Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/09/2009 G Issue 13509
الاربعاء 04 شوال 1430   العدد  13509
اليوم الوطني ومسؤولية الحفاظ على الإنجازات
الفريق/ سعد بن عبدالله التويجري

 

يأتي احتفال المملكة باليوم الوطني ليضع كل مواطن من أبناء بلادنا المباركة أمام مسئوليته في الحفاظ على كل ما تحقق من انجازات على مدار عقود منذ أن نجح الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في توحيد البلاد وإرساء القواعد التي حملت في عهد أبنائه البررة صروح نهضة وضعت المملكة في مصاف الدول المتقدمة ومنحتها موقعاً متميزاً على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية.

ولعل الملمح الأول الذي تجلى في الاحتفال باليوم الوطني هذا العام هو هذا التلاحم الرائع بين الشعب السعودي وقياداته الرشيدة، وهذا الحب الجارف الذي يكنه كل مواطن ومواطنه للأب القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي لا يدخر جهداً في سبيل رفعة الوطن والأمة ولا يكل من تلمس احتياجات أبناء شعبه والعمل على تلبيتها واضعاً نصب عينيه مستقبل الأجيال الجديدة.

وليس غريباً ما نراه من تظاهرات صادقة للتعبير عن هذا الحب من كل أبناء المملكة وهم يشاهدون الأب القائد يضع حجر الأساس لمدن اقتصادية وصناعية أو يفتتح جامعة أو مدرسة في إحدى ربوع بلادنا الحبيبة أو يمد يد العون والمساعدة لفقير أو أرملة أو يتيم أو معاق.

وهذه المشاعر التي يتجدد الإعلان عنها في كل مناسبة، هي مبايعة يجددها الشعب السعودي بكل فئاته لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية..، وهي أيضاً شهادة تقدير واعتراف بنجاح سياسة الدولة السعودية في تنفيذ برامج وخطط التنمية الشاملة والتي ينتفع بمخرجاتها الملايين من أبناء المملكة في جميع المناطق، والتي أثمرت عن نهضة في جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والخدمية.. وارتفعت في ظلالها صروح التقدم والتطور لمشروعات عملاقة تكلفت مئات المليارات.

وما يضاعف من سعادتنا في اليوم الوطني هذا العام، هو ذلك النجاح الكبير الذي تحقق في مواجهة آفة الإرهاب والضربات الموجعة التي وجهتها الأجهزة الأمنية للتنظيمات الإرهابية وهو نجاح يشهد به العالم، ويرى فيه نموذجاً يحتذي في التصدي للعنف والتطرف أمنياً وفكرياً ولسنا بصدد الحديث عن تفرد جهود المملكة في مناصحة الشباب الذين انخدعوا بشعارات ودعاوي الفئة الضالة وإعادتهم إلى جادة الصواب، رغم ما يمثله ذلك من أبعاد إنسانية في توجهات الدولة لمحاربة الإرهاب..

والمتأمل في المشكلات الاقتصادية التي عانت منها كثير من دول العالم بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية على مدار العامين الماضيين، يدرك جيداً حكمة السياسة السعودية، وقوة قواعدها الاقتصادية والتي جنبت البلاد الكثير من تداعيات هذه الأزمة.

والأمثلة على توازن سياسة حكومة خادم الحرمين الشريفين كثيرة ويصعب حصرها في هذا المقام، كما يتعذر رصد كل آثارها الإيجابية في الحفاظ على معدلات مستقرة للتنمية في جميع المجالات، لكننا نتوقف هنا عند الجانب الذي يتعلق بجهود الدولة - رعاها الله - في حماية الأرواح والممتلكات من خلال التطور الكبير في إمكانات وقدرات أجهزة الدفاع المدني والتي منحت هذه الأجهزة جاهزية كبيرة للتعامل مع أي أحداث طارئة، ووفرت مراكز للإيواء في كافة مناطق المملكة، من خلال توفير كل الإعتمادات المالية وفتحت المجال أمام منسوبي الدفاع المدني للارتقاء بخبراتهم وإمكاناتهم العلمية والفنية للتعامل مع أصعب الكوارث والحوادث من خلال الابتعاث الداخلي والخارجي، حتى أصبحت أجهزة الدفاع المدني تضم الكثير من حملة شهادات الماجستير والدكتوراة، والذين يملكون من الخبرات ما يؤهلهم لأداء واجبهم على الوجه الأكمل.. فضلاً عن توجهات سمو النائب الثاني رئيس مجلس الدفاع المدني بضرورة الاستفادة من كل التجارب الدولية المتميزة في مجال مواجهة الكوارث، من خلال التنسيق والتعاون مع أجهزة الدفاع المدني في جميع الدول الصديقة.

وأمام كل هذه الانجازات، تتضاعف مسؤوليتنا جميعاً في الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات.. وهي مسؤولية وطنية يحتمها شرف الانتماء لهذه البلاد المباركة، وبتحملها الجميع بلا استثناء كل في مجاله لنترجم مشاعر الحب والولاء إلى سلوك وعمل يحفظ لبلادنا وحدتها واستقرارها وأمنها ويدفع عجلة التنمية إلى أفاق أرحب لننعم جميعاً بثمارها، ونرسم ملامح مستقبل مشرق للأجيال الجديدة..

وفي احتفالنا باليوم الوطني هذا العام نجدد العهد للقيادة الرشيدة على مواصلة العمل والعطاء لكل ما فيه خير بلادنا وأمتنا، وحماية كل ما تحقق من انجازات لترتفع صروح النهضة عالية خفاقة تحت راية التوحيد الخضراء.

مدير عام الدفاع المدني



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد