الجزيرة - جواهر الدهيم:
تلعب الكتابة دوراً مهماً في التواصل مع الغير, وذلك بواسطة علامات مرئية مخطوطة على الورق أو غيره من المواد. وقبل نشأة الكتابة كان الإنسان القديم يرسم ليصف لغيره ما يعنيه ويشاهده وليحكي ما يعيشه من الحوادث؛ فكان يرسم داخل الكهوف مشاهد الصيد والقتال. وأول ما اكتشفت الكتابة البدائية على جدران الكهوف. والسومريون أول من اخترع أنظمة بدائية للكتابة في القرن الخامس قبل الميلاد, وكانت عبارة عن مجموعة من الرسوم كتبت على لوحات من الطين, وكانوا يستخدمون هذه الرموز في بادئ الأمر لإحصاء محاصيلهم الزراعية وتعداد مواشيهم. وفي مصر حوالي 255 قبل الميلاد بدأت الكتابة الهيروغليفية التي تحولت شيئاً فشيئاً إلى الكتابة العادية السريعة متصلة بالحروف. وفي القرن الثاني عشر تعلّم الأوروبيون صناعة الورق من العرب, وبعد ذلك جاء أهم اختراع يخدم الكتابة وينشرها بين العالم وهو اختراع (جوتنبرغ) للطباعة الحديثة, وحل الورق محل الرقائق كمادة رئيسية للكتابة في الغرب, وتوالت الكتابة عبر العصور ليدخل عصر التكنولوجيا التي بدورها خففت من استعمال الورق فكان الحاسب الآلي.. ولكن هل يمكن أن نستغني عن الكتابة اليدوية؟ من المستحيل ذلك؛ لأنه مهما تطورت الكتابة في عصرنا الحاضر وتقدمت التكنولوجيا يظل الخط الجميل هو المعبر عن كل ثقافة زمنية وكل شخصية, فعن طريق الخط تعرف الشخصية, والخطوط والمخطوطات تحف نادرة تحمل في طياتها الإبداع وروعة الخط؛ حيث نرى في المتاحف خطوطاً جميلة رسمت بكل فن, وفي المتحف الوطني توجد نسخة من القرآن الكريم كتبت بخط غاية في الروعة والجمال, وبأحرف رسمتها يد البشرية التي لا تستطيع أي آلة حديثة رسم مثلها, ومن أجل تشجيع الخط العربي يا حبذا أن يكون بالمتحف مدرسة لتعليم الخط العربي وكتابة المصحف يدوياً وتشجيع الموهوبين خطياً.