يحتفل معهد الإدارة العامة قريباً بإذن الله بذكرى تأسيسه الخمسين وهو مشوار حافل بالعطاءات والإنجازات..

وقد تحقق من إنشاء المعهد الكثير؛ فقدم للوطن العديد من الكوادر الإدارية الفذّة التي تواصل العطاء، أو تلك التي رحلت عن دنيانا بعد مشوار من العطاء..

كما ساهم المعهد في رفع كفاءة الكوادر الوطنية في كافة القطاعات، من خلال دوراته المستمرة والتي لا تتوقف.. ويُعد معهد الإدارة صرحاً أكاديمياً متميزاً في الإدارة والتخطيط والتطوير.. وإنني بهذه المناسبة العزيزة علينا أقترح أن يحوّل معهد الإدارة إلى جامعة متخصصة في العلوم الإدارية يطلق عليها جامعة الملك عبد الله للعلوم الإدارية ليكمل عقد المنجزات التعليمية في المملكة والتي بلغت في فترة زمنية قصيرة 26 جامعة، ونتوقع المزيد في عهد الخير والنماء والتطوير.. وأتمنى إذا تحقق هذا الاقتراح، أن تخصص الجامعة الجديدة في منح درجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم الإدارية فقط وتترك درجة البكالوريوس لبقية الجامعات الأخرى.

وهذا المعهد (الجامعة) أولته الدولة عناية خاصة وهامة فأوكلت إدارته إلى رجال أكفاء ساهموا في المحافظة على القيم والأسس التي من أجلها أوجد هذا المعهد قبل خمسين عاماً.

ويتميّز هذا الصرح الشامخ منذ نشأته بثقافته التنظيمية العالية ذات المعايير الدقيقة والتي تبرز ملامحها في ما قاله معالي الدكتور عبد الرحمن الشقاوي, مدير المعهد الحالي: إنّ الثقافة التنظيمية هي مجموعة القيم والمعايير والسلوكيات وأساليب التعامل والمعاملة التي تصدر عن موظفي المعهد ويلمسها المتعاملون معه والمجتمع المحيط به.. قد أدرك معهد الإدارة العامة مبكراً أنّ الثقافة التنظيمية هي الأساس لنجاح عمليات التحول والتطور والعمل وفق أسلوب الجودة الشاملة الذي تسعى إليه المنظمات، لذلك تبنّى المعهد جملة من المعايير والقيم والسلوكيات التنظيمية، وحرص على التطوير المستمر لموارده البشرية بمختلف مستوياتهم وبناء الشخصية المسئولة لديهم من خلال إكسابهم المعارف والمهارات والقيم الإدارية المختلفة التي من شأنها إيجاد وتعزيز الرقابة والالتزام والمحاسبة الذاتية المنعكسة في سلوكهم، ويكاد يتفق موظفو معهد الإدارة على أنماط سلوكية ومعايير تجعلهم يفكرون ويتصرفون بنفس المبادئ والقيم مثل: (الانضباط، الإنجاز، الالتزام بالوقت، المظهر المناسب، روح الفريق ... الخ).

وما أتمنى أن يتحقق لهذا الصرح تحويله إلى جامعة للعلوم الإدارية باسم جامعة الملك عبد الله للعلوم الإدارية كما أشرت فيما سبق. وأرجو أن يتحقق ذلك؛ فهو معهد عريق يستحق أن يكون جامعة.