في حديث ودي مع كثير من الشباب والكبار أيضاً حول ما يخططون إليه وما يسعون لتحقيقه، وجدت أن أصول التفكير سليمة لدى أكثرهم إلا أن وسائل تحقيق الأهداف غير جيدة، ومليئة بالتشاؤم واليأس، وبعد تحقيقٍ وتدقيق وتقوية لعزيمة الشاب ورفعاً لمعنوياته رأيت بشائر الخير تنطلق وأولها التفاؤل وحسن الظن بالمجتمع.

ويا ليت أن كل إنسان يضع له هدفاً ثم يسعى في تحقيقه، سواءً كان الهدف دينياً أو دنيوياً، فإنه إذا عزم على فعل الشيء حققه، وأما إذا كان ما يريده مجرد أوهام وأماني فلن تتحقق.

ومن الصور التي نراها وبكثرة رغبة الكثير من الشباب بل والكبار أيضاً في تملك منزل سكني، ونجده لا يحقق ذلك إلا بعد الخمسين من عمره، مع العلم بأنه يرغب في ذلك من أيام العشرينيات من عمره، وإذا بحثت في نفسه وجدت أنه يريد منزلاً دون أن يسعى في تحقيق متطلباته، لكن لو أنه وضع ألفي ريال من كل مرتب مخصصةً لشراء منزل لاشتراه خلال فترة وجيزة، بل على الأقل سعى في تحقيق ما يريده.

ومما يعين الشخص على تحقيق أهدافه تحقيق الهدف تحديداً واضحاً وترتيب الأهداف حسب الأهمية، والسعي في تحقيق أهمها ثم الذي يليه وهكذا.

ويأتي بعد ذلك تحقيق وقت معين لتحقيق الهدف، فلا يترك المجال مفتوحاً فإن ذلك يؤدي إلى التأخر في إنجاز العمل وتحقيقه.

وللمجتمع دورٌ هامٌ في تحقيق الأهداف أو عدمها، حيث إن هناك أناساً قد تعلموا فن التحطيم والتحبيط وتدمير المعنويات، فالكل فاشل في نظرهم، والكل يسعى للفشل عندهم.

وهناك أيضاً فئة أخرى على العكس من هذه الفئة، فالكل ناجح، والكل يسعى للنجاح، فالناجح والفاشل ناجحان عندهم، وهذا أمرٌ خاطئ لا ينبغي فعله.

فالواجب على من يريد النجاح وتحقيق أهدافه العيش في مجتمع يُقدِّر لأهل القدر قدرهم، ويعرف لأهل الفضل فضلهم.

ولذلك أخي حدد هدفك الذي تريد ثم حدد وقتاً لتحقيقه ثم عيّن الوسائل التي ستصل بها لما تريد ثم اعقلها وتوكل.

والله ولي التوفيق.