Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/10/2009 G Issue 13536
الثلاثاء 01 ذو القعدة 1430   العدد  13536

لماذا لم يُكرموا؟
السديري ومنديل والجاسر وابن خميس والجهيمان والثميري وأبن زبن رموز حفظت التراث

 

مدارات - خاص

لا ترثه فاليوم بدء حياته

إن الأديب حياته بمماته

شعر انطبق على حال الأمة العربية برمتها، فإن كان البيت يقصد بأن الأديب له تركة باقية تبقي ذكره إلا أننا نقول بمعنى آخر إن الأديب لا يُكرم إلا بعد موته فلم يُكرم لدينا إلا الموتى، ولا يحظى الأديب عادة بتكريم يسعد به إلا بعد مماته ليعلقه أبناؤه تذكاراً يحيي لهيب الشوق في فقيدهم.. ولدينا في ساحة التراث الشعبي والشعر عمالقة ضحوا بالوقت والجهد والمال في سبيل لمّ التراث وحفظه وتقديمه بشكل مرموق ومتقدم.

كثيرون منهم رحلوا عن دنيا الفناء بلا تكريم، وبقي منهم واحد أو اثنان يعيشون في غربة زمن وليس في غربة وطن.

إذا ما مضى القرن الذي أنت فيهم

وخلفت في قرن فأنت غريب

أسماء أدبية شامخة ومؤلفات قيمة زاخرة بقيت وما زالت مرتعاً لمن أراد التأليف بشكله السهل ينقل من هذا ويصوّر من ذاك حتى يصبح مؤلفاً من تركتهم.

وتمر الأيام والسنون ويتساقطون كأوراق شجرة خريف باهتة وهم لم يفتحوا أفواههم للحصول على تكريم ولم يسعوا له ولكن هم الأحق بذلك، وإن كان كرم بعض منهم على جانب الأدب الفصيح فلم يكرموا على جانب الأدب الشعبي، فالجنادرية مثلاً ذلك الكرنفال الذي حمل أمس التراث والثقافة لِمَ لا يلتفت بوجهه الجميل في كل حالاته لينالوا جزءاً من حفاوة؟.. أو أين وزارة الإعلام وهي التي احتضنتهم وقدموا بها برامج ولقاءات من تكريمهم؟.. أو جمعية التراث والثقافة؟.. فكل التكريم الذي حظوا به هو إما من حفلات مناطقية أو قنوات فضائية.

الأمير محمد السديري وحمد الجاسر ومنديل الفهيد وعبد الله بن خميس وعبد الكريم الجهيمان وعبد الله الثميري ومحمد بن زبن وآخرون قدموا للشعر وأهله والتراث خدمات جليلة وكتباً ومؤلفات وصفحات استمرت ولكن لم يأخذوا منا إلا إطراء على استحياء إن حصل مجال لذلك الإطراء وإلا فسيتم تجاوزهم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد