Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/10/2009 G Issue 13523
الاربعاء 18 شوال 1430   العدد  13523
فلنبعد البذور.. والخرز.. وقطع العملات المعدنية.. عنهم!
أخطار استنشاق وبلع الأجسام الغريبة لدى الأطفال

 

الأجسام الغريبة والأطعمة التي يتم استنشاقها في مجرى الهواء أو بلعها واستقرارها في ممرات الطعام تمثل مشكلة صحية خطيرة خصوصاً لدى الأطفال تحت سن الخامسة. فقد تعرض العديد من الأطفال إلى مضاعفات ثانوية بما في ذلك التهاب الرئة وأنواع أخرى من الأمراض الصدرية مما يستدعي تنويمهم في المستشفى لفترات طويلة. كما يمكن أن يتعرض الطفل المصاب إلى مضاعفات أكثر خطورة قد تؤدي إلى الوفاة.

ما هي الأجسام الغريبة التي تعتبر خطيرة؟

إن أكثر الأجسام الغريبة التي يشيع استنشاقها من قبل الأطفال هي أنواع مختلفة من البذور، فبذور دوار الشمس وبذور اليقطين وبذور البطيخ، تشكل أكثر من 50% من الأجسام الغريبة التي يتم استخراجها من مجاري الهواء، أما حبات الفول السوداني فتحتل المرتبة الثانية من بين الأجسام الغريبة التي يشيع استنشاقها أو بلعها حيث بلغت نسبة الحالات التي أصيبت بها 17% تليها الأجسام البلاستيكية وأنواع أخرى من المكسرات والعظام. وقد اشتملت الأجسام الغريبة الأخرى على الخرز وقطعة من سلسلة ذهبية ومسمار صغير قصير. أما قطع النقد المعدنية فهي إلى حد كبير أكثر الأجسام الغريبة التي يشيع بلعها وتعلقها في ممرات الطعام لدى الأطفال، وعادة ما تستقر في أعلى المريء خلف الحنجرة مباشرة. وتشتمل الأجسام الشائعة الأخرى على عظم السمك وعظم الدجاج وقطع كبيرة من الأطعمة الصلبة والمجوهرات مثل الأقراط.

العلاج

يتطلب علاج هذه الحالة إلى تنويم الطفل بالمستشفى وإخضاعه للتخدير العام وإجراء عملية التنظير الشعبي أو تنظير المريء، حيث يتم فيها إدخال أداة معدنية مضيئة تشبه الأنبوب عن طريق الفم والحلق وتتقدم في مجرى الهواء إلى أن تصل إلى الرئتين أو المريء، ثم يتم تعيين موضع الجسم الغريب ويتم التقاطه وسحبه بأدوات خاصة، كما أن التطور الذي حدث في صناعة المعدات والأدوات الطبية قد سهّل هذه العملية، وإذا لم يتم إحراز أي نجاح لإخراج الجسم الغريب بهذه الطريقة فإنه سيلزم إجراء عملية أخرى ربما يُفتح فيها أو يزال جزء من الرئة.

لا تتأخر في مراجعة الطبيب لتلقي العلاج اللازم.. فإذا أصيب الطفل فجأة باللهاث أو الاختناق أثناء الأكل يجب أن يؤخذ إلى غرفة الطوارئ فوراً، حتى لو اختفت الأعراض بعد وقت قصير. ففي كثير من الحالات التي يبلع فيها الطفل جسماً غريباً فإنه يتعرض لنوبة قصيرة من الضيق التنفسي، يليها فترة طويلة تظهر خلالها أعراض بسيطة أو لا تظهر فيها أعراض قط، لذا من المهم تشخيص وجود الجسم الغريب في أسرع وقت ممكن لأن التأخير كثيراً ما يؤدي إلى حدوث مضاعفات.

الوقاية

يمكن منع حدوث مثل هذه الحالات 100%، فالبذور والمكسرات وقطع الطعام الصغيرة يجب ألا تترك أبدا على طاولات منخفضة أو على الأرض حيث يمكن أن يصل إليها الأطفال الرضّع والأطفال الصغار، وكذلك يجب الاحتفاظ بقطع النقد المعدنية والمجوهرات والمسامير والأجسام الصغيرة الأخرى بعيداً عن متناول الأطفال، ويجب إزالة البذور بعناية من البطيخ والفواكه الأخرى قبل تقديمها للأطفال الصغار، كما يجب إزالة العظم من السمك والدجاج بعناية أيضا. وطحن اللحم أو تقطيعه إلى قطع صغيرة. وبزيادة الوعي العام لدى الناس وفهمهم للطبيعة الخطرة لمثل هذه الحالات يصبح بالإمكان تخفيض معدلات حدوثها على نحو كبير.

د. خديجة غالية
أخصائية طب الأطفال والرضع



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد