إنَّ مَنْ تكون القراءة عشقه لا بد أن يكون متابعاً وقارئاً نهماً لكل المطبوعات المتاحة، التي تأتي الصحافة في مقدمتها، ولعلي من بين هؤلاء ممن يبحثون عن كل مفيد من خلال قراءتي للصحف والمجلات المحلية مجتمعة، وفي مقدمتها صحيفة الجزيرة الغراء ذات الانتشار والقبول في أوساط المجتمع بمثقفيه على مختلف طبقاتهم وتباين ثقافاتهم لما تحويه في كل عدد من أعدادها من مواضيع مختلفة ومتنوعة تصبُّ جميعها في مصلحة الوطن وقضايا المواطن معبرة عن همومه المختلفة من خلال مقالات كُتّابها المتميزين التي تتناول شتى القضايا وتطرح الحلول المناسبة لها وطرق معالجتها.
كما يأتي دورها اللافت في تغطية المناسبات والنشاطات على مختلف أنواعها، ولعلي لست الوحيد الذي يلحظ مثل ذلك ويتابعه ومن خلال قراءتي لهذه الصحيفة المنفردة بالتميز التي لا يقف إعجابي بها عند حد المضمون بل يتعداه إلى إعجاب أشد بما وصلت إليه المؤسسة بمنشآتها ومطابعها الرائعة وهياكلها الإدارية والمالية وكوادرها المؤهلة وفروعها المتعددة.
كما يلحظ المتابع لهذه الصحيفة مدى التطورات اللافتة التي لا تأتي بغير بذل الجهود الحثيثة والمتلاحقة من عناصر تملك القدرة والكفاءة والطموح لمسايرة الركب في مجالات التطور والتحديث كما هو الحال في أرقى المؤسسات العربية والعالمية وفي شتى المجالات، التي تأتي في مقدمتها مستجدات التقنيات الحديثة ومستوى المهنية اللائق.
ففي الأولى يتجلى الدور المهم والفاعل لرئيس مجلس الإدارة بالمؤسسة رجل الأعمال الأستاذ مطلق المطلق الذي وظَّف براعته وخبراته الاستثمارية والفكرية في كل ما من شأنه رفع مستوى المؤسسة؛ ما جعل منها صرحاً يزخر بالعطاء من خلال الاستحواذ على تقنيات العصر الحديثة بشتى أنواعها.
وفي مجال المهنية والذائقة الصحفية يبتدئ الدور المهم والمشهود لرئيس التحرير الأستاذ خالد المالك الذي استطاع بمهاراته المهنية في مجال الصحافة وبتاريخه الحافل بالتميز وقدراته العلمية والثقافية وخبراته الطويلة في رحاب صاحبة الجلالة أن يجعل صحيفة الجزيرة صحيفة رائدة، وتأتي في مقدمة الصحف محلياً وعربياً في الشكل والمضمون، وما نشر الأعداد المطبوعة والموزعة يومياً إلا أكبر دليل على الثقة والقدرة على المنافسة. ويأتي بعد ذلك وفي تطور غير مسبوق الذي يتمثل في نشر الأرشيف في موقع الجزيرة منذ تأسست ليربط الماضي بالحاضر والقديم بالحديث؛ ليتيح الفرصة لطالب المعلومة والباحث عنها فرصة الاطلاع والاستفادة.
أتمنى للجزيرة المؤسسة ولرئيس مجلس إدارتها ولمديرها العام وللجزيرة الصحيفة ورئيس تحريرها ومنسوبيها النجاح المستمر، وقد تجاوزت الخمسين عاماً زاخرة بالعطاء والتميز خدمة لهذا الوطن وأبنائه في ظل قيادة المسيرة المباركة لمليكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين.
عبدالرحمن بن ناصر الشلفان