Al Jazirah NewsPaper Friday  06/11/2009 G Issue 13553
الجمعة 18 ذو القعدة 1430   العدد  13553
يا منتجي المياه لا تسقونا ماء البرومات

 

سعادة رئيس تحرير جريدتنا الغراء (الجزيرة) المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في يوم الأربعاء الموافق 9 ذي القعدة 1430هـ طالعتنا الجريدة في عددها رقم 13544 بأن أمانة منطقة نجران منعت أحد مصانع المياه بحي الحصين من توزيع منتجه للبيع لأخذ عينات من المنتج وتحليلها في المختبر والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي؛ وذلك لكي يتم التقيد بنسبة (البرومات) في المياه المنتجة، وهي (10 في المائة). وقد سبق هذا الخبر خبر مماثل لمصانع أخرى عبر صفحات الجريدة. وكذلك أشار الخبر إلى أنه طُلب من بقية المصانع الطلب نفسه وعدم توزيع المنتج حتى يتم التأكد من صلاحيته. وهنا وقفة تساؤلات:

- ألا يكفي القائمين على تلك المصانع وغيرها من المصانع في مجال الغذاء وغيره من الإنتاج فيما يخص صحة الإنسان ولا غنى له عنه، ألا يكفيهم أن الإنسان قد كفل لهم الإضرار بنفسه من خلال العادات غير الصحية في الغذاء؛ فيزيدون الطين بلة بأن يسقوهم ماء غير صالح للاستهلاك الآدمي؟!

- ألا يكفيهم ما يتعرض له الغذاء العالمي من زيادة نسب الإضافات لكي تكفل لهم الربح المادي، متناسين المسؤولية أمام الله وأمام أنفسهم والمجتمع؟!

- ألا يكفيهم الأعداد التي تتزايد لمراجعة مراكز الفشل الكلوي في جميع مناطق المملكة في ظل غياب الوعي الصحي لدى البعض رغم حرص ولاة أمرنا - أيدهم الله وحفظهم - على توفير كل ما يهم المواطن والمقيم ويحتاجونه، ولكن بصورة فيها مخافة الله قبل الربح المادي؟!

- ألا يعلم هؤلاء أن مثل هذا العمل غير المسؤول بتوزيع هذا المنتج أو ذاك وهو مخالف لقوانين الإنتاج المسموح بها والنسب المطلوبة التي (لا ضرر ولا ضرار) فإنهم يساهمون به في تفشي الأمراض التي تعود على الأسر والمجتمع والدولة بالأثر البليغ والمؤلم؟! أين إنسانيتهم ونحن نعيش في مملكة الإنسانية وعلى رأسها ملك الإنسانية - حفظه الله ورعاه - وإخوانه وكل من يدعم حقوق الإنسان في هذا البلد وغيره.

- أيها المسؤول عن مثل هذه المخالفات أينما كنت وفي أي مركز إداري صغر أو كبر.. نناشدكم الله الحرص والمتابعة والأخذ على أيدي هؤلاء الذين لا يهمهم إلا الربح المادي، وكونوا عونا للمواطنين الذين يتوكلون على الله ثم على جهودكم المشكورة؛ فالمواطن ليس لديه أجهزة كشف التجاوز في نسب الإضافات، ولكنه يعلم أن هناك أناسا يخافون ربهم في الجهات المسؤولة، وما زالت الأمة بخير إن شاء الله، ثم إذا تم إيقاف مثل تلك المخالفات وأخذ اللازم نريد أن نرى مرة أخرى ما تم التوصل إليه، ومن ثم هل تم إعطاء الضوء الأخضر لعودة هذا المصنع أو ذاك لمزاولة نشاطه.

- أيها المنتج صاحب المصنع أينما كنت لا تسرف في النفس البشرية فلا تسقها إلا ما تسقي نفسك ولا تؤكلها إلا ما تؤكل نفسك واستشعر قول رسولنا الكريم (والله لن تؤمن حتى تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك)، أو كما قال عليه أفضل السلام وأتم التسليم.

عبدالرزاق سعيد القحطاني
مكة المكرمة - الشؤون الصحية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد