Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
ملك طموحه الإنجاز.. وصرح علمي لمستقبل الإنسانية
د. محمد صالح بن طاهر بنتن

 

تحتفل بلادنا بذكرى اليوم الوطني المجيد.. وتدخل اليوم عاماً جديداً ملؤه الأمل، فالعالم الذي انقضى حمل لهم الكثير من الخير، والعلامات على الطريق تقول إن القادم أجمل. وتستمر في عامنا الجديد ورشة العمل الكبرى التي انطلقت منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم في 26 جمادى الآخرة 1426هـ لتشمل أعمال التطوير والإصلاح قطاعات التعليم والقضاء والصحة والنقل والاتصالات، وغيرها من القطاعات.

تفتح بلادنا في يومها الوطني المجيد صفحة جديدة نحو الغد (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) صرح علمي عالمي جديد سقاه خادم الحرمين الشريفين بدعمه المادي والمعنوي وحرصه وعنايته على نجاحه، لتجعل هذه الجامعة من المملكة العربية السعودية محط أفئدة العلماء وقبلة العقول المبدعة القادمة من جميع قارات الأرض، لا تقفل بأبها دون جنس أو جنسية أو لون، وتشارك فعلياً في صناعة مستقبل البشرية بالابتكارات والحلول العلمية والتقنية لمستقبلهم.

وفيما تعصف العقول بالأفكار وتبدع في جامعة الملك عبدالله يرتفع سقف الآمال كما البناء في المدن الاقتصادية في كل من رابغ وجازان وحائل والمدينة المنورة التي أطلق خادم الحرمين الشريفين ورش البناء فيها، لتسهم في تطوير صناعة الطاقة، وتنشيط قطاع الخدمات، واستقطاب المعرفة، وتوطين التقنية.

ويترقب الوطن أن تسهم هذه المدن، وغيرها من المشاريع التنموية الضخمة في جميع المناطق، في توفير الفرص الوظيفية للشبان السعوديين المتخرجين من 20 جامعة حكومية عاملة وأخرى قيد التأسيس تضاف إليها 7 جامعات و18 كلية خاصة متنوعة الاختصاصات.

خلافاً لعشرات آلاف الطلاب العائدين من خارج الوطن متوجين بمعارف شرق العالم وغربه، بعد أن التحقوا بأرقى الجامعات الدولية عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.

أدرك ويدرك معي جميع إخواني المسؤولين في جميع القطاعات الحكومية أن ما نبذله من جهود وعمل قاصر عن بلوغ مستوى طموح وآمال خادم الحرمين الشريفين، فطموحه شاهق كالجبال وآماله تحلق عالياً في سماء لا ترقى إلينا أعمالنا وإن استطلنا بها الرقاب، لكننا نعاهده على الاستمرار في عمل لا يكل وعزيمة لا تمل ليتحقق للشعب السعودي الكثير مما يحلم له به (ملك الإصلاح) من تقدم وازدهار يعم الجميع ويتفيأون بظلال الرخاء.

وقطعت مؤسسة البريد السعودي منذ أن صدر الأمر السامي الكريم رقم 78 وتاريخ 29-3- 1423هـ القاضي بتحويلها إلى مؤسسة تعمل على أسس تجارية أشواطاً بعيدة في سبيل تحقيق رسالتها، ورفعت لواء تطوير وتحديث البنية التحتية، بما يواكب التطورات الكبيرة التي تشهدها مملكتنا الغالية في جميع المجالات.

ودخل البريد السعودي عبر مشاريعه العملاقة مرحلة جديدة من العمل التقني، كان من ثمارها فصل بعض قطاعاته وتطويرها وجعلها قادرة على المنافسة بقوة مع الآخرين.

كما أن مشروع (العنوان البريدي - واصل) يعتبر مفخرة ليس لمؤسسة البريد السعودي فحسب بل ويعد إنجازاً مهماً للمملكة، إذ حصلت المؤسسة على براءة اختراعه، وأصبح العنوان البريدي (واصل) مطلباً مهماً للجميع، وخصوصاً بعد دخول المملكة في عضوية منظمة التجارة العالمية، وما يترتب على ذلك من نشأة التجارة الإلكترونية وما تتطلبه من وجود عنوان بريدي لكل مستفيد.

وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز القدرات الوطنية لتفعيل خدمات (الحكومة الإلكترونية) ما يسهل إنجاز المعاملات الحكومية إلكترونياً عبر شبكة الإنترنت، من دون أن يضطر المواطن والمقيم إلى هدر ساعات العمل في الانتظار صفوفاً طويلة لإنجاز معاملاتهم، إلى جانب الحيلولة دون وقوع العديد من السلبيات الناجحة عن التعامل المباشر بين المراجعين والموظفين الحكوميين.

وتسهم هذه المشاريع أيضاً في تحقيق أحلام شرائح عدة من المواطنين والمقيمين على أرض المملكة في الاستفادة من الوصول إلى أسواق العالم المفتوحة عبر خدمات (التجارة الإلكترونية) واستلام مختلف المنتجات لكبريات الشركات والمؤسسات والمتاجر العالمية المنتشرة بمختلف بلدان العالم في منازلهم.

كما تمكن خدمات (واصل) الجميع من تسلم إرسالياتهم (مجاناً) في منازلهم إضافة إلى إمكان الاستفادة من خدمات أخرى إضافية مقابل رسوم مالية رمزية.

كل هذا تحقق.. ولا يزال العمل مستمراً لتعزيز النجاحات الكثيرة وتلافي السلبيات الماضية لتصبح مؤسسة البريد السعودي في المستقبل القريب بفضل من الله ودعم لا محدود من قيادتنا الرشيدة صرحاً وطنياً شامخاً، ومعقلاً من معاقل من المبادرات الوطنية الرائدة الهادفة للارتقاء بالمملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة علمياً وتقنياً في جميع المجالات، والوقوف وقفة اعتزاز وفخر تستحقها بين دول (العالم الأول).

وأخيراً نقول: الحمد لله الذي يهب الملك لمن شاء أن وهبنا عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً وإنساناً يحبنا ونحبه، ويحملنا في قلبه ونحمله في قلوبنا، يقودنا على دروب التنمية والتطوير والإصلاح ونتبعه على الدرب نفسه، ويقدم للعالم مبادراته الخيرة الداعية للحوار الوطني بين مختلف فئات المجتمع السعودي، والحوار بين المنتمين للطوائف الإسلامية المختلفة، والحوار بين أتباع الأديان، ودعوته للسلام في منطقة الشرق الأوسط والسلم العالمي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد