من للأوطان غير أبنائها يذودون عنها الأعداء وقت الأزمات والفتن والشدائد، ويبنونها وينهضون بها وقت السلم.

وها هم أبناء الوطن جنوده البواسل في كل القطاعات العسكرية يؤكدون ذلك حيث اعتدت هذه الفئة على أرض الوطن وقتلت رجال الأمن وحرس الحدود غيلة وغدراً واستباحت الدماء في شهر الله المحرم فكان الرد من قبل القيادة الحكيمة الحازمة قاسياً وموجعاً وبحجم الحدث حيث صدر التوجيه الكريم بالتعامل مع هذه الأحداث بما يناسبها وبما يلقن المعتدين درساً لن ينسوه في مستقبل أيامهم، وليأكدوا لهم وغيرهم بأن حدود المملكة العربية السعودية خطاً أحمر لا يمكن القرب منه بحال من الأحوال وهكذا يكون الرجال وهكذا يكون الرد على كل من تسلو له نفسه أو تحدثه بأن يمس أرض الوطن العزيز على كل واحد من أبنائه.

فبلادنا سلم على من يسالمها وحراباً لا هوادة فيها وضروساً على من تحدثه نفسه بالمساس من عقيدتها أو أمنها أو استقرارها أو يتعدى على شبر من أرضها المقدسة وهذا ما يعرفه الجميع.

ولرجال الأمن الأوفياء في كافة قطاعاتهم قدم سبق في هذا حيث بتوفيق الله تصدوا ولا زالوا يتصدون لتلك الحملات الإرهابية التي تطل برأسها وريحها النتنة بين الحين والآخر يقودهم إلى تلك الانتصارات ويوجههم قيادة حكيمة راشدة آلت على نفسها الدفاع والذب عن حياض الوطن والعقيدة والمنجزات بكل ما أوتيت من قوة وقدرة وقد علم العالم أجمع تلك البطولات والحملات الاستباقية التي وفق لها رجال الأمن لكشف تلك المخططات الإرهابية التي يخطط لها الأعداء وينفذها بعض أبناء الوطن وبكل أسف وهم بذلك يعقون وطنهم الذي ما أشبهه بالأم الحنون التي يجب على أبنائها لها البر بكل أنواعه.. وذلك بما تؤكد عليه شريعة الإسلام الغراء وتدعو إليه ولا نملك إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أعود إلى بداية حديثي عن جنودنا البواسل في كافة قطاعاتهم الذين لبوا نداء الوطن وهبوا للدفاع عن الوطن وصد تلك الهجمة الشرسة من تلك الفئة الباغية التي يسيرها الأعداء لهذا الوطن وعقيدته وأبنائه ومنجزاته الحضارية، وهم بذلك لم يحترموا حرمة الزمان حيث إننا في أحد الأشهر الحرم التي لها مكانتها وقد سيدتها في الإسلام حتى الجاهليون عباد الأوثان والأصنام كانوا يقدرون لها قدرها ويحترمونها فكيف بمن يزعم أنه مسلم لماذا لم يحقق الإسلام في أموره كلها..

المهم أن أبناء الوطن ورجاله البواسل من القوات المسلحة لبوا نداء الواجب وهبوا يردون المعتدين على أدبارهم ويلقنونهم درساً لن ينسوه، وذلك من خلال تلك ما حدث في الحدود الجنوبية والغربية قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بتفقد القوات على خط النار ويعلنها صريحة ليسمعها العالم أجمع بأن حدود المملكة خطاً أحمر لا يمكن السماح لأي كان بتجاوزها وتلك توجيهات القيادة الرشيدة الحكيمة الحازمة لهذا الوطن، مثنياً ومشيداً سموه برجال القوات المسلحة في كافة قطاعاهم ممن أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية وأنهم فعلا حماة الوطن بعد الله من كل معتد أو غادر.

فكلنا فداء للدين والوطن ولن نتأخر في تقديم الغالي والنفيس دفاعاً وذوداً عن حياض الوطن العزيز في أي وقت وزمن. كيف لا وهو وطن ليس كالأوطان مكانته رفيعة وخيراته شاملة عامة للقاصي والداني.