة أغلى أنواع الحب سعراً حيث يصل سعر الكيلو فيه إلى 50 ريالاً للمحموس على النار و45 ريالاً للمسلوق بالماء والملح. (الجزيرة) التقت بزارع الحب الحساوي قاسم الناجم الذي أكد أن احتفاظ الحب الحساوي بسعره يرجع إلى جودة المنتج في المقام الأول حيث لم تدخل عليه اي تغييرات كيميائية أو عضوية تتعلق بتحسين المنتج وزيادته بغرض تجاري حيث ما زال الحب الحساوي محتفظاً بلونه الأصلي وهو اللون الأبيض خلاف أي نوع آخر من حب دوار الشمس ذي اللون الأسود ويهتم الناجم بزراعة الحب الحساوي في قرية المطيرفي إحدى قرى الأحساء الشمالية المشهورة بفيض مائها وجودة إنتاجها الزراعي منذ 10 سنوات من خلال تخصيص أرضه الزراعية لنبته دوار الشمس الحساوي.. مشيراً إلى أن النبتة تحتاج إلى عناية من خلال تسميد وحرث الأرض مع بداية موسم الزراعة وهو بداية السنة الميلادية ويتم رعاية النبتة من خلال سقيها بالماء الوفير كل يومين والحفاظ على بذور النبتة من الطيور التي تشكل تهديداً للمحصول ويؤكد الناجم على دور المزارع في الأحساء في استغلال أرضه الزراعية بشكل تخصصي من خلال تبنيه صنف محدد من المزروعات حتى يستطيع العناية به من خلال نوعية السماد وكمية الماء التي يحتاجها النبات وريه في وقت محدد وكمية متساويه منوهاً إلى أن مزارع الأحساء التي تتنوع فيها المزروعات يعانون من تفاوت كمية الماء حسب نوع النبات حيث إن النخلة تختلف كمية الماء التي تحتاجها عن نباتات أخرى كالرز الحساوي أو دوار الشمس.
ويضيف الناجم إنه يجني محصوله في منتصف السنة الميلادية بعد أن اعتنى به ويخصص لجمع المحصول غرفة الفرز والتجفيف والتي عادة تكون يدوية مستعيناً باخوته حيث يستلم كل منهم كمية من زهرة دوار الشمس ويبدأون في استخراج الحب منها يدوياً وبعد ذلك تبدأ مرحلة نقع الحب المستخرج في الماء المغلي لمدة 8 ساعات وهو المنتج الذي يطلق علية الحب المفوح بالماء والملح فيما يتم حمس كمية من المنتج على النار الهادئة وهو ما يطلق عليه الحب المقلي.
ويمتدح الناجم المنتج لطعمه المميز والرائحة الزكية التي يميزها المشتري وذلك لكون المنتج ذي جودة عالية ولا يتم الاستعانة باي ادوات حديثة قد تضر به ويبين الناجم إلى أن الحب الحساوي يشهد إقبال كبير سواء من أهل الأحساء الذين يحرصون على شرائه في الجلسات الخاصة وذلك لأرتفاع سعره على خلاف الحب الشمسي الأسود الذي يرد من مختلف البلدان ويوزع في المناسبات والأفراح والأعياد ويحرص الزوار من أبناء دول الخليج على شرائه بعد أن وثقو بجودة الطعم ويشدهم اللون الأبيض والحجم المتوسط للبذرة أما عن ارتفاع سعر الكيلو مقارنة بالحب الشمسي الأسود المستورد والذي يصل إلى 12 ريالاً يؤكد الناجم أن هناك مجهوداً زراعياً وتحمل للحراة والفرز اليدوي تتناسب طردياً مع سعره السوقي وثير الناجم إلى أن هناك منتجات مستوردة من الحب الشمسي الأسود وهو التركي يقوم التجار بتجفيفه لأيام في مزارعهم بعد غليه بالماء بعدها يزول قشره الأسود ويتحول إلى اللون الأبيض المصفر وقد يخلط على الناس أنه حب حساوي ولكن الحب الحساوي يمكن تفرقه عن أي نوع ببياض لونه الناصع و حجم بذرته المتوسطة.
كما أكد عدد من المزارعين ضرورة الالتفات إلى المنتجات الزراعية غير النخيل في واحة الأحساء والاهتمام بزراعتها وتصديرها نظر للأقبال عليها ولجودتها من خلال الزراعة وتشجيع المزارعين على الاهتمام بمختلف المنتوجات الزراعية في الأحساء للشهرة التي تتصدرها الأحساء في خصوبة أرضها وإمكانية إنتاج أنواع جيدة من المزروعات طامحين أن تجد الأحساء مكانتها الزراعية عالمياً من خلال تكثيف الجهود الإعلامي عبر جهات مختصة تساهم في الجذب السياحي.