Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/10/2009 G Issue 13524
الخميس 19 شوال 1430   العدد  13524
(علي الصوينع) أمين مكتبة الملك فهد الوطنية:
لا إرباك في أرقام الردمد والردمك

 

حوار - عبدالحفيظ الشمري

تسعى مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض إلى مد جسور التواصل مع القارئ والمطلع في أي مكان، فهي التي تؤكد دوما أنها تبذل كل ما هو جديد ومناسب من أجل قيام منظومة آلية تخدم المطبوعة الوطنية، لتسهل على الناشر والمتلقي مهام البحث عن أي جديد.

كما أن مكتبة الملك فهد الوطنية مؤسسة معلوماتية وثقافية مفتوحة للجميع بما يشمل الاختصاصيين من الباحثين في كافة مجالات المعرفة العلمية، وهذا ما نلحظه من نوعية وفئات المستفيدين الذين تخدمهم المكتبة ويزورونها باستمرار، كما أن المثقفين مدار اهتمام المكتبة منذ تأسيسها.

وحول جملة من القضايا والأسئلة حول مهام المكتبة كان لنا هذا الحوار مع سعادة أمينها الأستاذ علي الصوينع الذي جاء على هذا النحو:

* ما الذي سيكون عليه أداء مكتبة الملك فهد الوطنية بعد خطوات التوسعة الجديدة في مرافقها؟

- لا شك أن التوسعة الكبيرة في مباني المكتبة ستحدث تطورًا ملموسًا في أعمالها وخدماتها، مما سيكون له أكبر الأثر في التوسع الكمي والنوعي للأعمال التوثيقية التي تقع ضمن اختصاصات مكتبة الملك فهد الوطنية في مجالات الإيداع وحفظ الإنتاج الفكري الوطني وحماية التراث؛ إلى جانب التوسع الكبير في البرامج المعلوماتية والثقافية الموجهة إلى خدمة الأفراد والمجتمع. ويمكن بالتحديد الإشارة إلى أن التوسعة تتجاوز نصف المساحة الحالية، وتشمل حيزًا كبيرًا لتخزين المقتنيات ومناطق العمل الإداري للإدارات القديمة والحديثة وإيجاد مرافق وتسهيلات أرحب لمناطق الخدمات المعلوماتية والثقافية بما يشمل مبنى جديدا مستقلا للفرع النسائي وخدمة الباحثات. كما سيكون لذلك أثر في التطور الإداري وإعادة هيكلة المكتبة لتستوعب وحدات ومهام جديدة في مجالات عمل المكتبة التوثيقية والمعلوماتية والتوسع في استغلال التقنية الحديثة، كما تسعى المكتبة إلى التوسع في أنشطة إبداعية غير تقليدية من الفعاليات الثقافية، مما يؤدي إلى نشر الثقافة وتعزيز الانتماء بتراثنا الوطني الذي تصونه مكتبة الملك فهد الوطنية وتمثله بفخر واعتزاز.

* يلاحظ أن هناك شبه ازدواج بينكم وبين مراقبة المطبوعات بوزارة الثقافة حول الترقيم المعياري والدولي ولماذا لا يكون توحيد للنشاط من قبل المكتبة؟

- لا أعلم بوجود أي إرباك في تركيبة استخدام الرقم المعياري الدولي للكتاب أو الدوريات؛ فأرقام (ردمك، ردمد) مقننة بشكل موحد على المستوى الدولي وتصدرها مكتبة الملك فهد الوطنية جاهزة للاستخدام مع أدلة إرشادية مطبوعة لاستخدامها من قبل الناشرين، ونحن نقوم بتوزيع أدلة الأرقام المعيارية مجانًا على الناشرين ولم نلحظ مشكلات كبيرة في تطبيق أو استخدام الأرقام المعيارية، كما أن تعاون إدارة مراقبة المطبوعات بوزارة الثقافة ساهم بشكل فاعل في زيادة حرص الناشرين على استخدام الأرقام المعيارية الدولية والفهرسة أثناء النشر التي تظهر خلف صفحة عنوان الكتاب السعودي؛ إلى جانب إيداع نسختين من كل ما يصدر بالمملكة بتعاون ومتابعة فروع وزارة الثقافة والإعلام. ولا شك أن تعاون وزارة الثقافة والإعلام أسهم بشكل جيد في نجاح إيداع الكتاب السعودي وتوثيقه.

* لماذا لا يتم ترقيم الكتب التي يصدرها المؤلف السعودي حينما ينشرها في الخارج؟

- الكتاب السعودي الذي يُنشر خارج المملكة العربية السعودية يتم إيداعه في المكتبة الوطنية بطريقة نظامية عن طريق المؤلف السعودي أو الناشر السعودي الذي يرغب في الحصول على شهادة إيداع لحماية حقوق المؤلف، علمًا بأن التسجيل والفهرسة قبل الطبع يستلزم الحصول على الفسح من وزارة الإعلام؛ إلى جانب أن الملحقيات الثقافية والتعليمية في جميع أنحاء العالم تقوم مشكورة بإرسال بحوث الماجستير والدكتوراه للطلبة السعوديين بعد تخرجهم من الجامعات الأجنبية حيث يتم سنويًا إيداع أكثر من ألفي أطروحة ورسالة علمية من الجامعات السعودية والجامعات الأجنبية بجميع اللغات. أما الأعمال المنشورة خارج المملكة التي لا يتم إيداعها من قبل المؤلفين؛ فتقوم المكتبة برصدها والحصول عليها عن طريق التزويد، وذلك لأغراض حصر الإنتاج الفكري السعودي وتوثيقه أينما نشر حيث ينشر سنويًا ما يقرب من سبعة آلاف عنوان جديد، منها نسبة لا بأس بها من المؤلفات السعودية المنشورة خارج المملكة وبلغات عدة.

