قمرٌ تَوَسّطَ نجمتينْ

عرشُ الذي أهواهُ فوقَ العشبِ

عشبيٌّ هواهْ

ورضاهُ ماءُ الوردِ

ورديٌّ رِضاهْ

وهوالذي أهواهُ

غطّى بالغيومِ نخيلَهُ،

وروى،

وصبّ سيوفَهُ الإثنينِ في قلبِ الهوى:

سيفٌ يُغازلُ نخلةً

سيفٌ يُبادلُها الجَوى،

والنخلةُ السمراءُ بينهما:

يَفيضُ دلالُها،

وجمالُها:

شَهْدٌ على غنجٍ يميلُ،

وشالُها:

سَعَفٌ على خدِّ السيوفِ

يسيلُ

إنْ سالت عناقيدُ الصَّبابةِ؛

فارتوى

رملُ النوى

ألقُ السيوفِ ووجهُهَا:

قمرٌ توسّطَ نجمتينْ

شوقُ الرمالِ تبثّهُ

عينٌ لِعَيْن..

وسماءُ من أهواهُ

مُشْرَعَةٌ على ألقِ الجنى

رُطَبُ الغوايةِ طيبٌ،

والتمرُ من روحي دنى،

وأنا،

ومن أهواهُ:

قَطْرُ سحابتينْ

ولأنني أهواهُ:

خبأتُ البروقَ بكفّهِ

طوّقته بي حين تمّ،

وما أتمّ عناقَهُ

حتى امتزجنا غيمتينْ

أمطرتُهُ؛

فهمى،

وأمطرني مساءً،

فضةُ الأحلامِ تُشبهُهُ،

وأشعل شمعتينْ

وغفى على عشقي،

فما أيقظتُهُ

حتى أفاقَ وضمني؛

فضممتهُ ضمّ الغرامِِ لعاشقَينْ

واخضرّ بيني؛

فاحتضنتُ ربيعَهُ،

ولثمتُ زهرَ رمالهِ

- شوقاً-

وقبّلتُ السنى المعقودَ بين الحاجبينْ..

عسلٌ هواهُ،

وسكّرٌ يهمي لمَاهُ،

أُحبُهُ:

شفتاهُ إنْ راودتُها

أيقظتُ نومَ الوردتينْ..

يا مَنْ تملّكني هواهُ

فصرتُ رهنَ المحبسينْ؛

كالنخلةِ السمراءَ في عرشِ الذي أهواهُ

يأسرها هوى السيفينِ مجتمعينِ

يسرقها لجينٌ من لجينْ..

يا مَنْ يُبللني اخضرارُ نداهُ:

أنتَ الذي أهواهُ

عاشقةٌ أنا

والعشقُ دَينْ

أحلى ديوني:

عينُكَ الأحلى؛

تُغازلني،

وتحضنُ خيمتي

ظمآنةٌ لهواكَ

فاروِ من رحيقكَ غيمتي،

واسقِ عطاشكَ -في الهوى-

من ماءِ زمزمَ شربتينْ

يا طاهرَ الحرمينِ

قِبلةَ روحيَ الأولى،

وثاني القِبلتينْ:

يا مَنْ عشقتُ التثنياتِ؛

لأجلِ عينيه اللتينِ

تُسبَّحانِ كناسكينْ

يا مَنْ عشقتُ التثنياتِ؛

لأجل سيفيهِ اللذينِ

إذا دنى غيمُ السلامِ

تراقصا كحمامتينْ:

أنا لا أحبكَ مرّةً

إني أحبكَ:

مرّتينْ.