الجزيرة الثقافية - القاهرة
العناوين المثيرة للكتب الصادرة حديثاً في مصر مثل: (الحتة بتاعتي) لأحمد عطا الله، و(اعمل عبيط) لجمال الشاعر، و(الواطي) لمحمد غزلان، و(طظ فيكم) لإيهاب طاهر وغيرها أثارت جدلاً كبيراً في أوساط المثقفين المصريين الذين رأوا في هذه العناوين ظاهرة غريبة ودخيلة على صناعة الثقافة، وتشير إلى نوع من الإسفاف والابتذال، وأكدوا أن هذه العناوين تهدف فقط للإثارة ولا تتعلق بمضمون الكتاب. وألقى مثقفون باللوم على الناشرين الذين يعتبرون العناوين المثيرة نوعا من الخروج على المألوف يحقق رواجا تجاريا ولكنه يسبب في الوقت نفسه تراجعا ثقافيا.
وأضافوا أن بعض هذه العناوين مثل (طظ فيكم) مبتذل ويزيد الكاتب عليه في مقدمة الكتاب بقوله (طظ في القارئ اللي هيشوف الكتاب ومش هيشتريه"، وطالبوا كلاً من المؤلفين والناشرين بالتفريق بين الابتذال ومحاولة وضع عنوان غريب أو مثير، مشيرين إلى أن العناوين المثيرة تنقسم إلى نوعين، الأول عنوان سهل ولكنه لا يعبر عن المضمون مباشرة، والثاني عناوين تستخدم بقدر كبير من الابتذال والإسفاف ولا تتواءم مع ذوق بدائي، وإذا كان الكاتب يبحث عن رواج تجارى فلابد له ألا ينزل إلى مستوى القراء، وأكدوا أن العنوان ينبغي أن يكون جامعا مانعا لما يحتويه الكتاب، فالقارئ يتجه نحو موضوعات بعينها يقصدها ويبحث عنها، ولكن العناوين المثيرة تخاطب قارئ يبحث عن التسلية.
في الوقت نفسه دافع مؤلفو هذه الكتب عن العناوين التي اختاروها لها مؤكدين أنها عناوين بسيطة تناسب القارئ العادي واستخدمها العديد من الكتاب في كتاباتهم الساخرة، ونفوا أن تكون عناوينهم بعيدة عن مضمون الكتاب، مشيرين إلى أن معظم الكتاب حالياً يلجئون للعناوين المثيرة لأن الكتابة الساخرة انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل أكبر من ذي قبل، وأوضحوا أنه في عصر الحرية الفكرية من الطبيعي أن تشيع الفوضى في كل المجالات وتظهر طائفة من الكتاب الطفيليين، والقارئ في النهاية ذكى ويستطيع التمييز بين الجيد والرديء.
