Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/10/2009 G Issue 13524
الخميس 19 شوال 1430   العدد  13524
تحية إليك سجاني
شيرين الرفاعي *

 

عندما يعصف الموقف بحنايا الماضي التي حاكتها أحلام المستقبل البعيد تتصارع الأحلام مع ماضيها وتنحني عند هرم مستبد أصم أعمى.كان قد اعتاد المبيت بين دخان جثث محروقة بعد أن قضت عليها طعونه.اعتاد أن.. يناقش ويناقش ليقتل بسلاطة لسانه ماتبقى من قوة عصفور متعب وصل لتوه من بلاد ماخلف البحار... مقنعا العصفور بالدخول برضى إلى سجن نسجت أحلامه الوردية جدرانه..فيما حاك السجان حدود قضبانه.غنى العصفور كل يوم بلغة وطنه... أغاني أهله... وحنين حنينه.. معتقدا أنه سيستشرف في يوم النور... ويبصرُ في يوم ضوء الظلام فعقد عزمه على الغناء والغناء لسجانه... الذي كان قد اعتاد الرحيل منذ زمن... وزمن غير قصير..

لذلك كنت دائماً ومن صميم قلبي.. أرسل لك تحية سجاني أغرقتي في كأس ماء... بقيود البيروقراطية كبلتني... وبسوار الروتين شبكتني... مصيري ارتبط بمفتاحك العظيم... مفتاح التسلط والهيلمان... رسمت مستقبلي بألوان دخان سجائرك الرمادية... وكلمة الرفض هي من أروع أسرارك وأكثرها دبلوماسية... كم أنت رائع وأنت تبتسم... وأنت أروع وأنت غاضب... تصدر أوامرك وأنت مدرك أنها سترسم دربي... ومع هذا أنت لست مكترث... ومع مجادلتي الخجولة المتعبة... أصبح أكثر مهلكة... حلمي كان طير تمتد أجنحته لتغطي نور الشمس يحلق متنصرا ًعلى ارتفاع السماء... يحلق مسيطرا ًعلى بقاع الأرض... وعلى دموع الزمان... لاينام ولايرتاح... حتى يصل إلى ذاك العنوان... البعيد خلف سفوح المستحيل... طيري كان طائر مبحر في محيطات النسيان... بلا حدود بلا قيود... بلا مفاتيح لزنزانته بلا جدران لحدوده... لطالما تغلب على المستحيل... وسخر من ماضيه الأليم... تحيه لك سجاني... عليت أسواري... أغلقت أبوابي... انتزعت شبابيكي... ودفنتها مع أحلام طيري في حقل ألغامك الرمادي... كم هي طويلة القمة التي كنت أطمح بتسلقها... ومع امتلاكك مفاتيح القرار أدرك أني لن أصل أبدا... سأبقى في وادي الدموع والشكوى... لأرفع لك الكثير الكثير من المذكرات... فهي سكيني الصغيرة لتفكيك قيودي... وتوسيع حدود حدودي... لذلك... ومن جديد... سأقول... تحية لك سجاني.

* إعلامية سعودية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد