مدارات - خاص
الأمسيات الشعرية كانت في وقت سابق طموح أي شاعر، بل هي تتويج لنتاجه الشعري والأدبي. ولكن مؤخرا شاهدنا كثيرا من الشعراء ممن اصبحوا مطلبا مستمرا للجماهير فتبادر إلى الذهن هذا السؤال:
هل كثرة الأمسيات التي يحييها الشاعر مقياس نجوميته؟
وهل المقابل المادي حق مشروع له؟
توجهنا للشاعر محمد الحويماني فأجاب:
أغلب الأمسيات بذاتها وعلى ما هي عليه الآن لا تدل الا على تردي حال الذائقة وانشغالها عن الشعر بأشياء أخرى غير الشعر كالشيلات الصالح والطالح منها والمسرحة المفرطة للقصائد. وكسب المادة من الشعر في الأمسيات الرسمية حق مشروع للشاعر أما الأمسيات الخاصة من وجهة نظري فالكسب المادي فيها أمر يتنافى مع الشعر.
***
أما شاعر النظم والقلطة سلطان المنصوري فأوضح أنها ليست مقياسا لنجاح الشاعر، لأن هناك محسوبيات وعلاقات ومصالح خارج الشعر ربما تكون هي السبب في تعدد أمسية شاعر دون شاعر. ولا شك أنه حق مشروع للشعراء وذلك بناء على مجهود وتعب الشاعر.
***
أما الشاعر سالم بن جخير فعلق بقوله: على العكس الشاعر الناجح لا يظهر لمجرد الظهور ويحرص على الجديد دائما أو يفضل الابتعاد؛ لان كثرة الظهور لمجرد الظهور بداية النهاية.
ولكن هناك شعراء المادة أساسية عندهم دائما فيقبل بأي امسية وأي زمان وأي مكان حتى لو كانت مقبرة!
نعم حق مشروع إذا كانت الامسية مدعومة من جهة حكومية وأنا اعني المهرجانات الكبرى.
أما أنا فلا احرص على المادة أبدا خصوصا فالمناسبات الخاصة.
أما الأمسيات العامة فأعتبرها حقا مشروعا وأنا لم اطلب من أحد مبلغا ماليا ابدا ابدا ابدا.
***
فيما كان للشاعر سطام بن شفلوت رأي حين قال: الأمسيات لغة تواصل بين الشعراء والجمهور ولكن كثرتها لا تعني نجاح الشاعر، فمهما سلط الضوء على الشاعر في الأمسيات يبقى مع الحضور تقبل الجمهور لشاعرية الشاعر والشاعر الناجح هو الذي يثبت نجاح أمسياته وهو المجدد في الطرح أمام الجمهور لان المتلقي هو معيار النجاح وليس مجرد المشاركة.
ومن حق الشاعر أن يستثمر شاعريته في التسويق لإنتاج فكره في طرح لالبوماته أو مشاركاته التي تخدم انتشاره للوصول إلى الكثير من الناس وجني أرباح مادية وهذه سياسة الإعلام في استثمار الشعراء فكيف علي الشعراء.
***
في حين كان للشاعر والإعلامي سالم صليم طرح بأن كثرتها ليست دليل نجاح بل هي دليل (فضاوة) الشاعر واستماتته في الظهور باستمرار وجمع المال. وإلا كيف نفسر قبول بعضهم لخمس دعوات وأكثر في شهر واحد بما فيها أمسيات الأعراس معدومة القيمة.
***
أما عن مكافأة الشاعر فهي حق مكتسب ولا اختلاف حول أحقيته لها، غير أن الشاعر الذي يقنن حضوره أجدر بها من (المشافيح) من الشعراء.
