Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
في ندوة «الجزيرة» بمناسبة اليوم الوطني الـ79
الاحتفال باليوم الوطني.. فرصة لمراجعة المتغيرات والتبدلات المتسارعة في شتى المجالات

 

ضيوف الندوة:

د. علي بن محمد الحارثي

عميد كلية التربية بجامعة الطائف

د. عالي بن سرحان القرشي

أستاذ النقد بجامعة الطائف، ورئيس هيئة تحرير مجلة الجامعة

د. خالد محمد عسيري

مدير مركز الأمير سلطان للتربية الخاصة

أدار الندوة:

حمّاد بن حامد السالمي

حررها: عليان آل سعدان

صورها: صبحي المغربي

* تحتفل المملكة بيومها الوطني المجيد، وهي تستعيد ذكرى أمجادها قبل مئة وعشر سنين ونيف، يوم كانت الرياض عام 1319هـ، بداية ومنطلق لعهد جديد مشرق في الجزيرة العربية بكاملها.

* وفرت الرياض العاصمة، ذلك المرتكز الذي استند إليه صقر الجزيرة في غزواته التوحيدية غرباً وشرقاً، وشمالاً وجنوباً، حتى جاءت اللحظة التاريخية الحاسمة، التي أعلن فيها عن كيان موحد أرضاً وبشراً اسمه (المملكة العربية السعودية).

* يمثل اليوم الوطني لهذه البلاد وأهلها، مناسبة في غاية الأهمية، لأنه يجسد ملحمة تاريخية وإنسانية، خاضها الملك المؤسس والموحد (عبد العزيز آل سعود) رحمه الله، فتمكن من خلالها، جمع وتوحيد القلوب، قبل توحيد الجغرافيا. أصبح هناك دولة باسم واحد، وشعب واحد وليس دويلات أو قبائل، وأرض واحدة وليست أقاليم ومناطق، شعب تحت سماء وطن واحد، وراية واحدة، الكل فيه يوجه حياته وجهده للبناء والعطاء واستهداف التنمية، التي توفر للإنسان حياة مستقرة وراقية.

* أرسى الملك عبد العزيز - رحمه الله - قواعد هذا البناء، وشيد أسسه، وأكمل أبناؤه الملوك من بعده هذه الرسالة، حتى أصبحت المملكة اليوم في عداد الدول المتقدمة في مجالات عدة، بل هي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة، التي تدخل نادي العشرين - نادي الدول الغنية الكبرى - التي يناط بها مهام على مستويات عالمية، اقتصادية وثقافية وغيرها.

* هذه هي المملكة العربية السعودية في يومها الوطني المجيد.. تأسيس وتوحيد، ثم بناء شامخ، تتكسر على جوانبه العواصف والقواصف، مهما طال الزمن.

* وفي مناسبة وطنية عزيزة كهذه، نعقد هذه الندوة في الجزيرة، ونستضيف فيها عدداً من المثقفين والأكاديميين، الذين لهم رؤاهم ومساهماتهم في شتى المجالات العلمية والثقافية، ونطرح العديد من المحاور في هذا السياق الوطني، وفي هذه المناسبة الوطنية السعيدة.

الموقف الثقافي

* تساءلنا في بداية الحوار:

أنت كمثقف.. ماذا تعني لك هذه المناسبة الوطنية، وهذه الاحتفالية الوطنية باليوم الوطني المجيد..؟

فرصة لمراجعة المتغيرات الثقافية

وكان أول المتحدثين في هذا المحور الأول بهذه الندوة الدكتور عالي سرحان القرشي أستاذ النقد بجامعة الطائف ورئيس هيئة تحرير مجلة الجامعة الذي قال إن هذه المناسبة التي اعتبرها مناسبة الحلم والشوق لنكتشف ماذا قدمنا لهذا الوطن الذي يستحق كل الحب والتقدير إن هذه الوحدة التي تحققت في هذا الوطن وما حققته من مكتسبات منذ أن قام الملك عبد العزيز بتوحيد هذا الكيان والمحافظة عليه من قِبل أبنائه البررة الذي ساروا على نهج المؤسس لنرى ونشاهد اليوم دولة عصرية حديثة تقف في مصاف دول عالمية تقدمت وتطورت منذ أكثر من 300 سنة وينبغي علينا الآن وفي كل حين مراجعة الكثير من التحديات والمتغيرات والتبدلات المتسارعة في الثقافة والواقع الاجتماعي لخلق يقظة وطنية تحرص وتحمي هذه الوحدة الوطنية ويقظة تتبين المسارات الملائمة لتلك المتغيرات والتحديات التي نلمسها من حولنا ولا شك أن هذه المساحة التي تعادل مساحة العديد من الدول الكبرى أضحت اليوم في قرية كونية في العالم، هذا الأمر بالطبع يقتضي من الجميع وقفة تراجع علاقة المواطن بتاريخ وطنه للوصول إلى مزيد الوعي بالدور والمسؤولية الملاقاة على عاتق الجميع، مشدداً على دور وأهمية مثل هذه الوقفة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني.

حماية الوطن من حاسديه وحاقديه

أما الدكتور علي الحارثي عميد كلية التربية بجامعة الطائف فوصف مناسبة اليوم الوطني بأنها مناسبة غالية وكبيرة وغير عادية وهي جزء من كياننا وكانت حلماً تحقق بعد الله على يد المؤسس العظيم جلالة الملك عبدالعزيز هذه الشخصية العبقرية العظيمة التي صنعت البداية لتأسيس وطن تبناها هذا القائد المظفر وفي ظل ظروف تعبر في مفترق الطرق تحيط بها من كل جهة الجهل والفقر والخوف والمرض والتناحر إلى جانب أطماع دولية وإقليمية ليحول هذا الحلم إلى واقع وحقيقة على الرغم من عدم كل الإمكانات التي لم تكن متوفرة في ذلك الوقت ومنها المال وغيره من وسائل الدعم الأخرى، وهذه دلالة على عبقرية القائد وحنكته ودهائه في بداية تأسيس دولته المبشر بها بدأت على أسس قوية كان التعليم في مقدمة أولوياتها للقضاء على الجهل وشق طريقه لتحقيق وحدة وطنية كبرى لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث بنيت على العديد من المحاور روعي فيها الجانب الاجتماعي والسياسي والعسكري كجوانب مهمة لتحقيق الوحدة لكن محور التعليم أخذ قدراً كبيراً من الأهمية لدى المؤسس لما له من دور وأهمية للقضاء على الجهل والعنصرية والإقليمية التي كانت تمثل أكبر حجر عثرة في طريق توحيد المجتمع الذي حقق من خلاله أحد أهم الأهداف لقيام دولته الفتية، ومن هذا المنطلق ومن على منبر الجزيرة أدعو إلى بذل مزيدٍ من العطاء والإخلاص لهذا الوطن العزيز والتفاني من أجله وحمايته من الذين ينظرون إليه بعيون الحقد والحسد والعياذ بالله.

ليس في حياتنا أهم من الوطن

وفي السياق نفسه تحدث الدكتور خالد العسيري مدير مركز الأمير سلطان للتربية الخاصة وقال إن ذكرى اليوم الوطني تستوجب منا الوقفة والتأمل في ظل ما يشهده العالم من أحداث ومتغيرات تتطلب من الجميع التلاحم ليظل هذا الوطن الذي نعيش فيه آمناً ومستقراً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فهذا الوطن غالٍ وعزيز على كل أبنائه، ومن هذا المنطلق ينبغي أن يكون العطاء من أجله متواصلاً بالقول والعمل لا يوجد شيء في حياتنا أهم من هذا الوطن العزيز.

المؤسس والموحد رحمه الله

* أردنا في هذا المحور، أن نتذكر المؤسس والموحد الملك عبد العزيز رحمه الله.. نتذكره في يوم ذكرى وطنية كان هو السبب في عزها وشموخها.. فماذا عسانا نقول له في هذا اليوم المجيد..؟

أفق الانفتاح

بدأ الحديث د عالي القرشي فقال:

الملك عبدالعزيز قيادة واعية وأفق منفتح من خلال هذا اليوم الوطني نقول للملك عبدالعزيز من أجمل المكتسبات التي تركتها لنا بعد المنجز العظيم بتوحيد الكيان هو أفق الانفتاح الحضاري الذي تعامل به الملك عبدالعزيز مع المعطيات الحضارية والواقع الذي كان يعيشه كانت هناك قوى في الداخل لا تعي الانفتاح ولا تعي التجدد لكن الملك عبدالعزيز بحنكته وذكائه استطاع أن يحول قرون الفتنة إلى لحمة وإلى توحد في إنجاز هذا الوطن وكأنه يقول لنا قدركم أن تعيشوا مع التاريخ قدركم أن تعيشوا مع العالم قدركم قبل ذلك أن تكونوا أصحاب رسالة فإن لم تحسنوا التعايش مع العالم والانفتاح على العالم لن تستطيعوا أن تبلغوا رسالتكم ولذلك أظن أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما تبنى الأفق المنفتح على مستويات عدة على مستوى الداخل وعلى مستوى الخارج حين دعا إلى حوار الأديان كان ينطلق من هذه الرسالة التي تركها القائد العظيم.

كل شبر في الوطن.. نموت دونه

الدكتور علي الحارثي قال: نقتحم العالم حاملين رسالة للعيش والحياة ومواكبة النهضة والتنمية والتطور وها نحن اليوم نرى ونشهد توجهاً وتواصلاً للمراحل والخطط والأهداف نفسها التي كان الملك المؤسس قد وضع خطوطها وتصوراتها للوصول إلى ما وصلنا إليه من مراحل متقدمة في النمو والتطور والتقدم والحضارة، وهذا هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز أحد أبناء المؤسس والملك السادس في هذه الدولة السعودية الفتية يسير ويتجه بهذا الوطن إلى تحقيق نقلة نوعية جديدة تواكب ما يشهده العالم من نمو وتقدم خصوصاً في عصر العلم والتقنية الحديثة وتبنيه لأفق الانفتاح على العديد من المستويات داخليا وخارجيا وما دعوته إلى حوار الأديان التي لاقت إعجاب كل شعوب العالم وقادتها إلا دليل على الاهتمام بمواصلة تنفيذ الرسالة التي تركها لنا الملك عبدالعزيز كوصية لمواصلة مسيرة النمو والتطور على كل الأصعدة في هذا الوطن.

ورأى الدكتور علي الحارثي أن الوقفة مع قائد ومؤسس مثل شخصية الملك عبدالعزيز غير عادية وعندما نحاول أن نستلهم شيئاً من صفات الملك المؤسس يقف أمامي سمات وصفات غير عادية بالفعل وعندما نرجع إلى البداية في التأسيس نجد أن البعد الحضاري والديني والاقتصادي والسياسي كلها كانت موجودة ومتوفرة في بداية التأسيس لكن المؤسس وضع نظام الحكم في إطار واضح وصريح الولاء للوطن أولاً ومن هذا المنطلق حدد المملكة العربية السعودية كوطن للجميع وكل شبر فيه يجب أن نموت دونه.

طبت حياً.. وطبت ميتاً..

الدكتور خالد عسيري قال في رسالته إلى الملك عبدالعزيز في ذكرى اليوم الوطني مقولة مشهورة (طبت حياً وطبت ميتاً أيها الملك الهمام)، لقد حققت الأسس والقواعد التي وضعتها لهذا الوطن إنجازات لم يشهد العصر الحديث لها مثيلاً.

اليوم الوطني.. لماذا..؟

* لماذا تحفل وتحتفل شعوب الأرض ودولها، بمناسبتها الوطنية المجيدة.. لماذا نحتفل نحن بيومنا الوطني المجيد..؟

* كنا نتساءل في هذا المحور، وجاءت أجوبة ضيوفنا على النحو التالي:

وقفة فرح بالمنجز الكبير

قال الدكتور القرشي: ينبغي ألا تمر مناسبة ذكرى اليوم الوطني دون تفاعل ومناسبة اليوم الوطني هي وقفة فرح بالإنجاز الذي تحقق للوطن العزيز على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وهذا دون شك إنجاز كبير ليس له مثيل في العصر الحديث في تاريخ الأمم والشعوب جمع قلوباً متفرقة وقبائل كثيرة كان الجهل متفشياً فيها والأفق في بعض الأحيان وصل إلى درجة الانغلاق كان اليوم الوطني بالنسبة لها تجاوزاً لكل هذه السلبيات والعوائق ووحدتنا حققت لنا كثيراً من الإنجازات التي لا نستطيع حصرها منذ توحيد أجزاء هذا الوطن تحت راية التوحيد عام 1351 هجرية إنها مناسبة مثل ما ذكرت وذكر بعض زملائي المشاركين في هذه الندوة مناسبة وطنية متميزة ونادرة لم يشهد العالم لها مثيلاً كوحدة حقيقية بنيت على أسس ثابتة وقوية عمت مساحة كبيرة من الأرض في جزيرة العرب وشملت العديد من القبائل المتفرقة في وطن واحد ومواطنة حقيقية للوطن، وهذا دون شك يحتاج منا إلى وقفة وتأمل للمراجعة لنقف على كل ما قدمناه من أجل الوطن وما الذي سوف نقدمه خلال الفترة المقبلة ليظل هذا الوطن دوماً في الصدارة إن شاء الله، وأشار الدكتور القرشي في سياق حديثه إلى كثيرٍ من الثغرات التي تحتاج إلى وقفة ومعالجة في الوقت نفسه والتي سماها بالعقوق في بعض الأحيان في حق الوطن ومن قِبل بعض أبنائه الذين عاصر أجدادهم الأولين الأوضاع المزرية التي كانت تعانيها البلاد قبل توحيدها وكيف هو الحال اليوم منذ أكثر من 79 عاماً حتى الآن وقال إن الانغلاق في بعض الجوانب التي تساهم بالدفع إلى رقي وتطور الوطن في هذا العصر الحديث يعد من نوع العقوق في حق الوطن وكذلك التباهي بالذات والحرص على المصالح الشخصية عقوق في حق الوطن وعدم معايشة هذه اللحمة الوطنية من قِبل الجميع يعد أيضاً من أنواع العقوق في حق هذا الوطن الذي يستحق منا الكثير الكثير وخصوصاً في مثل هذه المناسبة الوطنية التي نحتفل بها في جميع مناطق مملكتنا الحبيبة.

احتفالنا جزء من مسؤولية التربية الوطنية

ووصف الدكتور علي الحارثي في مشاركته في هذا المحور لندوة اليوم الوطني بأنه جزء من منظومة التربية الوطنية لهذا الوطن ودرس الدروس التي يجب أن تستمر ويتواصل ليستفيد منه الجميع خصوصاً أبناء هذا الوطن، وحب الوطن جزء من الإيمان ويجب ألا نغيب هذا الجانب المهم في حياتنا حتى لا تحدث متغيرات أخرى وحب الوطن واليوم الوطني يندرج تحته كل المتغيرات الأخرى على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والديني كلها تدخل في هذا المتغير، وذلك حينما نعزز ونحتفل ونمارس الشعور بالفرحة بهذا اليوم فهذا جزء من مسؤولية التربية والمواطنة والبناء.

احتفال بمعجزة

فيما رأى الدكتور خالد العسيري إن التعبير بالفرحة والاحتفال باليوم الوطني ضرورة ملحة لترسيخها في عقول الأبناء والأجيال المقبلة، فهذا الوطن تحقق فيه ما يشبه المعجزة وهذه ليست شهادتنا إنها شهادة الآخرين لنا، وبالتالي يجب علينا أن نتعمق أكثر في مثل هذه المناسبة التي حققت لنا كثيراً من الإنجازات والمكتسبات ووضعتنا في صدارة ومقدمة الأمم أرضاً وإنساناً.

الروح الوطنية عندنا..؟

* انتقلنا بعد ذلك، إلى ملاحظة أنه في كثيرٍ من أقطار الأرض، نجد الإنسان هناك يتغنى بوطنه، ويذوب حباً فيه، ويفديه بروحه، ويذود عنه.. والشواهد كثيرة.. هل هذه الروح موجودة بيننا اليوم.؟

وقفة وفاء لإنسان هذه الأرض

في الحديث عن هذا المحور، ركز الدكتور القرشي على أهمية دور المواطن الذي كان حجر الزاوية الأساسية في بناء وتنمية هذا الوطن وقال إن إنسان هذا الوطن يستحق في مثل هذا اليوم وقفة وفاء لاستشعاره بوطنيته ولاح له الوطن رمزاً يناجيه في وفائه وحبه وإخلاصه وإبداعاته وكذلك في لحمته وسمائه وأرضه وترابه.

المواطن.. محور أساس

كما أكد الدكتور الحارثي أن المواطن كان المحور الأساسي لبناء هذا الوطن، فالملك عبدالعزيز رحمه الله مواطن مخلص وقائد مظفر حقق إنجازاً كبيراً للوطن الذي وضعه الملك عبدالعزيز في مقدمة وأهم أولوياته.

الوعي والمسؤولية

فيما رأى الدكتور العسيري أن المواطن أصبح اليوم على قدرٍ كبيرٍ من الوعي والمسؤولية بحقوقه وواجباته تجاه وطنه خصوصاً في ظل كثيرٍ من الظروف والمتغيرات التي نشاهدها في كثيرٍ من دول العالم بعضها قريبة منا.

تشويه الوطنية..!

* وفي محور مهم خلال هذه الندوة تركز على ما تعرض له الوطن من حملة تشويه متعمد من قِبل تيارات دينية وصحوية متشددة انطلاقاً من مفاهيم دينية مغلوطة خدمة لمشروع الحاكمية والأممية الذي تسعى إليه حركات حزبية تعادي الوطن والوطنية منذ ثلاثة عقود لخلق أفكار مدمرة تهدف إلى زحزحة المصطلح - الوطن والوطنية - وتشويهه في الذهنية الوطنية.. ماذا قال ضيوف الندوة..؟

الانغلاق.. هو السبب..!

* قال الدكتور عالي القرشي: ينبغي لنا أن نقف وقفه دقيقة عند مثل هذه المسألة، وذلك لأن تجاوزها هو الذي ولد بعض الاختراقات والنيل من لحمة هذا الوطن وهذه البلاد كان قدرها أن تكون صاحبة رسالة، وحين وضع الإمام محمد بن سعود يده مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله جميعاً كان ذلك التعاون استكمالاً لأداء الرسالة المنوطة بهذا الوطن فاستمر البناء من خلال الفهم العميق من خلال هذه الرسالة لكن ما حدث أنه بعد ذلك أن هناك في هذا الوطن من أراد أن يستثير هذا التوافق من أجل أن يحدد مفاهيم محددة للدين تتفق مع رؤيته ومشروعه ويرغم شعب هذا البلاد عليها استناداً إلى هذه الرسالة التي تبنتها هذه الدولة وقد أشرنا في حديثنا السابق إلى الملك عبدالعزيز الذي قد تبنى واستشعر قرون هذا الخطر الذين أرادوا استثمار رسالة هذه البلاد في تبني الإسلام رسالة وتضاد الجانب الديني مع الجانب السياسي في هذه البلاد لحكمة أغراض غير بريئة وفق مفاهيم منغلقة لكن الملك عبدالعزيز الذي استشعر ذلك فراهن على أن رسالة الإسلام لا يمكن أن تتحقق إلا في ضوء ما جاء به الإسلام من سماح واحتضان الطوائف المتعددة وإتاحة الحرية لها في ممارسة الشعائر والعبادات والإدلاء بالرأي وعدم التضايق في الحريات واعتداء على الثوابت الدينية، فكان هذا الرهان على هذا الانفتاح والوعي بحقيقة الإسلام هو المكتسب الذي ينبغي المحافظة عليه لنتجنب ما نسميه بالانغلاق.

الوحدة جاءت متكاملة..

أما الدكتور علي الحارثي فرأى في هذا الجانب أن هناك وضوحاً في بعض المفاهيم التي يجب أن تبرز في هذا الجانب بشكل خاص، وقال إن الملك عبدالعزيز عندما وضع برامجه لتوحيد هذا الوطن كان ملماً بكل شيء، ولهذا جاءت هذه الوحدة متكاملة في جميع جوانبها وحققت كل أهدافها وبنيت على أسس واضحة وصريحة على الرغم من كل المتغيرات والأحداث التي شهدتها البلاد على الرغم من كل الأبعاد الايديولوجية غير القابلة لمثل هذه المتغيرات الضبابية.

الوطن يظل قوياً وشامخاً..

وفي هذا السياق أوضح الدكتور خالد العسيري إن الوطن بالفعل يمر حالياً بظروف حساسة خاصة من قِبل بعض أبنائه الذي ظهروا في الفترة الأخيرة للنيل من أمنه ومكتسباته من قِبل ما نسميهم بالتكفيريين الذين ظهروا لنا في الفترة الأخيرة بفكر هدام ومدمر لا يستفيد منه أبناء الشعب لكن هذا الوطن سيظل قوياً وشامخاً أمام مثل هذه الأفكار الهدامة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد