Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
(الجزيرة) تستعرض مشروعات توسعة الحرمين بمناسبة اليوم الوطني الـ79
الملك عبدالعزيز يوجه بتنفيذ أول توسعة في الحرمين الشريفين

 

المدينة المنورة - مروان عمر قصاص :

تتميز بلادنا الغالية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- بمميزات عديدة أهمها وأبرزها حرص قيادتها الكريمة الدائم والمكثف في مجال الاهتمام والعناية بالمقدسات الإسلامية وتطويرها لخدمة زوارها من حجاج ومعتمرين وتوفير أفضل سبل الراحة لهم وهو توجه ملموس منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز -رحمه الله- وقد حظيت المقدسات وخصوصاً الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة بتنفيذ مشروعات كبيرة وعملاقة.

وكان للملك المؤسس -رحمه الله- قصب السبق حيث

وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله حتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز رعاه الله الذي استهل عهده الميمون بإصدار توجيهاته الكريمة باستكمال مشروعات توسعة وتجديد عمارة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة وما يصاحب هذه المشروعات من عمليات تطوير وتنمية للمناطق المركزية في هاتين المدينتين والمحيطة بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وبمناسبة الاحتفال بذكرى اليوم الوطني المجيد هذا العام ولأهمية مشروعات التوسعة في الحرمين الشريفين سنحاول إلقاء مزيد من الأضواء على أبرز هذه المشروعات.

تشرف ببدء أول توسعة للحرمين الشريفين كما وفر -رحمه الله- العديد من الخدمات لراحة الحجاج والعمار وتبنى عقد أول مؤتمر إسلامي وقد اختط الملك المؤسس نهجاً عظيماً في هذا الإطار كان وما زال من الأسس الهامة في نهج قيادة هذه البلاد حيث كثفت القيادة الراشدة أعمالها فيما يخدم القضايا الإسلامية لعل من أبرز المشروعات العملاقة على المستوى المحلي والإسلامي التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة وضمن المشروعات التي تابعها باهتمام كبير وأشرف على كافة مراحلها أبناء الملك المؤسس - الملوك سعود

نبذة تاريخية

لقد شهد المسجد الحرام العديد من جهود الخلفاء الراشدين وغيرهم ففي عام 17 هجرية نفذ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول توسعة للمسجد الحرام.. كما أنه أول من جعل للمسجد جداراً وإنارة بالمصابيح، وفي عام 26 هجرية أدخل الخليفة الراشد عثمان بن عفان توسعة أخرى على المسجد.. كما ساهم عدد من خلفاء بني أمية وخلفاء العصر العباسي في إحداث توسعة أخرى بالمسجد.

التوسعة السعودية للحرم المكي

لقد بدأ الملك المؤسس عبد العزيز -رحمه الله- في الاهتمام بالحرم المكي الشريف ففي عام 1344هـ صدرت تعليمات الملك عبدالعزيز بترميم المسجد وإصلاح ما يجب إصلاحه وإنشاء مظلات واقية كما وجه رحمه الله بعمليات ترميم إضافية في عام 1354هـ، ثم كلف الملك عبدالعزيز الشيخ محمد بن لادن في البدء بوضع التصاميم اللازمة لتوسعة المسجد الحرام وقد كانت التوسعة السعودية الأولى عام 1375هـ ونفذت على مراحل متعددة ثم كانت التوسعة السعودية الثانية عام 1389هـ وقد بلغت الإضافات التي تمت خلال هذه المشروعات حوالي (171.000) متر مربع وهو ما يعادل ستة أضعاف مساحة الرواق العثماني تقريباً.

وهنا سوف نستعرض بالأرقام أبرز أعمال التوسعة في الحرم المكي الشريف وهي كما يلي:-

- بلغت مساحة التوسعة الجديدة (76) ألف متر مربع تتسع لأكثر من (190) ألف مصل.

- اشتمل المشروع أيضاً على تحسين وتجهيز الساحات الخارجية للمسجد للصلاة بمساحة إجمالية تبلغ (59) ألف متر مربع تتسع لأكثر من (130) ألف مصل.

- أصبحت مساحة المسجد الحرام بعد التوسعة شاملة سطح التوسعة والساحات الخارجية حوالي (361) ألف متر مربع تستوعب (730) ألف مصل وتصل في مواسم الحج والعمرة إلى مليون مصل وكانت مساحة المسجد قبل هذه التوسعة (193) ألف متر مربع تستوعب (410) آلاف مصل.

- بلغ حجم الأعمال الإنشائية في المشروع 111.750 متراً مكعباً من الخرسانة المسلحة و12.700 طن من الحديد وتم إنشاء لبشة خرسانية بارتفاع 100 متر مصممة ضد الزلازل كما روعي في الأساسيات أن تتحمل إضافة دور ثالث فوق الدورين الأرضي والأول .

- بلغ عدد الأعمدة بكل طابق بالتوسعة (492) عامودا بقطر 81 سم للأعمدة المستديرة وطول الضلع 93 سم للأعمدة المربعة فيما بلغ ارتفاع الأعمدة في الطابق الأول حوالي (4.70) أمتار وفي الطابق الأرضي (4.30) أمتار، وقواعد الأعمدة المربعة تبلغ أبعادها 102?102?54 أما قواعد الأعمدة المستديرة فهي مسدسة الشكل بعرض كلي 97 سم وارتفاع 54 سم وجميع قواعد الأعمدة مكسية بالرخام، وبالنسبة لارتفاعات أدوار مبنى التوسعة فيبلغ الارتفاع الداخلي لطابق البدروم أربعة أمتار ولكل من الطابقين الأرضي والأول (10) أمتار.

- اشتملت التوسعة على ثلاث قباب بمنتصف التوسعة حيث تشغل كل قبة مساحة 15?15 مترا وبارتفاع حوالي (13) مترا.

- بلغ عدد المآذن بالمسجد الحرام بعد التوسعة تسع مآذن بعد أن كانت سبعاً وبلغ عدد المداخل الرئيسة أربعة مداخل بعد أن كانت ثلاثة، وبلغ عدد المداخل العادية (54) مدخلا بعد أن كانت (27) مدخلا، وبلغ عدد مداخل البدروم ستة بعد أن كانت أربعة، وأصبح عدد السلالم المتحركة (11) بعد أن كانت (7) وبلغ عدد أبواب الحرم (41) باباً بعد أن كانت (27) باباً، وبلغ عدد دورات المياه ونقاط الوضوء (9000) بعد أن كانت (5000) وحدة.

- يبلغ ارتفاع الواجهات الخارجية للتوسعة (20.96) متراً محلاة بالزخارف ومكسية بتداخل الرخام والحجر الصناعي

- تم تكييف المسجد الحرام بإنشاء محطة للتكييف خارج منطقة الحرم بتمديد أنابيب خاصة وعبر أنفاق تحت الأرض بطول ستة كيلو مترات وتزيد طاقة هذه المحطة على (40.000) طن.

التوسعة في عهد الملك عبدالله

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز توجيهاته ببدء تنفيذ مشروع توسعة للمسجد الحرام، وتشمل التوسعة إضافة ساحات شمالية للحرم بعمق 380 متراً، وأنفاقاً للمشاة ومحطة للخدمات.

وتبدأ التوسعة الجديدة للساحات الشمالية للمسجد الحرام من حدود الجهة الشمالية القائمة حالياً للمسجد الحرام، لتضم أجزاء من الأحياء والمناطق القديمة المحاذية للحرم المكي الشريف من جهته الشمالية كأجزاء من أحياء المدعى والشامية والقرارة وبرحة الياس.. وغيرها من المواقع والمسميات القديمة الممتدة من المدعى في الشمال الشرقي للمسجد الحرام وحتى الشامية وحارة الباب إلى الشمال الغربي منه وتعد التوسعة الجديدة، امتداداً للأعمال الكبيرة التي خطتها الدولة السعودية لصالح الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، التي تشمل أعمال التوسعة والأعمار، التي بدأت منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومن بعده أبناؤه الملوك، حتى العهد الحالي.

ومن جانب آخر يتواصل العمل هذه الأيام على مدار الساعة لاستكمال مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة مسعى المسجد الحرام حيث تمت الاستفادة من كامل التوسعة لأول مرة خلال شهر رمضان المبارك الماضي وهي أكبر توسعة يشهدها المسعى على مر العصور.

الجدير بالذكر أن مشروع توسعة المسعى يتكون من 4 طوابق عبارة عن بدروم مخصص للعربات ودور أرضي ودورين أول وثان بطول 350 مترا وعرض 21 مترا ويصبح عرض المسعى الكلي 40 مترا.

وأنجز المشروع على مرحلتين من 3 أدوار و4 مناسيب للسعي متصلة مباشرة بأدوار التوسعة السعودية الأولى للحرم (الأرضي والأول والسطح) ويرتفع دور سطح المسعى الجديد عن أدوار الحرم الحالي ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم متحركة ومصاعد.. وسيتم تأمين 3 جسور علوية بديلة عن التي تم إزالتها بالإضافة إلى ممر للجنائز من بدروم المسعى إلى الساحة الشرقية عبر منحدر ذي ميول مناسبة توفر الراحة وبدأ العمل في إعادة بناء منارة جديدة بارتفاع 95 متراً.

كما اشتمل المشروع توسعة منطقتي الصفا والمروة بشكل يتناسب مع التوسعة العرضية والرأسية وجارٍ تركيب 4 سلالم كهربائية جديدة ناحية المروة تستخدم لتفريغ المسعى من الزائرين بديلة عن مباني السلالم الكهربائية جهة الصفا والمروة مما يؤدي إلى زيادة في المساحة الكلية للمسعى من 29 ألفاً و400 متر مربع للوضع الحالي لتصبح 72 ألف متر مربع بعد التوسعة ويؤمن ممرات سعي كل مستوى علوي في الدورين الأول والثاني لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة مع توافر مناطق للتجمع عند منطقتي الصفا والمروة وتبلغ مسطحات البناء الإجمالية بكافة الأدوار لمناطق السعي والخدمات حوالي 125 ألف متر مربع.. كما تم تركيب وإنشاء عدة أجهزة لترطيب الهواء في الساحات الخارجية على الساحة الغربية بالإضافة إلى زيادة عدد اللوحات الإرشادية الخاصة بمداخل ومخارج المسجد الحرام.

المسجد النبوي الشريف

كانت مساحة المسجد النبوي الشريف في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حوالي (100?100) ذراع حيث قام الرسول بتشييد المسجد في العام الأول للهجرة وأدخل عليه الرسول زيادة أخرى في العام السابع للهجرة.. كما أدخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 17 هجرية زيادة أخرى لتصبح مساحة المسجد 120?120 ذراعاً، وفي عام 29 هجرية أدخل عثمان بن عفان رضي الله عنه زيادة من الجهات الغربية والجنوبية والشمالية لتصبح أبعاد المسجد 170?130 ذراعاً وتوالت زيادة الخلفاء في عهد الوليد بن عبد الملك في عام 88 هجرية والخليفة المهدي عام 165 هجرية وغيرهم حتى أصبحت مساحة المسجد حوالي 1293 متراً مربعاً، كما شهد المسجد العديد من التوسعات في العصر العثماني لتصبح مساحته حوالي (10.303) أمتار مربعة.

التوسعة السعودية

لقد بدأ مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في تنفيذ أول توسعة للمسجد النبوي حيث أعلن عن عزم حكومته على تنفيذ توسعة بالمسجد النبوي الشريف وذلك في يوم 12-8-1368هـ، وبعد استكمال التصاميم اللازمة قام سمو ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز نيابة عن والده الملك عبدالعزيز في ربيع الأول عام 1372هـ بوضع حجر الأساس لتبدأ التوسعة السعودية التي أضافت مساحة تقدر بحوالي (6024) مترا مربعا لتصبح المساحة الكلية بعد هذه الزيادة حوالي (16327) مترا مربعا، وعدد الأروقة (14) رواقا وعدد الأبواب (10) أبواب، وعدد المآذن (4) مآذن بارتفاعات (47.50) و(60) و(72) متراً، وعدد الأعمدة الجديدة (706)، وعدد القباب (170)، وبلغ عدد المصابيح (2427) مصباحاً وبلغ مجموع ما أنفق على هذا المشروع أكثر من خمسين مليون ريال.

ثم توالت أعمال التوسعة السعودية بإضافات جديدة في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله- الذي أضاف مساحة جديدة على مرحلتين بلغت مساحتها حوالي (40.550) مترا مربعا وهي عبارة عن أرض خصصت بجوار المسجد وتم رصفها ونصبت فوقها مظلات وزودت بمكبرات الصوت والفرش والمراوح وذلك في عام 1393هـ، كما أضاف الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله في عام 1397هـ مساحة أخرى على شكل مظلات بلغت مساحتها 43000 متر مربع وتعتبر مشروع الملك فهد لتوسعة وتجديد عمارة المسجد النبوي الشريف هي الأكبر والأضخم وقد تابع الملك فهد لسنوات عدة مراحل تصميم هذا المشروع حتى قام في يوم الجمعة الموافق 9-2- 1405هـ بوضع حجر الأساس لهذا المشروع.. وقد بلغ إجمالي مساحة الدور التي تم نزع ملكيتها لصالح التوسعة حوالي (100) ألف متر مربع وقد بدئ التنفيذ في يوم السبت الموافق 17-1- 1406هـ لهذا المشروع الذي بلغ خمسة أضعاف مساحة المسجد قبل التوسعة التي تم ربطها بالمبنى القديم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد