Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/10/2009 G Issue 13520
الأحد 15 شوال 1430   العدد  13520
لبن روتانا المسكوب: رؤوس قد أينعت وحان قطافها

 

كتب - المحرر الفني

ربما هذه الأيام هي فترة المخاض التي تشهدها روتانا للصوتيات ودخولها عنق الزجاجة حيث يتحسس غالبية فنانيها الذين تجاوز عددهم المائة رؤوسهم خوفاً من سقوطها تحت مقصلة (الوداع) الأبدي في وقت يرى المراقبون للشأن الروتاني أنه شتاء قارس قد يغطي جليده أسماء شهيرة ويخرجها من لعبة الاحتضان الذي دام سنوات، وانتهاء زمن الدلال والبذخ.

السيد سالم الهندي، وهو يعتبر رأس الشركة الأول في موقف لا يحسده عليه أحد بين إرضاء هذا والصد عن ذاك وتغليب مصلحة الشركة التي باتت تلح عليه بالتحرك سريعاً لوقف الكم والبحث عن الكيف، وهو ماضٍ كما علمنا من داخل ممرات الشركة ومكاتبها أنه عاقد العزم على التمسك بالشجاعة وركن العواطف جانباً لتسريح فنانين وفنانات فرحت الشركة بانضمامهم ذات (احتفال)، وملأ توقيعها معهم العقود الوطن العربي وضاقت بهم الصحف، وهو الذي يعي اليوم كيف ألقت العاصفة الاقتصادية برياحها على النسق الفني للشركة وأربكت مشاريعها التي كانت تعتزم فعلها ولخبطت أوراقها.

لطالما قال الجميع بأن سالم الهندي لا ينظر إلى الوراء لكنه اليوم يحتاج إلى زرقاء يمامة ليحسن اختيار الخارجين والباقين والداخلين واستقبال العام المقبل بربح، بل هو اليوم أشد الناس حاجة لسماع صوت العقل القائل بأن أغلب سكان روتانا من فنانين وفنانات هم الحلقة الأضعف في اللعبة وأنهم (عالة) انتصبوا على قارعة الطريق فعطلوا مسيرة شركتهم.

في روتانا كل شيء (مفضوح) وهي الشركة الأكثر أعداء ومثلهم محبون، لكن آن لإمبراطورية روتانا أن تسرح من لا يقدمون شيئاً وأن يخلع (الهندي) نظارته التي لبسها طويلا من علو ليرى الأشياء على طبيعتها، وأن يعلم بأن الحياة (دول).

روتانا ضلت طيلة السنوات الماضية تبتلع في الفنانين من كل مكان صغيرهم وكبيرهم حتى الذين انتقلوا إلى أرشيف التأريخ ثم صبت اهتمامها على النجوم الذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين، وأصبح البقية جماهير (صامتة) ينتظرون الفرج دون أن يلوح في أفقهم بصيص أمل يخرجهم من عزلتهم.

لا نريد لسالم الهندي اليوم أن يبكي على اللبن المسكوب ولا البحث عن حبات العقد المفروط وما زال الوقت رهناً بخبرته ومعرفته بواقع السوق ومتطلباته ونصب عينيه ربح الشركة وفائدتها، ونحن معه أن يخفف (كثيراً) من سكان شركته حتى يتمكن من الإمساك بالدفة دون ضجيج.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد