Al Jazirah NewsPaper Friday  06/11/2009 G Issue 13553
الجمعة 18 ذو القعدة 1430   العدد  13553

ميادين
هيبة بنت الحراق في الأمسية الخالدة
عايض البقمي

 

رحلة قصيرة أريدك أن تدخل عزيزي القارئ والفروسي في نطاق جاذبيتها، ولتتأمل فروقاتها وعالمها:

تخيل أنك تملك سيارة فخمة وفاخرة (بانوراما) لكنك تتعامل معها بخشونة وجلافة، كما لو أنها (درسن عراوي) أو كرولا وبقيرها العادي، وتجوب بها خطوط وعرة مطبات وتفاريز مكثفة. ومن عاير إلى عاير!! وتستمر على هذا المنوال حتى تُحول (سيارتك البانوراما) الفاخرة بكل حسنها وجمالها البراق إلى شمطاء متهالكة، بسبب الكرف الذي سحق عظامها وأحالها إلى التقاعد المبكر وحينها لا تجد لها من مكان سوى محلات التشاليح أو حراج معارض السيارات.

المثال السابق وطالما كررناه وأعدناه يعكس حال بعض الخيل الموجودة بشحمها ولحمها في قلب مزارع واسطبلات قلعة الإنتاج الجنادرية والتي طالما عانت من جور الأيام والليالي وظلم ملاكها ومدربيها الذين لا يتعاملون معها كجياد كلاسيكية وبطولات كبرى وفئوية، بل يعاملونها كجياد أشواط عادية وفي دائرة ومحيط أشواط الإضافي والسيارات الهدبة.

وأذكر هنا جياد طالما ولدت من رحم الاسطبلات الصغيرة، وتفجرت مواهبها وطاقاتها بطولات نخبوية وكؤوس كبرى ذهبية،

وعلى سبيل المثال لا الحصر أتذكر: مهاب، وابتهاج والباسم ومفيدة وميلاف ومشراق في ذلك الزمن الجميل ومروراً بشقار، وشبل شقرات وطيف وشماخ وابن شقران، مع الانتقال النوعي لميدان المؤسس العالمي وتواصلت بعد ذلك وبفترات متقاربة بروز تلك النوعيات الفاخرة وإطلالة المهر الفذ التاريخي لمح البصر وبمدربه السعودي عبدالله بن مشرف وفي إنجاز غير مسبوق لمدرب شاب ووطني ينتزع كأس الكؤوس، ثم برز بعد ذلك المتحد كوصيف في أغلى البطولات وحضر قداح وقبله راعي الوله ومع وسيع البنايد ومشاركته كبطل مع أبطال أكبر رد لمدرب الأبطال زين المعاني المتعملق بدن السبيعي.

تلك نماذج من نجوم ساطعة وكأقرب مثال رسخت ونحتت منهجية واحترافية التعامل الراقي بمنظوره الاحترافي مع كل جواد وأعد ويعود الفضل فيه لثقة وشجاعة وإقدام مدربيه وإلى ما هو أبعد من مشاركة إلى منافسة وبتضمير مدروس ومتعوب عليه.

ما دعاني لطرق هذا الموضوع مجدداً هو هاجس الخوف من أي تقاعس أو عثرات بعدما وصلت إليه صناعة الإنتاج لدى أغلب المنتجين المكافحين إلى مرحلة متطورة من الإنتاجية وبتراكيب دمائها وسلالتها النقية والتي عكستها المهور الحولية في المزاد السنوي المقام حالياً لمواليد 2008م .

حركتها جددتها ورسختها في أمسية الجمعة الماضية والخالدة (أم البطلة) الفذة همة (الشوشلية) والتي أعادت لنا هيبة صناعة الإنتاج ومن أوسع الأبواب!! وبماركة فرس الإنتاج السعودية من الجيل الثاني (بدماء سعودية خالصة 100%).

وهمة بنت الحراق تحرق غرور وكبرياء الأفراس المستوردات.. وبزمن قياسي وخرافي لمسافة الميل وربع الميل.

ومتجود المصراع ومرهي اعنان

وليا ادبرت همة سوت من القاع بركان

المسار الأخير:

وصلتهم يم القمر وجحدوني

يا قوم يا بعض اللحى والأشانيب

aLmedan8@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد