Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/11/2009 G Issue 13552
الخميس 17 ذو القعدة 1430   العدد  13552
سوانح من الذكريات لإخوان نحبهم ويحبوننا (4)
د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ

 

صحيفة رسالة الجامعة التي يصدرها قسم الإعلام بجامعة الملك سعود تحتفي قريباً، بصدور العدد 1000، تلكم الصحيفة الجامعية، أول صحيفة جامعية في مملكتنا الغالية. مختبر ومركز تدريب الطلاب على العمل الصحفي ذلك

العمل الشيق والشاق في الوقت ذاته. هذه الصحيفة التي أشرف على تحريرها عدد من الإخوة الزملاء سواء ممن رأسوا قسم الإعلام أو من الإخوة أعضاء هيئة التدريس، وبحكم رئاستي لقسم الإعلام لثلاثة أعوام وبالتالي مشرفاً على تحريرها وإدارتها في الفترة من 1400- 1403هـ تطفلت على العمل الصحفي الذي ليس تخصصي في ذلك الوقت أو في هذا الوقت وتعلمت الكثير من خلال مزاولتي له وعملت مع إخوة أفاضل في الصحيفة بعضهم الآن أعضاء هيئة تدريس ومنهم الدكتور محمد الأحمد والدكتور تركي العيار والدكتور عبدالعزيز بن سلمه والدكتور فهد الخريجي والدكتور بكر إبراهيم والدكتور خالد الحلوه، وغيرهم.

خطت رسالة الجامعة بحق خطوات متميزة وبلغت مرحلة من النضج وقامت وتقوم بمهمتها ودورها المناط بها، وهذا بفضل من الله ثم بتضافر الجهود المبذولة ضمن قسم الإعلام وما تقدمه الجامعة ممثلة في إدارتها من تأييد، فعلى سبيل المثال كانت الصحيفة تطبع في مطابع شركة اليمامة التابعة لمؤسسة اليمامة الصحفية حتى العدد رقم 156 في أواخر سنتها السادسة ومنذ ذلك العدد، الذي يوافق 26 من شهر ذي الحجة من عام 1401هـ، والرسالة تطبع في مطابع الجامعة. وتمت طباعة ذلك العدد لأول مرة في مطابع الجامعة بالدرعية وكان من ضمن تجهيزات المطابع قسم أعد خصيصا لصحيفة رسالة الجامعة.

ومن حيث المحتوى ومحاولة تحقيق ما يتطلع إليه قارئ الصحيفة احتوت الصحيفة على صفحات متخصصة وزوايا وأعمدة ثابتة ومن ذلك الصفحات المرتبطة بمجتمع الجامعة والتحقيقات والصفحة الرياضية وهنالك توازن في مادتها. وأتاحت الصحيفة وتتيح للطالب وعضو هيئة التدريس والمسئول فرصة التعبير عن رأيه وطرح وجهة نظره في قضايا متعددة، فكم من القضايا التي أثيرت وخصصت لها الصفحات والأعمدة لمعالجتها. ومن الأعمدة التي لا أزال أتذكرها عمود للطالب (حينذاك) تركي العيار (الأستاذ في قسم الإعلام، والملحق الثقافي في جمهورية كوريا الجنوبية في الوقت الحاضر) بعنوان: (عاجل جداً) الذي كان يتناول فيه العديد من القضايا الهامة والتي في أغلبها تتعلق بالطلاب. وهنالك عمود الدكتور عمر الخطيب (رأي للمناقشة) وعمود (رؤى) لكاتب هذه السطور.

أما قصة صدور صحيفة رسالة الجامعة فارتبط بأول مؤتمر علمي تعقده الجامعة تحت عنوان: (رسالة الجامعة)، وقرر أن تكون الصحيفة بهذا الاسم، وكان ذلك المؤتمر في عام 1394هـ. أنشئت الصحيفة كمجال لتدريب طلاب قسم الإعلام فيها من خلال بعض المقررات الدراسية في خطة القسم لها علاقة بموضوعات التحرير والخبر والإخراج الصحفي، وكذلك ما يتعلق بمقررات في مجالات الصحافة المحلية والدولية والعلاقات العامة. وفي عام 1425هـ احتفلت الصحيفة بمرور ثلاثين عاما على صدور العدد الأول منها، وبصدور عددها الألف تكون ابنة الخمسة وثلاثين خريفاً، تاركة ماضيا مجيدا ومستقبلا مشرقا بحول الله تعالى.

انطلقت الصحيفة في مستواها الإخراجي، شكلا ومضمونا، عندما أدخلت المادة الإعلانية عليها وأصبحت مصدر دعم للصحيفة نفسها ولبعض نشاطات القسم وفي الوقت نفسه كون الإعلان مادة علمية للطلاب من ذوي الاهتمامات الإعلانية والإخراجية ومجال العلاقات العامة. واقتحمت رسالة الجامعة ممثلة في الموهوبين من الطلاب عالم (الكاركتير) الواسع ومن هؤلاء على سبيل المثال الطالب خالد الحلوة الذي أتحفنا برسومه المعبرة عن ما يدور في المدينة الجامعية وفيما يخص الطلاب في المقام الأول. وكان ذلك الكاركتير متوارياً بين صفحات الصحيفة وبداخلها إلى أن أثبت نفسه واحتل جزءاً بارزاً من الصفحة الأخيرة فيها.

واشتملت هيئة تحرير الصحيفة، أثناء الفترات التي أشرفت فيها على تحريرها وإدارتها، على أسماء لامعة في الساحة الأكاديمية والصحفية في الوقت الحاضر، فكان من أعضاء هيئة التحرير ومن تعاقب عليها في تلك الفترة: تركي العيار وهاني وفا وعثمان غمسان الغامدي وأحمد سالم باعشن وعبدالرحمن العميري وأحمد الديحان وصالح الحميدي ومجدي الصحاف وغيرهم كثير. هؤلاء مع زملائهم في قسم الإعلام أسهموا إسهامات جيدة وأتيحت لهم فرصة العمل الصحفي من خلال مجتمع الجامعة بطلابه وأساتذته وهيئته الإدارية.

بعد إدخال الإعلانات في الصحيفة نتج عن ذلك أمور عدة: تدريب الطلاب على فن تصميم الإعلان الصحفي وتحريره وتكليفهم بمهمة تحصيل الأجور الإعلانية، مع منحهم نسبة منها مقابل ذلك. كما أن الريع كان يورد إلى صندوق الخدمات العامة في كلية الآداب ويأخذ قسم الإعلام النسبة الكبرى من ذلكم الريع ويصرف منه للعاملين في مطابع الجامعة أجور خارج دوام مقابل عملهم في طباعة الصحيفة كل نهاية أسبوع لتصدر صباح كل سبت، ومن ثم توزع داخل الجامعة وداخل الرياض وخارجها، بل خارج المملكة للملحقيات الثقافية وسفارات المملكة في أنحاء العالم، وفي فترة لاحقة أوكل توزيع الصحيفة إلى مؤسسة متخصصة.

وتمت عملية توزيع الصحيفة بطريقة تقليدية لعدد من السنوات، كان يقوم بها سائق تابع للقسم، وكانت مسألة توزيع الصحيفة تشكل صعوبة بالغة واجهها المتعاقبون على الإشراف على تحريرها وإدارتها. ولم يكن هناك إعلانات في الصحيفة ثم بدأ بها في الملز. وكانت إدارة التحرير والعاملون بها في مبنى مستقل غير بعيد عن المبنى الرئيسي لكلية الآداب.

صحيفة رسالة الجامعة وسيلة فاعلة تدريباً وتوجيهاً وصقلا لمواهب الطلاب وقدراتهم ومن خلالها تعلموا الكثير، أرجو لهم التوفيق والنجاح في أي موقع هم فيه في الوقت الحاضر، وتمنياتي للصحيفة كل تقدم وازدهار وللقائمين عليها المزيد من النجاحات، وفي اعتقادي أن البذرة الأولى لهذه الصحيفة نمت وترعرعت وأصبحت شجرة وارفة الظلال يتفيأ في ظلالها طالب العلم والموهوب والمثابر ومن يريد أن يخدم هذا الوطن المعطاء من خلال هذه المؤسسة العلمية المتميزة.

ألف مبروك مرة أخرى على العدد الألف من صحيفتنا المفضلة (رسالة الجامعة)، اللهم وفق العاملين المخلصين لما تحبه وترضاه إنك سميع مجيب للدعاء، والله الموفق وهو المستعان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد