Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/10/2009 G Issue 13524
الخميس 19 شوال 1430   العدد  13524
كوع المدرس و(زرقة) المدير!
د. محمد أبو حمرا

 

العطلة الصيفية حق مشروع للطلبة؛ وهي فترة استراحة من لهاث عدة أشهر؛ وحينما تبدأ العطلة المدرسية تبقى مدرسة الطلاب خالية تماماً؛ ويعلوها الغبار طيلة مدة الإجازة رغم عقد التنظيف مع الشركة التي تضع عاملاً أو اثنين لخدمتها.

دخلت إحدى المدارس الابتدائية أثناء العطلة؛ حيث وجدت الباب شبه موصد؛ أي أنه مفتوح على استحياء؛ فوجدت بعض المدرسين في غرفتهم جالسين وكأنهم في عزاء؛ كل واحد قد وضع كوعه على ركبته ووضع قبضة يده على خده واستسلم لنوم متقطع؛ ويسمونه غفوة ذيب.. فتح أحدهم عينيه وحياني؛ فصحى الباقون؛ وكانت صحوتهم على ضحكتي العالية؛ حيث قلت له: أأنتم في عزاء هنا. لماذا أنتم جالسون دون عمل؛ وكأن على رؤوسكم الطير؟

قال أكثرهم نكتة: جئنا نسلي مديرنا الذي خرج وسيعود؛ وكما ترى نحن مثل أم العروس مشغولة خالية!!

قيل لي أنه مطلوب من المدرسين الدوام لمدة كذا خلال العطلة الصيفية؛ وشاركنا في الحديث أغلب المدرسين الذين يندبون حظهم في عطلة تلاميذهم؛ حيث قال أحدهم: وش يبونا نسوي؟ بس نرقد فيذا؛ ما عندنا شغل؛ كل اللي يخصنا أنهيناه؛ ليه ما نعطل؟

ومثل قول هذا قال جاري المدرس في مركز التدريب المهني؛ حيث حدثني أنهم يداومون أغلب العطلة الصيفية ولا متدربين لديهم؛ فقط لمجرد الحضور للمبنى فقط.

ويبرز في مسألة هؤلاء المدرسين والمدرسات والمدربين والمدربات (إن كان هناك مدربات) وهو: ما الجدوى من بقائهم دون عمل يذكر ما دام أن عملهم متعلق ومنوط بالتدريب أو التدريب وشؤونه وشجونه وقد أنهوا ما يخصهم ولا أحد لديهم يقومون بتدريسه أو تدريبه؟

ولماذا لا يوضع ترتيب أو تنظيم يخص إجازة هؤلاء بحيث يتمتعون مع طلابهم وأولادهم بحيث تعود عليهم بالنفع ومعرفة أجزاء بلادهم خلال الصيف؛ أي أن يكون لديهم فرصة لكي يسافر أحدهم بأسرته خلال الإجازة التي تمتد أشهرا؛ بدلاً من تقطيعها وتقسيطها عليهم وجعلهم مرتبطين بمدرسة وجدران لا أحد فيها؟

وإذا كان هؤلاء يتبعون نظام الخدمة المدنية الذي ينص على أن إجازة الموظف محددة بعدد كذا من الأيام في السنة؛ فلماذا لا يوضع لهم تقنين خاص بهم وبمن يماثلهم؛ لأن الواقع والممارس يقول ذلك؛ بعكس المادة التي تحدد الإجازة. أم أن المسألة فيها ضرر أو إضرار لا نعرفه نحن العامة؛ وله عارفون ومطبقون؟

وكيف يعطون مسمى إجازة خاصة بهم بينما هم يعملون فيها وتحسب عليهم؟

المسلة فيها كثير من الغموض في تفسير مضمونها أو مفهومها؛ لكن كل يفسر حسبما يليق به هو.

فاكس: 2372911


Abo_hamra@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد