Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/10/2009 G Issue 13523
الاربعاء 18 شوال 1430   العدد  13523
من مقاصد علم الشريعة رفعة علمائها

 

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اطلعت على ما نشر في هذه الجريدة حول منزلة العلماء في العدد (13099) وأقول إن من المعلوم أن من مقاصد الشريعة رفعة مكانة علمائها، قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (9) سورة الزمر، ويقول الله جل في علاه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (11) سورة المجادلة، فمن وقر العلماء للعلم الذي يحملونه فقد حقق مقصداً من مقاصد الشريعة، والمسلمون بحمد الله يثقون بعلمائهم ويرجعون إليهم استجابة لأمر الله تعالى: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (83) سورة النساء. ولذا فإن جهودهم عظيمة مشهودة، لا يمكن أن يقلل منها أو تبخس، فمن جهودهم النصيحة للأمة، وعدم تقديم العقول على النصوص، والتحذير من البدع والمنكرات، وتعظيم نصوص الشريعة، وتصديهم لفتنة الخروج على طاعة ولاة الأمور، وكشف الشبهات، ومعالجة الخلافات الأسرية والزوجية، وإبعاد المجتمع عن الشقاق والنزاعات، وتحذير الأمة من الخمور والمخدرات، والوساوس والاضطرابات، والمعاملات الربوية، ووقفتهم في محاربة الإرهاب، وإبعاد البلاد عن آثار الفكر التكفيري والتغريبي، فما من فتنة إلا وتصدى لها العلماء بالبيان والنصيحة، وعلماء الشريعة هم ورثة الأنبياء، وحراس العقيدة، ناصحون للبشرية، مشفقون على الإنسانية، يحرصون على مصالح الأمة، من وقرهم رفعه الله، لحومهم مسمومة، ومن أذلهم أذله الله، وفضح سريرته، ونزع من قلوب الناس هيبته، وأضعف قوته، وسلط عليه من يذله ويهينه، وجعله عبرة لمن يعتبر، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ففي الحديث القدسي يقول الله جل في علاه: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)، والله عز وجل يقول: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) المجتمع لا غنى له عن دور العلماء في التوجيه والإصلاح، والتنمية والأمن والاستقرار، علماء الشريعة درجتهم عالية في الدنيا والآخرة، طاعتهم فلاح ونجاة، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ..) (59) سورة النساء فهم أحد صنفي ولاة الأمر (العلماء والأمراء) ولولاة الأمر حفظهم الله دور كبير في تكريم العلماء وتقديرهم، فلقد قال سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز يحفظه الله في الجامعة الإسلامية إن الدولة السعودية دولة السلف الصالح منذ أن قامت، فأول ما اهتم به مؤسس الدولة الأولى، الإمام محمد بن سعود، هو كتاب الله وسنة نبيه، ووضع يده بيد الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقال منك العلم ومني نصرة العلم، فتعاونا على الحق والتقوى، فقامت الدولة السعودية الأولى وحققت وحدة هذه الأمة، ثم الدولة الثانية التي أسسها الإمام تركي بن عبدالله، ثم الدولة السعودية الثالثة التي أسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فوثق العلم وأدخل العلماء من كل مكان ليفقهوا الناس ويعلموهم أمور دينهم ويصححوا كل أمر خاطئ.

سعود بن صالح السيف - الزلفي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد