Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/10/2009 G Issue 13524
الخميس 19 شوال 1430   العدد  13524
أشجار هذا الحزن ماء

 

سفحٌ تمهّدهُ الرياحُ لجدولٍ

قد لا يطولُ غيابهُ..

ليلٌ تسرّبهُ الشموسُ لعابرٍ

فُرضتْ عليه ثيابهُ..

ونماذجُ الكفِّ التي كانت ستُقرأُ من شمال الصفحةِ ال.. سُكِبَتْ

لذاكرةٍ ستُهدى

كلما تاهتْ مشاويرُ المهاجر للمعالم في طريقٍ

يستحيلُ إلى طريقْ..

هو ذا الصديقْ..

ها أنتَ وحدكَ، في الطريق إلى الصديقْ

هبني وهبتكَ بعضَ بعضي، يا صديقي، وابتعدْ

كيما يطولُ بيَ الطريقْ

دعني وشأنك بعضُ شأني،

سوف ألعقها جراحاً.. كنتَ تعرفها معي

ولسوف ينتفضُ التعارفُ بيننا..

لم تختلف أعمارنا، إلاّ بقدر البوح والكتمانْ

لكنّ أشواطاً قطعناها معاً

عضّتْ على شفتيْ كلينا أن: (توقَّفْ)،

إنما.. لم يستطع منّا أحدْ

(هي ذي بلادٌ في الشوارعِ،

لا شوارعُ في بلدْ)..

فلتمضِ يا بعضي إلى بعضٍ تخطى بيَ كلَّ مرتكنٍ قصيٍّ

واستحالَ قلادةً لم تعتنقْ عنقاً سوى الفقدانْ

فلتنتظرْ في داخلي يا أيها الإنسانْ

قد آن للحرمان أن يجتثَّ ظلِّيَ من بقاع الأرضِ والأنحاءِ والأشياءِ

يسردُ للشواطئ مفرداتِ الغابةِ الشوكاءِ والوردِ المثلّجِ والعِصيِّ الناعماتِ

كما القوارير العصية منتهىً

حتى على الكسرْ

كسرٌ هو الإيقاع!

فاكسر ضلوعكَ في ضلوعي، أيها المُجتثُّ منّي، واحتملْ

من فوق طاقتك التي.. كم ذا تجاوزنا بها كلَّ احتمالٍ، واحتفلْ

هو ذا اختيارُكَ، واختبارُكَ، فافتعل ما شئتَ

من أجل انكسارٍ أعظمٍ قد يستحقُّ الكبرياءْ

أو يستحقُّ بأنْ نجرّبه معاً،

حتى نحضّ على البقاءِ، ولا نفرّط في البكاءْ!

أشجارُ هذا الحزنِ ماءْ

والماءُ مرآةٌ لنا..

والماءُ سورٌ حولنا..

والماءُ جسرٌ، إنما.. كم ذا سيفصلُ بيننا.

كم ذا سيبقى الماءُ ماءْ..؟!

فيصل أكرم - أكتوبر 2009


f-a-akram@maktoob.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد