Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
الذكرى (79) لاحتفاء الوطن
د. إبراهيم بن مقحم المقحم (*)

 

تمر الأيام وتتواصل مسيرة الخير في مملكة الخير (المملكة العربية السعودية) ويشرق علينا هذا اليوم الأربعاء 4-10- 1430هـ الموافق 23-9-2009م، حاملاً ذكرى اليوم الوطني التاسع والسبعين للمملكة العربية السعودية وهذه الذكرى تأتي في هذا العام متزامنة مع العيد السعيد (عيد الفطر المبارك) وأفراحه التي عمت شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها فجاءت الفرحة مضاعفة، ومما يزيد من أفراحنا في هذه المناسبة شفاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين (حفظه الله) وقرب عودته إلى أرض الوطن سالماً معافى بحمد الله، ومما يزيد من أفراحنا نجاح قيادتنا الرشيدة والساهرون على الأمن في إبعاد شبح الإرهاب والإرهابيين عن الوطن ومقدراته وإضعاف أرباب الفكر المنحرف وخطرهم على الوطن وشبابه، وليس بعيداً ما فرحنا به وفرح به كل غيور من سلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من الاعتداء الغادر على سموه في قصره الذي شهد الاستقبال ومبادرة الخير منه ولكنها النفوس المظلمة بالغدر والخيانة فالحمد لله على سلامته، وتجيء هذه المناسبة ونحن نعيش -بحمد الله- في السنة الخامسة من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهم الله- والمملكة تشهد مسيرة تنموية متميزة بكافة المقاييس.

إن أيام الفرحة في بلادنا الغالية لا تعد ولا تحصى ففي يوم السبت 15-9-1430هـ بدأت الدراسة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي يتزامن افتتاحها مع هذا اليوم الوطني التاسع والسبعين للمملكة والتي جاء إنشاؤها بإرادة ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه) ويحضر افتتاحها عدد من زعماء العالم ورجال العلم والفكر والمنظمات المتخصصة في البحث العلمي والتقني المتقدم والبرامج التعليمية المتطورة، ومما جاء في رسالته حفظه الله إبان الإعلان عن إنشائها.. ورغبة مني في إحياء ونشر فضيلة العلم العظيمة التي ميّزت العالمين العربي والإسلامي في العصور الأولى فقد رأيت أن أؤسس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية.. وستمثل الجامعة باعتبارها بيتاً جديداً للحكمة منارة للسلام والأمل والوفاق وستعمل لخدمة أبناء المملكة ولنفع جميع شعوب العالم عملاً بأحكام ديننا الحنيف...

وإنني أرغب أن تصبح هذه الجامعة الجديدة واحدة من مؤسسات العالم الكبرى للبحوث وأن تعلّم أجيال المستقبل من العلماء والمهندسين والتقنيين وتدرّبهم وأن تعزّز المشاركة والتعاون مع غيرها من جامعات البحوث الكبرى ومؤسسات القطاع الخاص على أساس الجدارة والتميز...

إن ذكرى اليوم الوطني الخالدة التي نتذكر فيها كل عام جهود الملك المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) في بناء هذه الدولة المترامية الأطراف، الدولة التي جمعت القلوب والمناطق والمدن والحواضر والبوادي في دولة مترامية الأطراف تحكم بالشرع الحنيف وتتسلق هامات المجد عاماً بعد عام نتذكر ذلك فندعو لمن كان له بعد الله الفضل في ذلك ونتذكر جهوده وجهود أبنائه الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد (رحمهم الله) حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني (حفظهم الله) في استكمال مسيرة الدولة المباركة التي شاع ذكرها في العالم أجمع بفضل السياسة الحكيمة الرائدة التي أعلت شأن المملكة وجعلتها قبلة للمسلمين وبيتاً للعرب ومرجعاً في السياسة العالمية للعديد من القضايا السياسية والاقتصادية التي يأتي الصوت السعودي فيها متميزاً بشهادة الجميع.

ومن نافلة القول الإشارة في هذه المناسبة العزيزة إلى استمرار مسيرة التنمية فعلى الرغم من الظروف الاقتصادية التي عانى العالم منها، فقد سجل مؤشر التنمية صعوداً للعام السادس على التوالي، جاء ذلك في التقرير السنوي لمؤسسة النقد العربي السعودي المرفوع لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الأحد التاسع من شهر رمضان لهذا العام حيث أشار التقرير إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة (4.5%) وتعزيز دور القطاع الخاص الذي سجل نمواً بنسبة (4.7%) وهذه المؤشرات دليل على سلامة التخطيط والقدرة على إدارة الأزمات حتى في ظل الظروف الاقتصادية العالمية.

وتأتي الذكرى العزيزة لهذا العام وتتواصل معها مسيرة الخير فقد صدرت مؤخراً موافقة خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) على إنشاء أربع جامعات جديدة في كل من (الدمام، ومحافظة الخرج، ومحافظة شقراء، ومحافظة المجمعة) لتنظم إلى مثيلاتها من الجامعات التي ازدان بها عقد هذه المملكة، والجامعات في أي بلد هي قمة التطور في التعليم؛ فهي بيت الخبرة والبحث العلمي ومصنع الإنسان وأسس التنمية وخدمة المجتمع، وإنشاء هذه الجامعات الجديدة معناه استمرار مسيرة تطوير المحافظات وتوطين التنمية بها وفتح المجال لقيام تجمعات شاملة تسهم في الحد من التكدس السكاني في المدن الرئيسة وتسهّل أمور المواطنين وأبنائهم، وإذا أضفنا إلى ذلك استمرار برنامج الابتعاث الخارجي وبرامج الإنجازات الجبارة، الاقتصادية والتعليمية والصحية والصناعية والتجارية والتقنية وغيرها والحرص على التنمية المستدامة في جميع القطاعات أدركنا حجم العمل الجبار الذي تبذله القيادة في سبيل الرقي بالإنسان السعودي وتنميته.

هذا قليل من كثير وإشارات عابرة في هذه المناسبة الوطنية السنوية التي ينبغي أن نغرسها في نفوس أبنائنا ليعرفوا قيمة وطنهم واهتمام قادتهم منذ إنشاء هذه المملكة وتوحيد أجزائها حتى العصر الحاضر وما تم بذله في سبيل ذلك من جهد وكفاح وتخطيط سليم مستمر، وتتوافق هذه الذكرى لهذا العام مع بدء العام الدراسي الجديد ولا بد من أن يكون لهذه الذكرى تفعيل في برامج اليوم الدراسي بما يتواءم وقيمة المناسبة وزمنها لأن الطالب يتذكر دائماً المناسبات التي تهتم بها المدرسة أو المعهد أو المؤسسة التربوية التي ينتسب إليها ويتلقى تعليمه فيها من قبل الإداريين والمعلمين الذين عليهم الدور الأكبر في غرس مفاهيم الشريعة الإسلامية الصحيحة في نفوس طلابهم وتوجيههم للتخصصات الملائمة لقدراتهم وغرس مفاهيم الانتماء الوطني لديهم والإشارة إلى جهود القيادة والعاملين المخلصين في الوطن منذ تأسيس المملكة وحتى العصر الحاضر والحرص الدقيق على تحصينهم للوقوف بحزم ضد ما يهدد أمن الوطن أو استقراره من أصحاب الأهواء والأفكار المنحرفة والضالة والإرهابيين الذين يتربصون بوطننا ويستهدفون شبابنا بجميع الوسائل المتاحة لهم بما فيها الإعلام والبث الفضائي وشبكة الإنترنت وغيرها من الوسائل.

والله نسأل أن يديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان والاستقرار وأن يرد كيد الكائدين وشر الأشرار الحاسدين إلى نحورهم، وأن يعيد علينا هذه المناسبة وأمثالها وبلادنا ترفل بنعمة الأمن ورغد العيش ونسأله أن يحفظ لهذه البلاد قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وأن يبقيهم سنداً وذخراً للوطن.

(*)جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد