Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
ستظل المملكة بناءً شامخاً تتكسر على جوانبه العواصف والقواصف مهما طال الزمن
الملك عبد العزيز رحمه الله، وفر لنا أفق الانفتاح الحضاري الذي جعلنا نتعامل مع المعطيات الحضارية بواقع معاصر

 

المنبر الديني.. والكتاب المدرسي..؟

* من صور نجاحات التيارات المنحرفة والمتشددة، ترسيخ مفهوم غالط عن الوطن والوطنية، وتوثين الوطن والوطنية..

ما دور المنبر الديني والكتاب المدرسي - الدور السلبي - اللذان استغلهما المتطرفون في سنوات خلت، لزحزحة مصطلح الوطن، وإحلال الأممية والحاكمية مكانه، في الذهنية الشعبية، وما هو المطلوب منهما حالياً لإصلاح الخلل، ومؤازرة توثيق العلاقة بين الوطن والمواطن..؟

الاحتفاء.. من الاستحياء إلى العلن

* قال الدكتور عالي سرحان القرشي: إن استثمار المرتكزات والمعتقدات الدينية في أذهان الناس يعتمد عليها اعتماداً كثيراً، وشعب هذه البلاد يؤمن بالله رباً وبمحمد نبيا ويحترم التوجيهات الدينية ولذلك استثمر أعداء الوطن هذا الجانب أيما استثمار وما إن تكون على سبيل المثال الموسيقي فيها خلاف فقهي إلا ويتحول هذا الفقه الديني إلى حرام وما إن يرى بعض منهم أن تحية العلم حرام وتجد ذلك في مدارسهم ما إن يخطر بذهن أحدهم بأن العيد الوطني حرام لتجد وتجدوا ذلك ولولا وقفة ولاة الأمر قبل عدة سنوات لما وجدنا مثل ذلك وقبل سنوات مضت لم نكن نسمع عن مثل ذلك اليوم الوطني ومدى أهميته ولولا وقفة من ولاة الأمر قبل سنوات لما وجدنا أو سمعنا عن مثل هذا اليوم ومدى أهميته ومناسبته وكنا وعلى استحياء نسمع بمثل هذه المناسبة وأهميتها عن طريق وسائل الإعلام وبصراحة أكثر لم نكن نسمع بذلك أو نقرأ عنه في مدارسنا أو جامعاتنا أو مؤسساتنا الثقافية ولكن الوعي بمدى وأهمية لحمة هذا الوطن إلى انحسار مثل هذا الفكر وقد تبنت المناهج ذلك وعالجته وذلك بفضل الله والجهود التي بذلها الملك المؤسس منذ بداية تأسيس هذا الوطن.

معاناة الوطن سابقاً أكبر..

وفي هذا المجال قال الدكتور علي الحارثي إن هذه الوحدة الوطنية لم تولد على طبق من ذهب ولكنها ولدت من رحم المعاناة ومن جزئها الأول في الخصومة في تغير الاتجاهات والإيمان بالآخر واستيعاب المتغيرات الحديثة وقد عانى الوطن في ذلك الزمن أكثر من المعاناة التي يمر بها اليوم بكثير ولكن والحمد لله نستطيع القول إننا اليوم قد تجاوزنا مثل هذه المراحل بكثير وخصوصاً في هذا العهد.

مصلحة الوطن تجمعنا..

وفي هذا السياق قال الدكتور خالد عسيري إن البلاد على الرغم من استغلال بعض ضعاف النفوس من المتفيقهين والمتشددين لهذا التوجه الإسلامي المعتدل على الرغم من توجه واحد يؤمن به المجتمع كله والتعليم كان أحد أهم هذه الجوانب المعتمد عليه وعلى الرغم من كل الأحداث التي وقعت نرى الوطن وأبناءه متفقين ومتحدين من أجل مصلحة الوطن وتنميته وتطويره، وهذا شيء إيجابي ويبشر بالخير للوطن.

الدور الوطني للمثقف..؟

* في ظل هذا وذاك.. نتساءل:

ما دور المثقف في إبراز القيم الوطنية، وتوضيح واجب كل مواطن حيال وطنه..؟

الفرصة متاحة لعطاء أميز

قال الدكتور عالي القرشي: أجمع المشاركون في الندوة على إعادة صياغة الواقع والمتغيرات ودعوا كل المثقفين من أبناء هذا الوطن إلى مواصلة عطائهم وفكرهم لمواكبة الواقع والمتغيرات التي يحتاج إليها الوطن في ظل هذا الانفتاح الحالي الذي تشهده المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وأشار الدكتور القرشي إلى مدى وأهمية دور المثقف وأن الفرصة أصبحت اليوم متاحة بصورة أكبر ليقدم المثقف والأديب دوره في إبراز مثل هذه القيم الوطنية خصوصاً في مثل هذه المناسبة من خلال رؤاهم وفكرهم الذي يرونه مناسباً لمواصلة خطى مسيرة التنمية والتطور في هذه البلاد في كل المجالات ومن أبرزها المجال الأدبي والثقافي الذي واجه بعض أنوع المعاناة في وقت مضى.

المثقفون كانوا يحيطون بالمؤسس

أما الدكتور علي الحارثي فقال: لا شك إن ثقافة القيم الوطنية كانت من أحد أهم الجوانب التي وضعها الملك المؤسس عبدالعزيز رحمة الله ضمن اهتماماته وأولوياته، وكان لا يخلو مجلسه من المثقفين الذين يناقش معهم خطط وأفكار تطور وطنه في هذا الجانب وكل الجوانب الأخرى إلى درجة أن مجلسه كان يأتيه كثير من الشخصيات العربية والعالمية المثقفة ويحاورهم ويتحاور معهم وعلى المثقف تقع مسؤولية كبيرة لأنه جزء مهم في غرس مثل هذه القيم والمبادئ وإبرازها في مثل هذه المناسبة الوطنية وغيرها من المناسبات الأخرى التي يشهدها الوطن في كل المجالات والمثقف منوط بالحراك الثقافي في هذا الوطن وما هذه الجامعات المتوفرة اليوم في هذا الوطن وما تشهده المملكة حالياً من إنجازات في المبتكرات والمخترعات والمشاركات العلمية وبراءة الاختراع وحضورها ووجودها باستمرار في المحافل الدولية، كل هذا يشار إليه بالبنان إلى هذا الوطن الذي كان للعلم والثقافة مسار بدأ مشواره مع كل خطوات التنمية والتطور منذ توحيد أجزاء الوطن وإقامة دولة عصرية يرفرف علمها في جميع المحافل الدولية علمياً وأدبياً وثقافياً وحصد الكثير منهم جوائز عالمية، وهذا هو جزء مهم لإبراز القيم الوطنية وجامعة الملك عبدالله الحديثة خير دليل على تطور الفكر والثقافة في العالم.

غرس مفهوم القيم الوطنية

ورأى الدكتور خالد عسيري أن دور المثقف مهم وحيوي للغاية والدولة قدمت الشيء الكثير للمثقفين في هذا الوطن والدور المطلوب من المثقف في الوقت الحاضر لغرس مفهوم إبراز القيم الوطنية خصوصاً في مثل هذه المناسبة التي نحتفل فيها بذكرى اليوم الوطني.

مكتسبات وطنية..

* لكل وطن ومواطن.. مكتسبات مهمة، يعتز بها، ولا يفرط فيها.

وبمناسبة اليوم الوطني.. ما أبرز المكتسبات الوطنية، التي يحرص عليها مواطن هذه البلاد، ويحميها..؟

الحفاظ على الوحدة.. أكبر منجز

قال الدكتور عالي القرشي: عندما نتحدث عن مكتسبات هذا الوطن يبدو لي أنه تتمثل في أمور متعددة لكن يجمعها الحفاظ على وحدة هذا الوطن هذا أكبر منجز ومكتسب وعلينا ألا نسمح لأي أمر نتوقع منه المساس بهذا المكتسب أن ينفذ إليه مهما كانت الوسائل ومهما كانت الأقنعة من مكتسبات هذا الوطن وما يحظى به إنسان هذا الوطن على مستوى العالم وينبغي علينا المحافظة عليه، الأمر الثالث وهو جدير بالتنبه له والمحافظة عليه نظام هذا البلد ونظام مؤسساته وما حدث فيه من انفتاح على مؤسسات المجتمع المدني ومن انفتاح على الشورى ومن انفتاح على إعطاء المرأة حقوقها هذه المكتسبات من الأمور التي ينبغي التنبه لها وان لا تمس هذه الأمور وان نتطور بها وننمو بها إلى أفق أوسع وأفق أرحب، فهذا يبدو لي أهم المكتسبات التي اكتسبها هذا الوطن.

لا مساومة على الوطن

وقال الدكتور علي الحارثي: إن أهم المكتسبات المحافظة على برامج الملك عبدالعزيز للوحدة الوطنية، هذا البرنامج يجب ألا يخضع للاجتهاد ولا لأي تغير آخر لأن برنامج الملك عبدالعزيز ضمن لهذا الوطن أن يبقى وطناً للجميع ومنفتحاً للجميع وألا يكون هناك تهاون في إطار هذا الوطن، ولذلك كانت سياسة الملك عبدالعزيز سياسة لا مساومة على الوطن والضرب من حديد لكل من يحاول المساس به سياسة من سياسات القائد والمؤسس ولذلك كانت الدبلوماسية والسياسة في أي قضية واردة إلا عندما يتعرض الوطن لأي هزة من الهزات، ولذلك من أهم المكتسبات هو أنه لا مساومة على الوطن لا تصالح من أجل تغير إطار برنامج الوحدة الوطنية الذي وضعه وأسسه الملك عبدالعزيز وتعاهدنا عليه وسيظل هذا الوطن في إطار وحدته ودستوره الذي قام عليه.

دلائل الإنجاز

ثم قال الدكتور خالد عسيري: يجب علينا أن نحافظ على الوحدة الوطنية والمنجزات الحضارية بكل أشكالها والمحافظة على مقدراتنا الوطنية والسمعة المقرونة بجميع دلائل الإنجاز والرقي والتقدم التي حققها هذا الوطن.

ملامح إصلاحية وتطويرية

* نحتفل اليوم، بيومنا الوطني، ونحن نعيش مرحلة من الإصلاح والتطوير غير مسبوقة في تاريخ هذه البلاد.. ما أهم ملامح هذا الإصلاح وهذا التطوير من وجهة نظرك..؟

رؤية إصلاحية للداخل والخارج

قال الدكتور عالي سرحان القرشي: إن ما يمارسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من إصلاح وحب لهذا الوطن يتمثل في انفتاحه على كل ما يسهم في رقيه وتطوره، وهذا أمر ظاهر ومشهود والملك عبدالله حفظه الله كما هو معروف وفي ظل دوره وجهوده الإصلاحية لم يقتصر على حدود سياسة وإصلاحاته في حدود أرجاء الوطن وامتدت رؤيته الإصلاحية إلى خارج الحدود بدءاً بترتيب البيت العربي ودعوته إلى حوار الأديان وهذا الانفتاح والإصلاح واضح، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز وسع قاعدة مجلس الشورى ووسع في كثير من الهيئات لاستقطاب الكثير من ذوي الخبرات وأصحاب واختصاصات متعددة من أجل أن تحترم تعددية الرأي التي تؤدي إلى اتفاق فيما تصدره وتقره مثل هذه الهيئات مما تؤدي إلى مزيد من الانفتاح ووعي حضاري ويجب ألا ننسى دور الملك عبدالله في عملية إصلاح كثير من البرامج وأنشطة التعليم والتي نستعرض في مثل هذه الوقفة ونتريث قليلاً في المساءلة مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم أقر من سنوات وصرف عليه مبالغ يستحقها هذا المشروع. هذا ما يجب أن تتساءل عنه المؤسسات القائمة على التنفيذ، وجامعة الملك عبدالله الجديدة هي نموذج جديد وجزء من الإصلاح وجزء من وضع الوسائل المعينة لاستراتيجية الإصلاح من خلال هذه الجامعة أو غيرها من الجامعات الأخرى على مستوى الوطن.

قيادة راقية في ظل ظروف غير عادية

وقال الدكتور علي الحارثي: ما نشعر به من الإعجاب والتقدير أن قيادة الملك عبدالله خرجت من رحم قيادة أخرى كبيرة قيادة الملك المؤسس (عبدالعزيز) وعندما نستعرض جهود الملك عبدالله في كل المجالات التي تدفع إلى مزيدٍ من النمو والتطور والتقدم في هذا الوطن نرى قيادة راقية في ظل ظروف غير عادية مستثناة، ولذلك من الأشياء التي نعتز بها في هذا الوطن وفي هذه المناسبة بأننا مع قيادة متوارثة تستطيع أن تتعامل مع الأحداث بأسلوب راقٍ وفي ظل هذه المتغيرات الصعبة من حولنا نشعر بأننا أمام قيادة قادرة على التعامل مع مثل المتغيرات الصعبة من حولنا، وهذا منجز كبير لأن التعامل مع الأحداث والمتغيرات التي نعيشها في الوقت الحاضر لا يقودها شخص عادي. وجامعة الملك عبدالله وبرامج تطوير التعليم والابتعاث للدراسة والتعليم في الخارج كلها تذكرنا بأن الملك عبدالعزيز في بداية هذه الوحدة الوطنية بدأ بدار التوحيد وهكذا كانت المراهنة على الفكر وصهره وتغير الاتجاهات نحو وطن ومواطنة تحت ظل قيادة حكيمة تدرس وتخطط وتنفذ من حيث ينتهي الآخرون.

المزيد من الإصلاحات

ثم قال الدكتور خالد عسيري: لا نستطيع أن نوجز ما تحقق من مشاريع إصلاح في هذا الوطن منذ تأسيسه، وفي هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شهدت البلاد مزيداً من الإصلاحات تصب جميعها في مصلحة الوطن والمواطن اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وفكرياً وتربوياً وتعليمياً هذا على صعيد الوطن من الداخل وعلى صعيد الوطن من الخارج كانت هناك إصلاحات كثيرة ومتعددة أهمها المحافظة على وحدة الأمة العربية وتماسكها والانفتاح على العالم من خلال كثيرٍ من المحاور والمؤتمرات الكبرى التي تبناها الملك عبدالله ورعاها وكان من أبرزها مؤتمر حوار الأديان.

جامعة الملك عبد الله

* من حسن الطالع، أن نحتفل في بلادنا بيومها الوطني، ونحتفل كذلك بافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والمعرفة.

جامعة الملك عبد الله.. هذا الصرح العلمي العالمي.. والمنجز المعرفي الكبير.. ما الذي سوف يضيفه لمكانة المملكة ومواطنيها..؟

إنجاز غير مسبوق

قال الدكتور عالي سرحان القرشي: إن موعد تدشين جامعة الملك عبدالله، حيث وجه الملك عبدالله الدعوة إلى ملوك وشخصيات من مختلف أنحاء العالم لحضور المناسبة تعد إنجازاً غير مسبوق لأنه في بلد يعد في نظر العالم من البلدان النامية لكن طموح الملك عبدالله أخذ على عاتقه فتح مثل هذا المشروع العلمي لكل عقل يفكر ويبدع بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه ستحتضنهم هذه الجامعة وينهلون منها العلم ونشره في كل أرجاء العالم.

نموذج قابل للتحدي

أما الدكتور عالي الحارثي فقال: إن هذه الجامعة تمثل نموذجا سيحتكم لها كثير من الجامعات في الداخل والخارج وستقدم نموذجاً مثيراً وقابلاً للتحدي ومتغيراً وتحدياً للآخر ويدفع إلى الإبداع وستبني هذه الجامعة الجديدة معرفةً ومثقفاً ومفكراً وستكون رمزاً للتحدي وموقفاً مثيراً للآخرين وجامعة الملك عبدالله الجديدة ستكون المتغير الذي يحتكم إليه الجميع في المنجز.

تفعيل روح المنافسة

ثم قال الدكتور خالد عسيري: لا شك أن الملك عبدالله حفظه الله أدرك مدى أهمية البحوث العلمية، ومن هذا المنطلق ولدت فكرة تأسيس جامعة الملك عبدالله التي تم تدشينها، وهذه الجامعة سوف تحقق مزيداً من النجاح والتقدم والتطور في مجال البحث العلمي ليس فقط في إطار هذه الجامعة وإنما في كل الجامعات، فهذه الجامعة لا شك ستدفع إلى الوصول إلى تفعيل روح المنافسة بين الجامعات في داخل الوطن نظراً لما تمثله البحوث العلمية من جانب مهم ترتكز عليها حضارات الأمم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد