Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
مدير جامعة الإمام مهنئاً باليوم الوطني:
بلاد العقيدة والتوحيد والأمان لا مساومة ولا مزايدة على حبها

 

أكد معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل مما تقر به الأعين، وتهنأُ به القلوب، وتنشرح به الصدور، وتفخر وتعتز به النفوس المؤمنة، ما امتن الله به على بلادنا الحبيبة المباركة (المملكة العربية السعودية) بلاد الحرمين الشريفين، فالمتأمل لتاريخها الذي يشع نوراً وعزاً ونصراً وتمكيناً يرى ويطلع ويقرأ ويسمع ما يسره ويجعله متفائلاً يتطلع إلى مزيد من التقدم والنماء، والبذل والعطاء، والرقي في شتى المجالات، فهي بلاد العقيدة الصحيحة والمنهج السليم، وتحكيم شرع الله والتحاكم إليه، وتنفيذ أحكامه وحدوده، ونتج عن ذلك أمن وأمان، ورفاهية واطمئنان، ورغد واستقرار، صورة ماثلة للعيان، وحقائق تسجلها لغة الأرقام، وتميز فريد، يشهد به القريب والبعيد، والعدو قبل الصديق، وهذا أمر يستوجب الشكر لأنه طريق المزيد. وأضاف معاليه في تصريح ل(الجزيرة) بمناسبة اليوم الوطني أننا في هذا اليوم نحمد الله ونشكره على ما أولى وأنعم، وتفضل وتكرم، ونسأله المزيد من عطائه وفضله فهو أهل الكرم.

وأضاف: تتسلسل هذه النعم ويشكل نقطة البدء فيها اللقاء التاريخي المبارك بين الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمهما الله- اللذين تعاهدا فيه وتعاقدا على الجهاد في سبيل الله، ونصرة دينه، وإعلاء كلمته، والدعوة إلى سبيله. وانطلاقاً من عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله- الذي بذل نفسه وماله ووقته وولده من أجل توحيد الجزيرة، ولمّ شتاتها، وجمع كلمتها، والتوفيق بين أبنائها، وتحكيم شرع الله فيها، في وقت كانت أحوج ما تكون إلى ذلك، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - قائد مسيرة هذه البلاد، وباني نهضتها، وهذه البلاد في عزة ومنعة، وقوة وثبات، وازدهار، ولا غرابة في ذلك مادام ولاة أمرنا ينطلقون في حكمهم وأحكامهم ومعاملاتهم وتصرفاتهم ومواقفهم من المصدرين الأصليين، والمنبعين الصافيين للإسلام: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عيله وسلم، ومما كان عليه السلف الصالح لهذه الأمة (عقيدة، وشريعة، ومنهجاً، وأخلاقاً)، والتي لا عز ولا نصر ولا تمكين إلا بالأخذ بها والسير على نهجها وهُداها، قال الله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (41 سورة الحج)، وقال صلى الله عليه وسلم: (تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي).

ومن هنا جاءت تلك النظرة الثاقبة، والانطلاقة الصائبة، والسياسة الحكيمة المبنية على الأصول الثابتة والقواعد الراسخة لهذه الدولة من ولي أمر هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -وفقهم الله- في دفع عجلة البناء، وبذل كل ما يستطاع من إمكانات مادية ومعنوية من أجل خدمة المواطن وإسعاده، والسهر على راحته وتهيئة الجو المناسب له في كل ما يحتاجه في حياته اليومية، فردية كانت أو جماعية، حتى أصبح المواطن السعودي يشار إليه بالبنان، وينظر إليه نظرة تقدير واحترام، حتى أصبح رجل العقيدة الصحيحة، والعلم والأخلاق والآداب العالية، والأفكار والآراء الناضجة، لهُ صولةٌ وجولة في كل ميادين الحياة، فهو لله عابد، وله راكع وساجد، وفي العلم بارع، وفي الفضاء رائد، وفي البحار غوّاص، وللخير سابق، وفي كل مجال متمكن وفائق. إن بلادنا تعتبر في مقياس الأمم والبلدان والأخرى قارة مترامية الأطراف، متباينة الأجناس، مختلفة التضاريس والأحوال، وبتوفيق من الله العلي القدير، ثم بما قام به الملك عبد العزيز -رحمه الله- وأبناؤه من بعده، من حمل راية التوحيد، والقيام على شرع الله؛ أصبحت كأنها قرية صغيرة، أهلها متحابون، متعاونون، متكاتفون، متآلفون، لا يمكن لأحد أن يدخل بينهم، أو يؤثر عليهم، وستظل على ذلك -بإذن الله- رغم ما يكيد لها الكائدون، ويدبر لها الأعداء والحاسدون، مادام رائدها عقيدة التوحيد الصافية، ومنهج السلف الصالح، وخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان. ومن أجل هذا وذاك كله يجب على كل ابن من أبناء هذه المملكة، أن يعتز ويفتخر ويسخّر جهده ووقته لخدمة دينه وعقيدته ووطنه، وإن كلفه ذلك الغالي والنفيس، وأن يعتقد اعتقاداً جازماً، ويقتنع اقتناعاً تاماً بأن أيامها كلها -بإذن الله- عزّ ومنعةٌ وأمجادٌ لا تقف عند حد، ولا يؤثر عليها كبيرة ولا صغيرة. وأضاف د. أبا الخيل: لقد حرصت الجامعة بفروعها ومعاهدها وشجعت على الاحتفاء باليوم الوطني في كل عام تمر فيه هذه الذكرى العزيزة، لتعزيز ارتباط النشء بعقيدتهم وتاريخهم وأرضهم وبلادهم وقادتهم، وليشعروا بقيمة مكتسباتهم وحضارتهم وما منَ الله به عليهم من نِعَمٍ لا تُعد ولا تُحصى.

ولا ننسى في هذا المقام أن نوصيَ أنفُسنا وأبنائنا ومجتَمَعَنا بتقوى اللهِ في السرِ والعلنِ أولاً، والابتعادُ عما يؤدي إلى التعصبِ والتناحرِ والفرقةِ ثانياً، ولا ننسى أيضاً أن نشجبَ ونستنكرَ ما يقومُ به دُعاةُ التخريبِ والإفسادِ وحاملو الفكرِ المشوهِ ومروجوهِ، وزُرّاعُ الفتنةِ والتعصبِ وخفافيشُ الظلامِ ونقولُ لهُم (قِفوا فلا مساومة ولا مزايدة على حب الوطن).

نسأل الله العلي القدير أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، وأن يوفق ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يجعل ما يقدمونه للمسلمين في كل مكان في موازين حسناتهم، وأن يرزقنا الإخلاص والاحتساب في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد