Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
يوم عز وفخار
عبدالعزيز بن حمد السويلم

 

لكل أمة من الأمم أيام تعتز بها وتفتخر.. وبعضها تعتبرها عيداً لها.. وهذه الأيام أو المناسبات تختلف من دولة إلى أخرى.

أما نحن في المملكة العربية السعودية فإننا لدينا يوم وطني عزيز.. وغالٍ. ليس كأيام الدول الأخرى، بل أفضل وأعز كثيراً؛ لأن هذا اليوم قامت فيه دولة ووحدة متكاملة قل أن يوجد نظير لها في دول العالم.

إن يوم الأول من الميزان الموافق 23 من شهر سبتمبر من كل عام هو يوم نفتخر به ونفاخر الآخرين، فهذا اليوم عزيز على قلوبنا لأنه يصادف ذكرى تأسيس كياننا الوطني كيان المملكة العربية السعودية الناهضة.. وذلك عندما سطر التاريخ في أنصع صفحاته وأنصع أحرفه إعلان مولد دولة.. قوية.. موحدة على أرض واسعة كانت تضم عدة قبائل متناحرة، تتقاتل فيما بينها على الموارد المائية والمراعي وتقع الخصومات فيما بينها لأتفه الأسباب؛ لأنه لا يوجد حكم قوي بين تلك القبائل ويضع حداً لمشاكلها ومشاجراتها التي تحدث عند أتفه الأسباب.

أقول: إن يومنا الوطني يوم استطاع فيه البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه- توحيد كيان البلاد وقيام دولة قوية حديثة متماسكة.

وقد قامت دولتنا المباركة على دعائم قوية وعملت على رفع راية الإسلام والمسلمين في كل مكان. ومنذ ذلك اليوم المبارك، وعلى يدي صقر الجزيرة وموحد كيانها الملك عبدالعزيز يرحمه الله أخذت البلاد بأسباب النمو والتقدم وأخذت بأسباب النهضة في شتى المجالات فانتشرت دور العلم.. والمدارس والمصحات وإقامة المنشآت الحيوية في مدن وقرى المملكة.

وقد حققت المملكة بفضل الله، ثم بفضل قيادتها الرشيدة وحنكتهم السياسية الشيء الكثير من المنجزات ومنذ بداية عهد الملك المؤسس وحسب إمكانيات الدولة المالية المتاحة آنذاك.

وأخذت بأسباب النمو والتطور وإعلاء البناء عاما بعد آخر.

وقد توالت العطاءات والمنجزات الحضارية منذ عهد المؤسس -يرحمه الله- وسار على نهجه وأسلوبه في البذل والعطاء أبناؤه الملوك البررة من بعده: سعود، فيصل، خالد، فهد، يرحمهم الله كان كل واحد منهم يعمل جاهداً على تعلية البناء وإنجاز ما لم يتمكن من إنجازه سلفه من الملوك.

حتى جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا الرجل الصالح المصلح، هذا الرجل الذي لا يريد الحديث عن الإنجازات والمشاريع بل يتركها هي التي تتحدث عن نفسها عندما تظهر على أرض الواقع واقع الاعتماد والشروع في تنفيذها.

إننا نحمد الله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأنعم علينا بقيادة رشيدة وحكيمة لا تحب الحديث وإنما تعمل في صمت على تحقيق الإنجازات والمشاريع النافعة للوطن والمواطن.

أقول إننا إن أردنا الحديث عن يومنا الوطني فإننا لا نستطيع أن نوفيه حقه من الإيضاح عن مميزاته وأهميته ومنجزاته وإنما تترك هذا للتاريخ وللناس ليقولوا كلمتهم، فإن الإنجازات أكبر من أن توصف أو أن تسطر على صفحات جريدة بأحرف وبمداد ويعجز عن استيعابها لكثرتها وتعددها.

لكن يجب أن ننوه ولو بشيء من الإشارة لبعض المنجزات التي تعتبر نتائج لهذا اليوم الوطني الذي نحتفل به هذه الأيام.. وسنظل نحتفل به كل عام بإذن الله لأننا في هذا اليوم نستشعر عظمة ذلك القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- ورجاله المخلصين الذين تفانوا وضحوا بالكثير من أجل توحيد هذا الكيان، ولقد تعب الأولون من أجل راحة وأمن ورغد العيش لهذا الوطن ومواطنيه الأعزاء.

إن يومنا الوطني الذي نحتفل به والذي يعتبر اليوم (79) من عهد توحيد كيان المملكة، والذي نسأل الله أن يجعله يوماً سعيداً ومديداً على مر الأعوام.

إن هذا اليوم نحتفل به ويصادف مناسبة احتفالنا بعيد الفطر المبارك وكذا فرحتنا وسعادتنا بسلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من محاولة الغدر والخيانة التي استهدفت حياة سموه الكريم.

ونحتفل أيضاً بافتتاح العديد من الجامعات؛ حيث تم اعتماد فتح أربع جامعات حديثة في كل من: محافظة الخرج ومحافظة شقراء ومحافظة المجمعة ومدينة الدمام تضاف إلى جامعاتنا العاملة، وبهذا العدد يصبح مجموع الجامعات في بلادنا 25 جامعة وستضاف إليها مستقبلاً العديد من الجامعات، كما تحدث عن ذلك المسؤولون في وزارة التعليم العالي وهذه الجامعات تضم عشرات الكليات، بل مئات الكليات وكذلك افتتاح جامعة الملك عبدالله هذه الجامعة العتيدة التي دعي للمشاركة في حفل افتتاحها العشرات من زعماء ومفكري العالم.

إننا بحق نعيش أياماً سعيدة وأياماً وطنية ذات عطاء ونفع للوطن والمواطن.

إنه من حبنا كمواطنين أن نحمد الله على منّه وعطائه، وأن نشكر حكومتنا الرشيدة على إنجازاتها وأن نضاعف من نشاطنا وعملنا لتكون عنصر بناء وعطاء يتفاعل مع عطاء ومنجزات الدولة التي تبذل بسخاء من أجل راحة وأمن وسعادة المواطن.

إنه واجب على المواطنين أن يكونوا يداً واحدة نعمل ونخلص في عملها ونكون عوناً لله وله في حماية الوطن ومنجزاته من عبث العابثين والمنحرفين الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

اللهم أدم على بلادنا أمنها وعزتها، واحفظ قادتنا من كل سوء، وأدم علينا مناسباتنا المباركة وأعيادنا السعيدة.. وكل عام والجميع بخير.

وكيل إمارة منطقة القصيم سابقاً وعضو مجلس منطقة الرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد