Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/10/2009 G Issue 13523
الاربعاء 18 شوال 1430   العدد  13523
آمالنا كبيرة في أبحاث جامعة الملك عبدالله
نهر (الرمَّة).. وغابات الصحراء.. وجنان الرُّبع الخالي

 

تابعت ما كتب في هذه الجريدة في العدد الصادر يوم السبت 8-10-1430هـ حول المشروع الاستثناء والمشروع الرائد.. والحلم.. جامعة الملك عبدالله.. وقد سرني أن هذه الجامعة بنيت للوطن ولبيئة الوطن.. جاءت أبحاثها وبرامجها لخدمة الوطن ومفصلة عليه وابتهجت لأنها ستهتم بدراسة الثروة المائية واستخدام مياه البحر.. وأتمنى أن تدرس الجامعة هذه المقترحات:

1- بحث إمكانية تسييل نهر -طبيعياً أو صناعياً- في وسط الجزيرة العربية وليكن وادي الرمة.. حيث إن طبوغرافية هذا الوادي ومناسيبه المختلفة وطبيعته الجيولوجية وفروقات المناسيب بين أوله وآخره تساعد كثيراً على مثل هذا المشروع.. بهذا المشروع البحثي الهام يمكن الحصول على نهر جار في وسط صحراء قاحلة.. هذا النهر يمكن أن يكون وجهة سياحية صيفاً لأهالي وسكان المملكة، حيث إن منابع وادي الرمة في منطقة عالية نسبياً من هضبة وذات نسمات باردة في ليالي الصيف.. ووجود سطح مائي جار في هذا الموقع سيمكننا من الحصول على مشهد رائع للمياه وهي تنساب من أعالي الجبال إلى أسفل وادي الرمة (منطقة القصيم).. وما دام أن جامعة الملك عبدالله تهتم بالبحوث في مجالي الطاقة والمياه فإنني أرى أن تتم دراسة إنشاء (محطة تحلية احتياطية) في منطقة قريبة من مباني الجامعة وعلى سواحل البحر الأحمر لتدفع بالمياه المحلاة (مليون م3) يومياً إلى أعالي جبال السروات (منابع وادي الرمة) ليتم تخزينها خلف سد ضخم لتكون خزاناً بطاقة 10 ملايين م3.. تتم الاستفادة منها في معظم أوقات السنة لتغذية مدن المنطقة الغربية بالمياه المحلاة.. وتكون كمحطة احتياطية في حالة عطل المحطة المغذية للمنطقة الغربية، ولأنه بالإمكان إسالة وادي الرمة بطول 100 كم وعرض 100م بما مقداره 10 ملايين م3 يتم تخزينها خلال 10 أيام من الضخ.. وبالإمكان إسالة هذا الوادي أكثر من مرة ولنفترض أنها 20% من أيام السنة لتكون مشهداً وموقعاً سياحياً رائعاً في وسط الجزيرة العربية، بل إنه بالإمكان الاستفادة من هذه المياه للزراعة على ضفاف الوادي، حيث إن أعالي الوادي هي تربة بركانية خصبة جداً للزراعة ولكن لا توجد مياه على الدرع العربي للزراعة ويمكن استغلال هذه المياه لإنتاج غلات وفيرة مثل الخضار والتمور بزراعتها على ضفاف هذا الوادي بل إنه بالإمكان بحث زراعة محاصيل تعيش على المياه المالحة في هذه التربة الخصبة.. وجامعة الملك عبدالله خير من يبحث مثل ذلك ودراسة الجدوى الاقتصادية (سياحياً وزراعياً) في حالة استخدام مياه محلاة، كلياً أو جزئياً لإسالة هذا الوادي.

2- إن المياه هي أساس الحياة والجامعة من أسسها دراسة الثروة المائية. وحيث إننا بلد صحراوي كان يعتمد على زراعة القمح في أمنه الغذائي.. ثم تم إيقاف زراعة القمح ورفع الدعم عنها بعد نضوب بعض مواقع المياه الجوفية.. ولكن ليس لدينا دراسة صريحة وجادة ودقيقة حول مخزون المياه الجوفية ومتكوناته وكمياته التي أودعها الله في باطن الأرض يجب دراسة احتياطاتنا من المياه الجوفية كما تتم دراسة (مكامن النفط).. فالماء سلعة أغلى من النفط وحسب بعض الدراسات فإن رمال الربع الخالي تسبح على بحر من المياه العذبة التي تكونت في باطن الأرض في العصور المطيرة، حيث كان الربع الخالي (غابات) وأنهار جارية. فإذا تمت دراسة هذا المخزون فإنه يمكن أن يكون الربع الخالي (جنة غناء) وسلة غذاء للمملكة ومصدر رخاء اقتصادي وأمن غذائي وتطور هائل لهذه البلاد.. إنني أتمنى أن تتم دراسة تأهيل الربع الخالي باستخراج كنوزه ومياهه وتحويله إلى جنان وبساتين ومدن مأهولة بالسكان تخفف العبء السكاني على المدن المزدحمة.. وليس هناك أقدر على مثل هذه الدراسة الهامة مثل (جامعة الملك عبدالله) وليكن ذلك من أوائل مشاريعها وتطبيقاتها.

3- بما أن للجامعة دوراً في دراسة البيئة فإنني أتمنى أن تقوم هذه الجامعة بدراسة ظاهرة التصحر البيئي وقلة الغطاء النباتي، وأتمنى أن أرى غابات خضراء حول مدننا الصحراوية تحميها من الزحف الصحراوي وزحف الرمال وثوران العواصف التي تلقي بالأتربة والغبار على المدن.. وفي المدن القريبة من البحار يمكن زراعة غابات من النباتات الظليلة التي تعيش على المياه المالحة مثل (المانجروف) الذي يعيش على شواطئ البحار مشكلا غابات.. حتى وإن تطلب الأمر ضخ هذه المياه من البحار فإن تكلفة ذلك ستكون قليلة مقارنة بالناتج المحلي لمثل هذه الغابات.. فستكون (مصدات طبيعية) يمكن زراعتها حول الطرق السريعة مثل طريق (الرياض - الدمام) وستكون هناك منتزهات خضراء ظليلة حول المدن.. هذه الجامعة ذات رسالة وطنية خالدة يحكيها شعارها ورسالتها.. وأتمنى من معالي وزير البترول والثروة المعدنية (د. علي النعيمي) ومعالي رئيس شركة أرامكو المهندس خالد الفالح دراسة مثل هذه الرؤى وتفعيلها، ولا أخالهما إلا ملتفتين إليها وإن كانت أمراً طبيعياً فهما رجلان يفيضان وطنيةً وإخلاصاً.

م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد