Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
ميلاد وطن وقصة نجاح
د. سعد الثمالي (*)

 

تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم الأول من الميزان بيومها الوطني تخليداً لذكرى تأسيسها وتوحيدها علي يد المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود- رحمه الله- الذي أعلن تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1351هـ.

هذا اليوم الذي يحكي تأسيس وتطور المملكة ملحمة مبهجة واستثنائية معاً. إنها قصة قائد شجاع وزعيم فذ قاد مجموعة من الرجال المخلصين، الذين أتوا من مشارب مختلفة، وعبروا الصحاري القاحلة، والجبال الوعرة، والأراضي الممتدة لتحقيق الوحدة الوطنية التي ننعم اليوم ولله الحمد بخيراتها. إنها حكاية التغلب على صعاب وتحديات التأسيس الجمة التي يجب أن نحكيها بفخر واعتزاز لأبنائنا وللأجيال الشابة. إنها قصة الإرادة والتصميم والتحدي ومواجهة الصعاب والمخاطر التي تجشمها الملك المؤسس ورجاله لبناء وطن وتوحيد شتات. إنها ملحمة التوحيد والتشييد والإنجاز في وجه العقبات.

لقد وثق المؤرخون وشهود عيان من المسنين البيئة الاجتماعية والثقافية التي كانت سائدة في الجزيرة العربية قبل تأسيس المملكة العربية السعودية. لقد كان الاحتراب والمجاعات والتخلف وفوق ذلك البعد عن قيم الدين الحنيف أموراً شائعة. كما كانت حياة السلب والنهب بين القبائل والعشائر ممارسة وثقافة سائدة تحظي بالتفاخر قبل توحيد المملكة.

إن تاريخ المملكة هو تاريخ بلد عظيم تطور على مراحل مختلفة منذ سنوات التشكل الأولى، مروراً باكتشاف الثروات الطبيعية، وحتى مرحلة النهضة الكبرى الراهنة في التعليم والعلوم والطب والتقنية والصناعة وتحديث الأنظمة والتشريعات في المجالات المختلفة، التي يرعاها ويوجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود- أيده الله. هذه الفترة الزاهرة وهذه المرحلة تتزايد فيها مكانة المملكة الدولية لتضيف بناء شامخاً فوق مراحل التطور السابقة منذ مرحلة التشكل الأولى. في مرحلة التشكل الأولى، وضع الملك المؤسس- رحمه الله- أهدافا سامية لدولته الناشئة، التي أسسها على المبادئ الاسلامية السمحة والعدل والمساواة للجميع. فلقد أقام العدل ليحل بدلاً من الثأر والعصبية، وحقق الأمن والاستقرار بديلاً للخوف والترقب المصاحبين لممارسات وثقافة السلب والنهب، ووطن البادية، وحمى حدود الدولة ووضع أسس دولة معاصرة.

إن قصة نجاح كهذه يجب ان نضمنها قصص الأطفال ومناهج التعليم، ويمكن ان تروى بشكل مشوق وبأساليب مناسبة للفئات الشابة. نعم، يجب أن يعرف الشباب أننا نعيش في بيئه أمنة مطمئنة، وفي رخاء اقتصادي، بفضل الله سبحانه وتعالي، ثم بفضل تضحيات وجهود قائد فذ وجيل من الرجال الأوفياء الذين ذللوا الصعاب، لكي ننعم بوطن أمن مستقر وناجح وسط بيئة إقليمية مضطربة وخطرة.

(*) عميد كلية المجتمع في محافظة رفحاء



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد