Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
في الذكرى الـ 79 خطوات نحو اقتصاد المعرفة
د. محمد بن عطية الحارثي

 

يحق لنا مع حلول اليوم الوطني التاسع والسبعين أن نعبّر عن سعادتنا واعتزازنا بالمنجزات الضخمة التي تحققت على أرض الواقع في مملكتنا الحبيبة في كافة المجالات والقطاعات، وعمّ خيرها ونفعها جميع المواطنين والمقيمين.

إن من نعم الله علينا أن منحنا قيادة حكيمة تتبع منهجاً فريداً في المحافظة على مكتسبات الوطن مع التخطيط المتزن والتطوير المستمر لتحقيق تنمية شاملة مستندة على اقتصاد وطني متين. ومن الشواهد على ذلك، عدم تضرر اقتصادنا الوطني بالعاصفة المالية العالمية التي هزت اقتصاديات العالم، ولم يكن ذلك ليتم إلا بفضل الله ثم بحسن التخطيط. كما لا يخفى على متابعي الإنجازات والمشروعات التطويرية الشاملة بأننا نمضي قدماً نحو اقتصاد جديد مبني على المعرفة تعزيزاً لاقتصادنا المعتمد على النفط بشكل كبير. وتبرز بجلاء المشروعات الجبارة للتعليم العالي المدعومة من قبل حكومتنا الرشيدة التي لم تأل جهداً في الإنفاق بسخاء على التعليم إيماناً منها بأهميته وأنه الأداة التنموية والاقتصادية الرابحة على المدى القريب والبعيد، بإذن الله.

وقد تابع كثيرون الاستعدادات الكبيرة لتنفيذ مشروعات تعليمة هامة، ومن أبرزها منارة التعليم العالي الحديث جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي يتزامن موعد افتتاحها مع اليوم الوطني بعد أن انتهى مشروع إنشائها في زمن قياسي. وتأتي الجامعة تحقيقاً لحلم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ورغبته في مزيد من التميّز للتعليم العالي والبحث العلمي في المملكة من خلال جامعة عالمية بأحدث المعايير وأفضل الإمكانات، لتكون هذه الجامعة (بيتاً جديداً للحكمة) كما قال عنها -يحفظه الله- في أثناء مرحلة التأسيس.

ومن بين الإشراقات التعليمة الكبرى، يأتي قرار إنشاء أربع جامعات جديدة في كل من الدمام والخرج وشقراء والمجمعة في وقت واحد ليتضاعف عدد جامعاتنا إلى ما يزيد عن ثلاثة أضعاف خلال سنوات قليلة، ولله الحمد. إن قرار إنشاء الجامعات الجديدة ودعم مشروعات الجامعات الأخرى (مثل دعم مشروعات جامعة الملك سعود بما يزيد على 14 مليار ريال وتدشين خادم الحرمين الشريفين لها) يرسخ نهج التنمية الشاملة التي ترتكز على نشر التعليم وتوطينه في المحافظات والمدن ما يسهم في تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع معرفي.

ومع هذا الازدهار للتعليم العالي والاهتمام المتواصل به، يبقى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بمخصصات تزيد على 10 مليارات ريال، واحداً من المشروعات التعليمية الرائدة على مستوى المنطقة لتهيئة آلاف السعوديين لقيادة دفة التقدم والتطور المعرفي في المملكة على مدى السنوات القادمة، بعد أن تلقوا تعليمهم في أكبر وأعرق مؤسسات التعليم العالي في العالم في مجال التخصصات العلمية والتقنية، وليشارك خريجو البرنامج بعلومهم ومعارفهم في مشاريع التنمية الشاملة للمملكة ويسهموا بفعالية في تحول اقتصادنا إلى اقتصاد مبني على المعرفة.

إن هذا غيض من فيض مما تنعم به المملكة العربية السعودية من خير ونعم وضع أسسها ومهد لتحقيقها المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز رحمه الله. وفي ذكرى اليوم الوطني التاسع والسبعين نستعيد ما تحقق من أمجاد ونُطالع بفخر واعتزاز ما يتحقق لبلادنا من وثبات ونجاحات في كافة الميادين ما يدفعنا إلى بذل المزيد لخدمة ولاة أمرنا -أدام الله عزهم- وبلادنا الحبيبة يحفظها الله.

عميد معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد