Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
أعظم الفخر والاعتزاز شعور من وطنه المملكة ومساهمة الجامعة في تعزيزه
أ. د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل(*)

 

لما كان حب الإنسان لوطنه يُعدُّ غريزة فطرية تعيش معه، وتبعث في نفسه شعور الفخر والاعتزاز به بكل جوانبه، كان لزاماً أن يكون شعور من وطنه المملكة العربية السعودية أكثر حباً وأعظم فخراً واعتزازاً، وأعلى استعداداً للتضحية من أجله جهاداً في سبيل الله ودفاعاً عن مقدساته وحرماته، لأنه البلد الذي جعله الله بلد التوحيد والعقيدة والمقدسات والمشاعر الإسلامية.. البلد الذي هيأ الله له قادة أوفياء، وولاة أمر حكماء صلحاء، حكموا بشرع الله فجعل الله حكمهم رحمة وولايتهم نعمة، وعملهم صلاحاً وإصلاحاً، كانوا على هذا النهج منذ أن أسس دولتهم الملك الباني المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه -، ومازالوا مستمرين عليه يتعاقبون الملك والنهج واحد لا يتغير، من أول الأبناء البررة والأنجال الأوفياء للمؤسس العظيم إلى هذا العصر الزاهر والعهد المبارك.. عهد ملك الإنسانية والحكمة والحنكة والسداد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - هذا النهج المبارك الذي نتج عنه بحمد الله وحدة عظيمة لم ير التاريخ الحديث لها مثيلاً سواءً من حيث طريقة بنائها أو نتائجها وتماسكها ضد التحديات التي مرت بها وسعت إلى تفكيكها والتي منها ظاهرة الإرهاب التي تبنتها فئة ضالة أحدثت عنفاً وتطرفاً في الفكر وترويعاً للآمنين وإزهاقاً للأنفس وإتلافاً للممتلكات، مما استوجب تلك الوقفة الرسمية والشعبية القوية في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة على الوطن والمجتمع، فأضعفتها وبددت آمالها وفرقت أتباعها، ففشلت بحمد الله في الوصول إلى الكارثة المرسومة والنهاية المدمرة والنتيجة المرعبة.

وحيث ظهر للعيان أن أقوى الأسباب بعد حفظ الله تعالى هو قوة الوحدة الوطنية وتماسكها، فإن ذلك يفرض على الجميع التعاون من أجل تقوية هذه الوحدة وسد جميع القنوات التي تسعى إلى إضعافها، وهذا واجب شرعي حث على تحقيقه الإسلام لما فيه من الاجتماع والسمع والطاعة وتطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية وأحكامها، ومطلب وطني للحفاظ على الوطن قوياً منيعاً داعياً كعادته إلى دروب الخير والصلاح.

وهو ما دعا الجامعة إلى بحث الأمور المتعلقة بهذا الجانب ورفع مستوى الاهتمام به إلى أعلى المستويات العلمية والإدارية والبحثية والخدمية بحكم أنها مؤسسة أكاديمية تعنى بالنواحي العلمية وإعداد الدراسات والأبحاث التي تخدم الواقع العملي في جميع الجوانب ومنها ما يتعلق بتقوية الوحدة الوطنية، فقامت بإعداد البرامج اللازمة وتنظيم المؤتمرات والندوات التي تهدف إلى تعزيز الانتماء للوطن وتقوية الوحدة الوطنية، وتفعيل الاحتفاء باليوم الوطني في فروعها المختلفة ومعاهدها العلمية في كل عام تمر فيه هذه الذكرى العزيزة، لتعزيز ارتباط النشء بعقيدتهم وتاريخهم وأرضهم وبلادهم وقادتهم، وليشعروا بقيمة مكتسباتهم وحضارتهم وما منَّ الله به عليهم من نعم لا تعد ولا تحصى.

نسأل الله العلي القدير أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، وأن يوفقهم لكل ما يحبه ويرضاه.

(*)مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد