كتب الدكتور سعد القويعي يوم الأحد 22 شوال العدد 13527 مقالاً بعنوان: (مشاهد عبثية تحبس الأنفاس)، وكان قطب رحى المقال يدور حول المظاهر المؤسفة التي وقعت من بعض شبابنا إبان الاحتفال بيوم الوطن، وقد كانت حروفاً نابعة من قلب غيور على وطنه؛ حيث لمست فيها الوطنية الصادقة والحب الأكيد للوطن ومن فيه، وقد طرح عبر مقالته الرائعة المشكلة والعلاج، وما تعقيبي إلا تأكيد لما طرح وتأييد لما اقترح وإبداء وجهة نظري في هذه الظاهرة التي يعاني منها المجتمع مع كل مناسبة وطنية للأسف.
كاتبنا الفاضل..
مفهوم الفرح الحقيقي للأسف يفتقده الكثيرون، وخصوصاً من فئة الشباب الذين يمتلئون طاقة وحيوية ونشاطاً، وكتاب الله العزيز لم يغفل مثل هذا الجانب، أما قال الله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ}، ففي قصة قارون قال له صالحو قومه {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}؛ قال ابن عباس: يعني: المرحين. وقال مجاهد: يعني: الأشرين البطرين، الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم.
وما فعله أولئك الشباب إنما هو من الفرح المفرط المذموم، علماً بأن هذه الأفعال التي ارتكبوها تعكس صورة لا تليق بالوطن وأبنائه؛ فحب الوطن يعني المحافظة على ممتلكاته والحفاظ على أمنه واستقراره والسعي في الدفاع عن حياضه وإعطاء صورة مشرقة عنه، لا لتخريبه والاعتداء على مكتسباته وتقصيره في حقهم، كما أن المجتمع بمؤسساته مطلوب منه أن يوفر لهم الأماكن الترفيهية المناسبة أو يُعدّ لهم برامج يفرِّغون من خلالها طاقتهم.
يبقى أن مَنْ فعل هذا هم أبناؤنا وبناتنا، ولهم حق علينا توجيهاً ورعاية ونصحاً وإرشاداً، والأخذ على أيديهم وعدم تحميلهم المسؤولية بمفردهم؛ فهم الأمل والخير فيهم كثير، وزرع الثقة فيهم مطلوب، فهل ينبري الناصحون والمربون لهذه المهمة؟ هذا هو المؤمل.
عبدالله بن سعد الغانم – تمير