* لماذا لا تسهم مكتبة الملك فهد الوطنية في رعاية المؤلفات والنشر للكتاب السعوديين من خلال عمل المحاضرات والندوات، وتأمين نسخ من كتبهم وإصدارتهم أي كان نوعها بقصد التشجيع؟

- الحقيقة أن مكتبة الملك فهد الوطنية حسب إمكاناتها واختصاصاتها ساهمت في رعاية المؤلفات ونشر الكتاب السعودي منذ تأسيسها، وذلك من خلال أعمالها التوثيقية والمرجعية حول صناعة الكتاب والنشر وتوفير البيانات والإحصائيات عن حركة التأليف والنشر والترجمة، مما أسهم في التعريف بالكتاب السعودي ونشره على نطاق واسع؛ إلى جانب قيام المكتبة بنشر الكتب السعودية المتخصصة في علوم المكتبات والمعلومات والتوثيق ومصادر التاريخ السعودي والتي تلقى رواجًا لدى المتخصصين، كما تشارك المكتبة سنويًا بمعارض الكتب الخارجية التي تتجاوز عشرين معرضًا عربيًا ودوليًا، كما أن لدى المكتبة برنامجا ثقافيا قويا في الإهداء وتبادل المطبوعات مع المؤسسات العلمية المحلية والخارجية إلى جانب شراء نسخ من بعض إصدارات المؤلفين السعوديين وتوزيعها على مستوى عربي ودولي من خلال البرامج التعاونية الثقافية التي تتولاها المكتبة مع المكتبات الكبرى والمنظمات الدولية التي لها علاقات بالمكتبة الوطنية، كما أن على مكتبة الملك فهد الوطنية التوسع في تعزيز دور الكتاب المطبوع ومكانته، لاسيما في ظل الظروف الصعبة المحيطة بصناعة الكتاب الورقي وتشييع القراءة مما يجد منافسة شرسة من تقنية الاتصالات المعلوماتية والفضاء الإلكتروني.

* أستاذ علي.. للمكتبة دور بارز في رعاية العمل الثقافي والمعرفي، فما تقويمكم للمرحلة السابقة من عمر المكتبة؟

- يمكن الجزم بأن إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية جاء مواكبًا للتطور التنموي والثقافي الذي شهدته المكتبة خلال العشرين سنة الماضية؛ بل إن تأسيس المكتبة أسهم بدور كبير في سد فجوات ثقافية ومعرفية لا يمكن لأية مؤسسة ثقافية أخرى أن تفي بها إلا المكتبة الوطنية، وذلك بما قامت به المكتبة من لم شتات الإنتاج الفكري السعودي المفرق لأكثر من قرن وحفظه وإيداعه ثم توثيقه وفق المواصفات والتقنيات الحديثة، مما أسهم في حفظ تراث البلد وخدمة الباحثين وتوفير الجهود والأموال الطائلة في تقديم تسهيلات البحث وتوفير المعلومات التي يحتاجها الأفراد والمؤسسات. وليس من المبالغة القول بأن مكتبة الملك فهد الوطنية أرست البنية الأساسية للمخزون الثقافي والمعرفي للمملكة العربية السعودية وأن الرصيد المعرفي الذي بنته المكتبة لا يقدر بثمن بل تزداد قيمته مع زيادة استثماره واستخدامه من قبل الباحثين وطلبة العلم الذين يتجاوز عددهم مئة وعشرين ألف باحث كل عام. ومع هذا ينبغي أن نشير إلى أن كل مرحلة تحتاج إلى دراسة وتقييم بما يواكب المستجدات الثقافية والتطورات المتسارعة في تقنية تخزين المعلومات واسترجاعها مما تخطط له المكتبة. وبمتابعة رئيس مجلس أمناء المكتبة، يتم الإعداد لدراسة تقييم أعمال المكتبة وإنجازاتها واستشراف احتياجاتها المستقبلية التي تواكب التنمية الوطنية.

* ما الذي تقدمه المكتبة لرعاية المثقفين والأدباء بالمملكة؟

- ينبغي التأكيد على أن مكتبة الملك فهد الوطنية مؤسسة معلوماتية وثقافية مفتوحة للجميع بما يشمل الاختصاصيين من الباحثين في كافة مجالات المعرفة العلمية، وهذا ما نلحظه من نوعية وفئات المستفيدين الذين تخدمهم المكتبة ويزورونها باستمرار، كما أن المثقفين مدار اهتمام المكتبة منذ تأسيسها، حيث تسعى إدارة الشؤون الثقافية إلى التواصل المستمر مع المثقفين والمؤلفين في الكثير من المجالات المتخصصة في التوثيق والسير الذاتية والترشيح للجوائز العربية والعالمية والتاريخ الشفهي والإهداء وتبادل المطبوعات وفي المعارض واللقاءات الثقافية. أما مجال العمل الثقافي المكرس والاهتمام بالمثقفين والكتاب، فهو مجال رحب لكثير من المؤسسات المتخصصة والمعنية بالثقافة، وكانت المكتبة من الهيئات السباقة لإقامة المحاضرات والندوات والتواصل مع المثقفين في مجالات ولقاءات متعددة، ضعفت في السنوات الأخيرة لأسباب كثيرة؛ منها: كثرة الأنشطة المتاحة، وحرص المكتبة على عدم تكرار البرامج الثقافية المتشابهة لدى مؤسسات أخرى مما يحد من الإقبال عليها؛ إلى جانب انشغال المكتبة بأعمالها المعلوماتية والتوثيقية الأساسية وتوقف العمل بسبب بدء الأعمال الإنشائية في توسعة المبنى الجديد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد