Al Jazirah NewsPaper Friday  30/10/2009 G Issue 13546
الجمعة 11 ذو القعدة 1430   العدد  13546
للرسم معنى
لهاث الأسعار
محمد المنيف

 

لا نختلف على أن كل من يمتلك موهبة في الفنون التشكيلية بمختلف فروعها يرى نفسه الأفضل والأبرز مهما كانت سنوات عمره الفني أو حجم خبراته أو حضوره على الساحة، إلا أن هناك فارقا كبيرا في حال التصنيف بين فنانين لهم باع طويل في الساحة وسيرة ذاتية ملئت بالمناسبات والمعارض تتجاوز المئات، منها ما تم إنجازه في المحيط المحلي أو منها الحضور الدولي مما يجعل لأعمالهم وزنا وقيمة تتناسب مع ذلك الجهد بغض الطرف عن قبولنا أو رفضنا لأساليبهم التي تتفاوت في مستوى تميز العمل، وبين فئة مبدعة أعمالها متميزة لكنها لم تصل إلى ما وصل إليه أولئك السابقون عمرا ومساهمات، وأخرى ثالثة وهي فئة الشباب الجديد على الساحة القادم بتجارب لا زالت غير مستقره فيها ما يستشرف منه ملامح التميز القادم ومنها ما يفضح افتقاد الموهبة.

هذه الفئات بكل تنوعاتها واختلافاتها ليس لها تصنيفا تقنيا وثقافيا يبني عليه مستقبل الساحة التشكيلية، أو وضع حلول ما تواجهه المؤسسات الرسمية أو الخاصة في جانب التقييم المادي (تسعيرة للوحات) خصوصا عند الإعلان عن مشروع لتجميلها والذي يفترض أن تشرف عليه جهة معنية بالفنون لتقييم العمل بناء على معايير تحفظ لكل مستوى حقه؛ لئلا تفتقد بسببها مثل هذه الفرص المفيدة للفنان وللفن، فكثير ما نشاهد مبالغة في الأسعار على أعمال متواضعة قدمها تشكيليون مبتدئون تعادل أسعار فنانين لهم تاريخهم منها ما قام به أحد هؤلاء الناشئة من وضع خمسين ألف ريال لعمل لا يتعدى مقاس أضلاعه المتر بينما وضع بجانبه لوحة بضعف الحجم ثمنت بنصف القيمة لفنان مخضرم تنتشر لوحاته في مواقع مهمة.

بالطبع في مثل هذا الاندفاع في المبالغة بالأسعار من بعض الناشئين أو الكبار له من السلبيات الكثير على الساحة من أهمها تراجع تلك المؤسسات وحتى الأفراد عن اقتناء العمل لتشكيلي السعودي ولهذا نحن بحاجة لنمسك العصا من منتصفها لكسب فرص التجميل بما يتم من أسعار لا يهضم فيها حق الفنان ولا تفقد فيها الفرصة، ويعطى لكل ذي حق حقه بين فنان وضع بصمته وأسلوبه وبين ناشئ قد لا يستطيع تكرار عمل الذي حظي بالإعجاب في إحدى الفرص.

كما أن على تلك المؤسسات أو الأفراد إن نظروا بعين الاعتبار إلى أن إبداعات الفنان السعودي تعد ثروت وطنية بجب تقديرها ودعمها وتقديمها على أي عمل مستورد.

لقد كان لي حوارات واستنتاجات من مسؤولين ومؤسسات عن أبرز التشكيليين وعن أعلى سعر للوحة السعودية، وكنت منافحا ومدافعا، لكنني أتبعتها بالعتب على أحبتي رفاق الدرب من التشكيليين المغالين في أسعارهم التي صدمت هؤلاء.



monif@hot mail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد